الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عصر ذهبي جديد.. صفقات تاريخية بين أمريكا والسعودية

  • مشاركة :
post-title
علما السعودية وأمريكا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في تطور كبير للعلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، وقّع البلدان اتفاقيات تاريخية في العديد من المجالات كان من بينها مشروعات البنية التحتية والطاقة وأكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ الحديث، بإجمالي استثمارات تصل 600 مليار دولار.

ووصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العاصمة السعودية الرياض، في مستهل أول زيارة خارجية موسعة له منذ انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، يناير الماضي، التي قرر أن تكون جولة في الشرق الأوسط تشمل زيارة السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.

قادة الأعمال

ورافق ترامب العديد من كبار مستشاريه، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، وعشرات من قادة الأعمال الآخرين في جميع أنحاء العالم، وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، تعد الزيارة الأكثر قوة بين البلدين على مدى العقود الثمانية الماضية، منذ الاجتماع بين الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس فرانكلين د. روزفلت، على متن السفينة يو إس إس كوينسي.

واعتبر البيت الأبيض الصفقات التي أبرمها دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تاريخية وتحويلية لكلا البلدين وتمثل ما وصفوه بـ"العصر الذهبي الجديد" من الشراكة التي تعزز أمن الطاقة والصناعة الدفاعية والريادة التكنولوجية، التي تدوم لأجيال مقبلة.

ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي
صفقات تاريخية

ومن أبرز الصفقات التي تم إبرامها بين ترامب وبن سلمان، قيام شركات التكنولوجية السعودية باستثمار مبلغ 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة، على أن تقوم في المقابل الشركات المماثلة الأمريكية مثل جوجل وأوبر باستثمار 80 مليار دولار في التقنيات التحويلية المتطورة بكلا البلدين.

وستقوم شركات أمريكية رائدة، بما في ذلك "هيل إنترناشيونال وجاكوبس وإيكوم"، ببناء مشروعات البنية التحتية الرئيسية مثل مطار الملك سلمان الدولي، وحديقة الملك سلمان، وذا فولت، ومدينة القدية، وغيرها الكثير، بإجمالي صادرات خدمات أمريكية بقيمة 2 مليار دولار.

الاستثمار والصحة والطاقة

ومن المنتظر أن تشمل الصادرات الأمريكية الرئيسية من توربينات الغاز بقيمة إجمالية 14.2 مليار دولار وطائرات الركاب من طراز Boeing بقيمة إجمالية 4.8 مليار دولار، وفي قطاع الرعاية الصحية، ستستثمر الشركات السعودية مبلغ 5.8 مليار دولار، بما في ذلك إنشاء مصنع في ميشيجان لإطلاق منشأة سوائل وريدية عالية السعة.

وتشمل الشراكات الاستثمارية أيضًا، العديد من الصناديق الخاصة بالقطاعات مثل صندوق الاستثمار في الطاقة بقيمة 5 مليارات دولار، وصندوق تكنولوجيا الفضاء والدفاع الجديد بـ5 مليارات دولار، وصندوق إنفيلد سبورتس العالمي للرياضة بقيمة 4 مليارات دولار.

التعاون الدفاعي بين البلدين في أكبر صفقة تاريخية
أكبر مبيعات دفاعية في التاريخ

أما اتفاقيات الدفاع التي تم توقيعها بين البلدين، فتم وصفها على أنها أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ، لما يقرب من 142 مليار دولار، التي تهدف لتعزيز الشراكة الدفاعية والأمنية بينهما وسيتم تزويد المملكة العربية السعودية بمعدات وخدمات حربية متطورة من أكثر من 12 شركة دفاعية أمريكية.

وبموجب الاتفاق تم تقسيم المبيعات إلى 5 فئات، على رأسها تطوير القوات الجوية والقدرات الفضائية، ثم الدفاع الجوي والصاروخي، يليها الأمن البحري والساحلي للمملكة، ويأتي بعدها أمن الحدود وتحديث القوات البرية وترقيات أنظمة المعلومات والاتصالات.

وتتضمن الحزمة أيضًا تدريبًا ودعمًا مكثفًا لبناء قدرات القوات المسلحة السعودية، بما في ذلك تعزيز الأكاديميات الخدمية السعودية والخدمات الطبية العسكرية، هي الاتفاقية التي تفتح الباب أمام توسيع مشاركة صناعة الدفاع الأمريكية وإقامة شراكات مستدامة طويلة الأمد مع الكيانات السعودية.

البنية التحتية والفضاء

وفي السياق ذاته؛ أبرمت وزارة الطاقة الأمريكية ونظيرتها في المملكة اتفاقية تعاون في مجال الطاقة، تركز على التعاون في دراسة إمكانات الابتكار والتطوير والتمويل ونشر البنية التحتية للطاقة، كما وقعت وزارتا الصناعة والثروة المعدنية مذكرة تعاون في مجال التعدين والموارد المعدنية، التي ستُسهم في التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر سلاسل توريد المعادن الحيوية وتعزيز مرونتها.

التعاون الفضائي بين أمريكا والسعودية

وبدورها؛ وقعت ناسا ووكالة الفضاء السعودية اتفاقية لإطلاق قمر صناعي سعودي تحت اسم "CubeSat"، ضمن رحلة ناسا التجريبية أرتميس 2، الذي يهدف إلى قياس جوانب الطقس الفضائي على مسافات مُختلفة من الأرض، إذ سيتم إطلاقه في مدار أرضي مرتفع من مركبة فضائية مثبت على صاروخ نظام الإطلاق الفضائي.

أكبر مجموعة اتفاقيات تجارية

واتفق الجانبان أيضًا على تحديث اتفاقية النقل الجوي للسماح لشركات الطيران الأمريكية بنقل البضائع بين المملكة العربية السعودية ودول أخرى دون الحاجة إلى التوقف في الولايات المتحدة، وستتمتع شركات الطيران السعودية بالحقوق نفسها لخدمة الولايات المتحدة.

وأكدت إدارة ترامب أن قيمة الحزمة الإجمالية تجاوزت الـ600 مليار دولار أمريكي، وهي أكبر مجموعة اتفاقيات تجارية مسجلة بين البلدين، إذ سيتم توجيه رأس المال إلى الصناعات الأمريكية، ما يدفع الابتكار ويخلق وظائف عالية الجودة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ووصف البيت الأبيض، ترامب بأنه صانع الصفقات الرئيسي، الذي يفي بوعده لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، ونجح في تأمين صفقات تاريخية للولايات المتحدة تعمل على تعزيز الهيمنة الاقتصادية الأمريكية ونفوذها العالمي، التي تمهد بدورها لعصر جديد من الرخاء الأمريكي.