الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هدوء الاشتباكات في طرابلس.. والبرلمان يحمّل حكومة الوحدة المسؤولية

  • مشاركة :
post-title
انتشار قوات وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لا يزال التوتر يُخيم على العاصمة الليبية، عقب عودة الهدوء الحذر إلى طرابلس بعد ساعة من إعلان الحكومة وقف إطلاق النار، وانتشار قوات من "جهاز الردع" في بعض مداخل المدينة، وتمركزها في طريق الشط المؤدي إلى مطار معيتيقة، وسط خشية سكان مدينة من تصاعد المواجهات مرة أخرى، ما دفع وزارة الدفاع في حكومة "الوحدة الوطنية" للتدخل لفرض وقف إطلاق النار.

وشهدت العاصمة الليبية، فجر الثلاثاء الماضي، اشتباكات دامية باستخدام قذائف وأسلحة ثقيلة في منطقتي عين زارة وصلاح الدين الواقعتين بضواحي طرابلس، إضافة إلى حالة من الفوضى والارتباك التي تشوب شوارع منطقة أبوسليم، التي تعتبر معقلًا لجهاز الدعم والاستقرار في طرابلس، بعد إعلان مقتل رئيس الجهاز عبدالغني الككلي، الشهير بـ"غنيوة الككلي" داخل مقر "اللواء 444 قتال" التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، مساء الاثنين.

وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة "الوحدة الوطنية" بطرابلس، اليوم الأربعاء، بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في جميع محاور التوتر داخل العاصمة طرابلس، في إطار الحرص على حماية المدنيين والحفاظ على مؤسسات الدولة وتجنيب العاصمة مزيدًا من التصعيد، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، والابتعاد عن التصريحات التحريضية أو أي تحركات ميدانية من شأنها إعادة التوتر.

وقالت الوزارة، في بيان صادر عنها، إن القوات النظامية باشرت بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التهدئة، بما في ذلك نشر وحدات محايدة في عدد من نقاط التماس لضمان استقرار الوضع ومنع أي احتكاك ميداني.

فرار السجناء

وفي خضم الاشتباكات المسلحة، أعلن جهاز الشرطة القضائية في طرابلس أن الاشتباكات بالقرب من سجن الجُديدة أدت إلى حالة من الفوضى والهلع، مؤكدا فرار عدد من السجناء، غالبيتهم من أصحاب الأحكام المشددة.

إلى ذلك أكد مصدر عسكري ليبي، اليوم الأربعاء، قوات الساحل الغربي ستتمركز في جزيرة الغيران كقوة فض نزاع محايدة، مشيرًا إلى أن قوات المنطقة العسكرية بالساحل الغربي تتوجه الآن لفض النزاع بمناطق غرب طرابلس.

وأفاد المصدر العسكري الليبي، بسقوط ثلاث ضحايا على الأقل من المدنيين جراء الاشتباكات الدامية التي شهدتها العاصمة طرابلس طيلة اليومين الماضيين. 

مواجهة التسلح العشوائي

وشددت الوزارة، على أن وحدة الصف وتعزيز سلطة القانون وتفكيك مظاهر التسلح العشوائي ستظل أولوية ثابتة، ولن يُسمح بفرض أي واقع بقوة السلاح أو خارج الأطر الرسمية.

وتشهد العاصمة الليبية اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، بدأت منذ فجر الثلاثاء واستمرت حتى صباح اليوم، بين قوات اللواء "444 قتال" التابع لحكومة الوحدة الوطنية، وقوات "جهاز الردفع"، في أعقاب مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي عبدالغني الككلي المعروف بـ"غنيوة".

وتدور المواجهات على امتداد حدود طرابلس من بوابتها الشرقية، منطقة السبعة، وحتى بوابتها الغربية، منطقة السياحية، وفي عين زارة جنوبًا، ولم يصدر أي بيان رسمي يوضح حجم الخسائر البشرية والمادية جراء الاشتباكات.

انتشار قوات وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية
تأمين ممرات إنسانية

ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مصدر محلي، تأكيده وقوع اشتـباكات عنيفة في مناطق جنزور وقرية الريقاطة وجسر المعاقين والغيران ومحيط قرية النخيل بطرابلس، وأن المواطنين يناشدون بتوفير ممرات آمنة.

بدورها؛ دعت جمعية الهلال الأحمر في طرابلس إلى تأمين ممرات إنسانية لإجلاء العالقين، وسط اشتباكات طرابلس، إلى جانب مطالب بوقف النار في طرابلس وحل الخلافات بـ"الوسائل السلمية".

وناشدت الجمعية، في بيان، جميع الأطراف على الأرض ضرورة تسهيل ممرات إنسانية وآمنة لإجلاء المواطنين، ونتابع بقلق البلاغات الواردة من العائلات العالقة داخل مناطق الاشتباكات، التي تُعبر عن حاجة ماسة لتوفير ممرات آمنة لخروجهم.

وقال مدير مكتب الإعلام بجمعية الهلال الأحمر بطرابلس، معاذ الزرقاني، إن الأوضاع تزداد سوءًا، والممرات الآمنة غير متوفرة حتى الآن، وأن البلاغات ترد بكثرة من عمارات الطبي، مع انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مناطق الاشتباكات.

