قبل وبعد هبوط طائرة "إير فورس ون" في العاصمة السعودية الرياض، أطلق فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حملة دبلوماسية موسعة، بهدف نزع فتيل أربع من أخطر أزمات العالم في وقت واحد.
وخلال كلمته الرئيسية في "منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي"، قال ترامب: "كما أثبت مرارًا، أنا مستعد لإنهاء صراعات الماضي وتشكيل شراكات جديدة من أجل عالم أفضل وأكثر استقرارًا، رغم عمق الخلافات أحيانًا".
ورغم الثقة العالية التي يبديها ترامب في قدرته على إبرام الصفقات، فإن أيًا من هذه المساعي لم يحقق نتائج ملموسة حتى الآن. ومع ذلك، لا يبدو أن العقبات ستمنعه من إعلان النصر، كما فعل الأسبوع الماضي، عندما أنهى عملية عسكرية في اليمن بعد هدنة جزئية مع الحوثيين، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
رفع العقوبات عن سوريا
فاجأ ترامب الحضور بإعلانه رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، ومنح حكومتها الجديدة "فرصة للتقدم" بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهو ما قوبل بتصفيق حار، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ووافق على خطوة غير مسبوقة منذ 25 عامًا، بلقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي كان مُدرجًا سابقًا على قائمة الإرهاب الأمريكية، بسبب علاقاته مع نظام القاعدة. كما أنه سيرسل وزير خارجيته ماركو روبيو، للقاء نظيره بتركيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
حرب غزة
قبل مغادرته إلى الرياض، وبين جلسات التفاوض مع إيران في عمان، نجح مبعوث ترامب ستيف ويتكوف، في إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي - الأمريكي عيدان ألكسندر، بعد 584 يومًا في قبضة حماس.
وفي الدوحة، واصل ويتكوف ومبعوث البيت الأبيض لشؤون الرهائن آدم بوهلر، مساعيهما من أجل اتفاق شامل لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من تلك المساعي الأمريكية المكثفة، تتوعد إسرائيل بعملية عسكرية واسعة لتدمير غزة بالكامل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء زيارة ترامب، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
الحرب الروسية الأوكرانية
يضغط ترامب بقوة من أجل عقد أول محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، منذ ثلاث سنوات، واقترح أن ينضم بنفسه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول، هذا الأسبوع.
وأكد زيلينسكي، مشاركته، في حين لم يؤكد بوتين حضوره بعد.
وصرّح ترامب بأنه سيرسل كلًا من روبيو، ويتكوف، والمبعوث الأوكراني كيث كيلوج، إلى إسطنبول للمساعدة في التوصل إلى وقف إطلاق نار، مُلوحًا بعقوبات كبرى على روسيا حال رفضت التعاون.
البرنامج النووي الإيراني
بعد انتهاء الجولة الرابعة من المحادثات النووية في عمان، وجّه ترامب إنذارًا علنيًا لإيران بقبول اتفاق نووي جديد أو مواجهة العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى".
وقال في الرياض: "لم أؤمن أبدًا بفكرة الأعداء الدائمين"، مقدمًا لطهران "غصن زيتون"، مع التأكيد أن الجمهورية الإسلامية يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا، بحسب "أكسيوس".
وأضاف: "هذه الفرصة لن تبقى إلى الأبد. الوقت الآن ليقرروا. ليس لدينا متسع من الوقت".