افتتحت مساء اليوم الثلاثاء، النسخة الـ78 من مهرجان كان السينمائي بانطلاقة سياسية وهوليوودية حافلة، حيث مُنح روبرت دي نيرو جائزة السعفة الذهبية الفخرية من ليوناردو دي كابريو، لكن دي نيرو استغل حماس خطاب قبوله الجائزة للتطرق إلى قضايا قال إنها تواجه المجتمع الفني وتهدد الديمقراطية في ظل رئاسة دونالد ترامب.
وقال النجم الأمريكي: "في بلدي، نناضل بشراسة من أجل الديمقراطية التي كنا نعتبرها أمرًا مسلمًا به، هذا يؤثر علينا جميعًا هنا لأن الفنون ديمقراطية، الفن شامل، يجمع الناس، يحتضن التنوع، ولهذا السبب يُشكل الفن تهديدًا، ولهذا السبب نُشكل تهديدًا للمستبدين والفاشيين".
أضاف: "لقد عيّن الرئيس الأمريكي المتزمت نفسه رئيسًا لإحدى مؤسساتنا الثقافية الرائدة. لقد خفّض التمويل والدعم للفنون والعلوم الإنسانية والتعليم، والآن أعلن عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الأفلام المُنتجة خارج الولايات المتحدة، دعوا هذا يترسخ في أذهانكم.. لا يُمكن تسعير الإبداع، لكن يبدو أنه يُمكن فرض تعريفة جمركية عليه".
أشار "دي نيرو" إلى أن تصرفات ترامب ليست قضية أمريكية فحسب، حيث قال: "هذه ليست مشكلة أمريكية فحسب، بل مشكلة عالمية، لا يُمكننا جميعًا أن نجلس مكتوفي الأيدي علينا أن نتحرك، والآن، ليس بالعنف، بل بشغفٍ وعزيمةٍ كبيرين، لقد حان الوقت لكل من يهتم بالحرية أن ينظم ويحتج، وعندما تُجرى انتخابات، بالطبع، أن يُصوّت، الليلة وعلى مدار الأحد عشر يومًا المقبلة، نُظهر قوتنا والتزامنا بالاحتفاء بالفن في هذا المهرجان الرائع حرية، مساواة، إخاء".
كان ليوناردو دي كابريو، الذي صعد إلى المسرح وسط تصفيق حار، أكد على الدور الذي لعبه دي نيرو في بداية مسيرته الفنية، حيث قال: "نشأتُ في لوس أنجلوس، وكان كل ممثل شاب أعرفه يشاهد أعمال دي نيرو، درسناه، محاولين فهم كيف انغمس تمامًا في شخصياته، لقد وضع النموذج. لم يكن مجرد ممثل عظيم"، ثم تذكّر دي كابريو كيف حصل على أول فرصة سينمائية كبيرة له مع دي نيرو في فيلم "This Boy's Life".
أضاف: "كانت تجربة الأداء صعبة في ظل منافسة شديدة، لم يكن أحد منا يعرف مَن سيحصل على الدور.. في سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، فعلت الشيء الوحيد الذي لم أستطع التفكير فيه وهو تحمله.. صرختُ عليه بأعلى صوتي، روى دي كابريو"، لتنفجر القاعة بالضحك.
يأتي تكريم روبرت دي نيرو في مهرجان كان بعد ما يقارب 50 عامًا من حضوره لأول مرة في المهرجان مع فيلم "1900" للمخرج برناردو بيرتولوتشي، وفيلم "Taxi Driver" الذي فاز بالسعفة الذهبية، وبين الحين والآخر، كان ضيفًا دائمًا في المهرجان بأفلام مثل "The King of Comedy" لمارتن سكورسيزي، الذي افتتح المهرجان عام 1983، وآخر أفلام سيرجيو ليوني "Once Upon a Time in America"، وفيلم "The Mission" لرولان جوفيه، الذي فاز أيضًا بالسعفة الذهبية، وأخيرًا، كان آخر ظهور له في المهرجان بفيلم "Killers of the Flower Moon" لمارتن سكورسيزي، الذي عُرض خارج المسابقة في عام 2023.