مناشدة الأطباء

أهابت وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية، في بيان، بجميع الأطباء وعناصر التمريض والفنيين الصحيين بسرعة التوجه إلى أقرب مستشفى للمساهمة في تقديم الدعم والمساعدة الطبية.

ولم يدم الهدوء في طرابلس، صباح أمس الثلاثاء، طويلًا بعد تأزم الوضع الأمني من جديد عقب صدور قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس، عبد الحميد الدبيبة "حل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة"، الذي اعترض عليه الأخير باعتبار أن ذلك من اختصاص المجلس الرئاسي.

انتشار قوات وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية
المؤسسات النظامية فقط

بدوره؛ قال "الدبيبة" في بيان تناقلته وسائل إعلام ليبية: "إنه لا مكان في ليبيا إلا للمؤسسات النظامية من جيش وشرطة فقط"، مؤكدًا أن الحكومة ستضرب بيد من حديد كل من يعرقل بناء الدولة أو يمنع تمكين الجيش والشرطة من أداء مهامهم، في معركة استعادة الوطن من الفوضى إلى دولة القانون.

ومن جهتها، قالت "بلدية طرابلس" إن وسط العاصمة تحول إلى ساحة قتال بين المواطنين نتيجة غياب الحكمة في التعاطي مع الوضع وعدم وضوح سياسة الحكومة في قضية السلاح.

مصر تدعو للحفاظ على أرواح الليبيين

ومن جانبها؛ تابعت مصر ببالغ القلق التطورات الجارية في دولة ليبيا الشقيقة والاشتباكات العسكرية القائمة في العاصمة طرابلس، وما قد تؤدي إليه من تصعيد مفتوح وتهدد مقدرات وأرواح الشعب الليبي الشقيق.

ودعت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، كل الأطراف الليبية في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، اليوم الأربعاء، إلى إعلاء المصالح الوطنية وإنهاء حالة التصعيد القائمة، والاحتكام لصوت العقل حفاظًا على مقدرات الدولة الليبية.

وأهابت مصر، بجميع المصريين المتواجدين في ليبيا بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والتزام منازلهم لحين تبين الأوضاع وعودة الهدوء والاستقرار والتواصل مع السفارة المصرية في طرابلس حال وجود أي أحداث تمس المصريين، علمًا بأنه تم تخصيص رقم هاتف "۰۰۲۱٨٩١٤٨٩٧٩٨٥" لهذا الغرض.

تصعيد متسارع للعنف

وكررت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إدانتها "التصعيد المتسارع لأعمال العنف" في طرابلس، وحشد القوات في مناطق أخرى من البلاد، محذرة من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة بسرعة، كما أعربت عن بالغ قلقها إزاء التقارير التي تفيد بوقوع ضحايا من المدنيين.

وقالت في بيان، اليوم الأربعاء، إنها على تواصل مستمر مع الأطراف المعنية على الأرض والشركاء سعيًا لاحتواء الوضع، وتدعم جميع الجهود الجارية للوساطة وخفض التصعيد، مؤكدة استعدادها لتقديم مساعيها الحميدة لتيسير الحوار ووضع حد للقتال قبل أن يتفاقم الوضع أكثر.

انتشار قوات وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية
الدعوة لتشكيل حكومة موحدة

بدوره؛ دعا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، المجلس الأعلى للدولة إلى التواصل مع مجلس النواب ومباشرة العمل والتنسيق لتشكيل حكومة موحدة واحدة في أسرع وقت، لتتولى تهدئة الأوضاع وإحلال الأمن والسلام.

وقال "صالح"، في بيان: "إن سعي حكومة الوحدة الوطنية منزوعة الثقة للتمسك بالسلطة، واستمرارها في العبث بمؤسسات الدولة، ورغبتها في تعطيل جهود مجلسي النواب والدولة وبعثة الأمم المتحدة، لإنهاء الانقسام في ليبيا أدى إلى جر البلاد لحالة من الاقتتال بين الإخوة".

وطالب رئيس مجلس النواب الليبي، بحماية المدنيين وممتلكاتهم ووقف الاقتتال فورًا، وفتح ممرات آمنة وتمكين الجهات المختصة من ممارسة واجباتها في حماية المدنيين والقيام بعمليات الإنقاذ والإسعاف وإطفاء الحرائق.

وحدة الصف الوطني

بدوره أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وحدة الصف الوطني، وذلك خلال استقباله بمقر إقامته في العاصمة طرابلس، وفدًا من مشائخ وعُمد وأعيان المنطقة الشرقية.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للمنفي بأن اللقاء الذي عُقد مساء الثلاثاء حمل طابعًا وطنيًا خالصًا حيث عبّر أعضاء الوفد عن دعمهم الثابت لوحدة التراب الليبي، وحرصهم على لمّ الشمل ونبذ الفرقة، مجددين تأكيدهم على ضرورة الاصطفاف خلف مشروع وطني جامع.

وأكد المنفي أن أبواب المجلس الرئاسي ستظل مفتوحة أمام جميع الأطياف والمكونات، في إطار رؤية شاملة ترمي إلى تحقيق الوفاق الوطني واستعادة السيادة الليبية الكاملة.