شهدت ليبيا، حالة من التوتر في الساعات الأخيرة، بعدما أفادت وسائل إعلام محلية، بمقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، عبد الغني الككلي، وذلك في خضم تصاعد حاد في التوتر تشهده العاصمة الليبية طرابلس.
ومع وقوع الحادث، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا عن رفع درجة الاستعداد والتأهب القصوى في جميع فروعه في طرابلس والمناطق المحيطة بها، بحسب وسائل إعلام ليبية.
وطالبت وزارة الداخلية لحكومة الوحدة الوطنية في الغرب الليبي، سكان العاصمة طرابلس، بالتزام منازلهم بسبب التوترات الأمنية ضمانًا لسلامتهم، كما أعلنت سلطات مطار معيتيقية اتخاذ إجراءات احترازية تحسبًا لأي تطورات أمنية مفاجئة، فيما تحويل مسار عدد من الرحلات الجوية إلى مطار مصراتة.
وفي سياق الاحترازات المتخذة، أعلنت جامعة طرابلس إيقاف الدراسة والامتحانات والعمل الإداري في جميع الكليات والإدارات والمكاتب التابعة لها حتى إشعار آخر، وذلك في بيان رسمي صادر عن رئاسة الجامعة.
وأعلنت وزارة الدفاع الليبية، السيطرة على كامل منطقة أبوسليم، وفي ظل تصاعد حدة التوتر الأمني غربي ليبيا، عُقد بالعاصمة طرابلس اجتماع أمني بين قيادات التشكيلات المسلحة في محاولة لتفادي اندلاع صراع جديد في العاصمة، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
حظر التجوال في العاصمة
كما أفادت مصادر محلية ليبية، بأنباء عن إعلان حظر التجوال في العاصمة، وتوقف حركة الطيران في مطار طرابلس.
وفي وقت سابق من اليوم، دعت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الليبية جميع المواطنين في طرابلس إلى التزام منازلهم وعدم الخروج "حفاظًا على سلامتهم"، وذلك بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق نار في مناطق متفرقة من العاصمة.
دعوة لخفض التصعيد
من جانبها أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها تتابع عن كثب التقارير الواردة بشأن التحركات العسكرية وتصاعد حدّة التوترات في مدينة طرابلس والمنطقة الغربية بشكل عام.
ودعت البعثة جميع الأطراف لضرورة خفض التصعيد بشكل عاجل، والامتناع عن أي أعمال استفزازية، والعمل على تسوية الخلافات من خلال الحوار البنّاء، معربة عن دعمها الكامل للجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي، بما في ذلك المبادرات التي يقودها الأعيان والقيادات الاجتماعية.
مسار سياسي ومستدام
وفي وقت سابق، استقبل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أمس الأحد، بالعاصمة طرابلس، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، "حنا تيتيه"، في لقاءٍ عكس أهمية التنسيق الدولي والمحلي لتأمين مسار سياسي جامع ومستدام.
وتناول اللقاء، تطورات الملف الليبي، لاسيما ما يتعلق بالمسار الحقوقي واستقلالية مجلس النواب وإرادته الحرة، كما عرضت المبعوثة الأممية على المنفي، نتائج وتوصيات اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة.
وأعرب رئيس المجلس الرئاسي عن دعم كل المبادرات الأممية ذات الملكية الوطنية النابعة عن توافق المؤسسات الخمسة المنبثقة عن الاتفاق السياسي وفق خطة مجلس الأمن، وختم الرئيس المنفي عزمه باستطلاع الشعب الليبي على مخرجات اللجنة الاستشارية لبعثة الأمم المتحدة.
محاولة اغتيال سابقة
وشهدت ليبيا أخيرًا؛ حالة من التوتر، على مدار الفترة الأخيرة، بعد نجاة وزير الدولة لشؤون رئيس الحكومة الليبية ومجلس الوزراء عادل جمعة، في فبراير الماضي، من محاولة اغتيال.
وأدانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، محاولة الاغتيال التي استهدفت وزير الدولة لشؤون رئيس الحكومة ومجلس الوزراء، عادل جمعة، في أثناء استقلاله سيارته على الطريق السريع في طرابلس من قبل جهة مجهولة.
وشددت الحكومة في بيانها الذي نشرته عبر موقعها، على أنها لن تتهاون مع أي محاولات تستهدف أمن الدولة وتهدد استقرارها، وأنها مستمرة في بذل المساعي لتعزيز الأمن وفرض سيادة القانون.