بعد ثمانية أيام من قيادة ألمانيا، يُلقي المستشار فريدريش ميرز، المنتخب حديثًا، كلمته الأولى في البرلمان الألماني "البوندستاج"، التي تكشف عن خطته المتمثلة في "ازدهار ألمانيا"، والخروج من الأزمة التي طالت البلاد، منذ ثلاث سنوات، إلى جانب رغبته أن تأخذ بلاده زمام الأمور على المستوى الدولي.
وبدأ "ميرز" أول رياح التغيير على قانون العمل، الذي طالب به قبل توليه السلطة خلفًا للمستشار السابق أولاف شولتس، من خلال أسبوع عمل مكون من 4 أيام والتوازن بين العمل والحياة، إلى جانب تعهده ببذل "جهد هائل" لجعل البلاد أكثر قدرة على المنافسة مرة أخرى، بحسب مجلة "دير شبيجل".
وأشار إلى أن إدراج أسبوع العمل المكون من 40 ساعة في قانون ساعات العمل، الذي تم الاتفاق عليه مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيتم تنفيذه يونيو المقبل.
وكشف "ميرز" للمستشارة السابقة أنجيلا ميركل، في يوم الاقتصاد الذي نظمه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، مساء أمس الثلاثاء، عن الرسائل التي سيتضمنها خطابها، الذي يستغرق نحو 45 دقيقة في البرلمان الألماني.
ويأمل المستشار الألماني خفض أسعار الطاقة والحد من البيروقراطية باعتبارها مجالات ملحة بشكل خاص في عمل الحكومة، لافتًا إلى أن وزراءه الـ17 لديهم فرصة عظيمة لإحداث تغيير حقيقي في هذا البلد بفضل خبراتهم الحكومية.
وفي المؤتمر الاقتصادي للحزب الديمقراطي المسيحي في برلين، قال المستشار الألماني ميرز، عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "دعوته لزيارة ألمانيا وزيارتنا في مسقط رأسه باد دوركهايم، وسأذهب معه إلى هناك".
وينحدر أسلاف دونالد ترامب من بلدة كالستادت الصغيرة المشهورة بزراعة العنب على طريق النبيذ في راينلاند بالاتينات، التي تنتمي إلى منطقة باد دوركهايم، وهاجر أجداد ترامب من هناك إلى نيويورك، نهاية القرن التاسع عشر.
وفي الأيام الأخيرة، رفض "ميرز" انتقادات الحكومة الأمريكية لتصنيف المكتب الاتحادي لحماية الدستور لحزب البديل من أجل ألمانيا، بأنه "متطرف يميني"، وفي الوقت نفسه، أكد أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يجب أن يتفقا على إلغاء جميع التعريفات الجمركية، وقال: "لا أريد أن ندخل في حرب تجارية مفتوحة".
وأكد المستشار أيضًا أنه سيزور ترامب في العاصمة واشنطن قريبًا، وسيتحدث مع الرئيس الأمريكي، حول القضايا التي جمعت البلدين لعقود من الزمن، مثل حلف شمال الأطلسي، وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال كارستن لينمان، الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي: "ربما يكون بيان الحكومة أحد أهم الخطابات التي سيلقيها المستشار هذا العام، وسيكون الخطاب بمثابة المؤشر الأول حول ما إذا كان التغيير السياسي الذي وعد به الاتحاد سيتم تنفيذه بسرعة أم لا".
وقبل بيان حكومة المستشار، حاول ممثلو الاتحاد والحزب الاشتراكي الديمقراطي تهدئة الاضطرابات الناجمة عن مناقشات المعاشات التقاعدية، داعين إلى ضبط النفس، وسط انتقادات من زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر بريتا هاسلمان، قائلة: "إن الائتلاف الحاكم الذي يضم حزبي السود والأحمر بدأ بداية سيئة للغاية، في إشارة إلى انتخابات المستشار في الجولة الثانية والنزاع العام بشأن معاشات التقاعد".