الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ناطحات سحاب وعملات مشفرة.. توسع أعمال عائلة ترامب بالشرق الأوسط

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن تضاعف الاستثمارات والمشروعات التجارية لعائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منطقة الشرق الأوسط، لأكثر من ثلاثة أضعاف منذ فترة رئاسته الأولى، مع إعلان سلسلة من المشروعات الجديدة بعد عودته إلى البيت الأبيض، في الوقت الذي يجري فيه زيارة خليجية هذا الأسبوع، وتشمل ناطحات سحاب فاخرة وملاعب جولف ومشروعات في مجال العملات المشفرة، ما يجعل زيارته مزدوجة الأهداف، رسمية كرئيس دولة من جهة، وأخرى شخصية كرئيس لإمبراطورية تجارية متنامية.

تضارب المصالح

وأثارت الروابط المالية المتزايدة لترامب في الشرق الأوسط مخاوف خبراء الأخلاقيات الحكومية، الذين يقولون إنه "من الصعب تحديد ما إذا كان يتصرف لمصلحة الولايات المتحدة أم لمصلحة أعماله التجارية؟"، بحسب "سي إن إن".

وصرّح روبرت وايسمان، الرئيس المشارك لمنظمة "بابلك سيتيزن" للدفاع عن حقوق المستهلكين: "عندما ينتخب الشعب الأمريكي رئيسًا، فإنهم يتوقعون أن يعمل لصالحهم، وليس من أجل الربح".

ويرى المراقبون أن هذه الروابط المالية تخلق فرصة للقوى الأجنبية للسعي للتأثير على سياسة الولايات المتحدة، من خلال صفقات تجارية مربحة.

لكن ترامب مضى قدمًا، وبدا أنه يتبنى التداخل بين مصالحه الشخصية ومصالح الدولة، وأظهر أنه مرتاح لتعزيز المشروعات التجارية في أثناء توليه المنصب، والقيام بذلك على مرأى من الجميع، وعلى سبيل المثال إطلاق عملته الرقمية الخاصة قبل أيام من توليه المنصب، التي ارتفعت قيمتها بعد أن قدم ترامب عشاءً خاصًا لكبار المستثمرين فيها، الشهر الماضي.

مشروعات ترامب في الشرق الأوسط

توضح الشبكة الإخبارية، أن مشروعات ترامب في الشرق الأوسط تتضمن بشكل أساسي اتفاقيات ترخيص مع مطورين أجانب تعاونوا مع منظمة ترامب ودفعوا مقابل استخدام اسم ترامب.

وعلى عكس الرؤساء السابقين، الذين تخلوا عن أعمالهم أو وضعوها في ما يُسمى بـ"الصناديق العمياء" لتجنب ظهور تضارب المصالح، اتخذ ترامب نهجًا مختلفًا، إذ إن أصوله موضوعة في صندوق استئماني يديره أبناؤه، وصرّح نجله إريك ترامب، نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة ترامب، بأن الأعمال ستكون معزولة عن مكتب الرئاسة لتجنب أي تضارب أخلاقي.

ورغم أن منظمة ترامب تعهدت يناير الماضي، بعدم إبرام صفقات جديدة مع حكومات أجنبية، خلال فترة الرئيس الثانية، فإن هناك صفقة أعلن عنها مؤخرًا لملعب جولف يحمل علامة ترامب التجارية في قطر تشمل شركة مدعومة من صندوق الثروة السيادية القطري.

إريك ترامب في قطر

وقال إريك ترامب في بيان صحفي، إن منظمته "فخورة للغاية" بتوسيع علامة ترامب التجارية في قطر، من خلال الديار القطرية وشركة عقارية منفصلة "دار جلوبال".

وقال إريك ترامب، لصحيفة نيويورك تايمز، الشهر الماضي، إن دار جلوبال اشترت الأرض لملعب الجولف من الديار القطرية.

وقالت كيمبرلي بنزا، متحدثة باسم منظمة ترامب، إن الشركة ليس لديها أي انتماء أو شراكة أو ارتباط مع الديار القطرية أو حكومة قطر، مضيفة أن اتفاقية الشركة لوضع علامتها التجارية على هذا المشروع هي مع دار جلوبال.

وأكدت المتحدثة كيمبرلي بنزا: "منظمة ترامب لا تجري أعمالًا تجارية مع أي كيان حكومي".

دعم خليجي بعد أحداث الكابيتول

أشارت شبكة "سي إن إن" بعد اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي، 6 يناير 2021، أصبح ترامب منبوذًا في معظم أوساط الأعمال الأمريكية، إلا أن بعض قادة الأعمال وقفوا إلى جانب ترامب، مثل أصدقائه في الشرق الأوسط.

وقال حسين ساجواني، رئيس شركة داماك العقارية، المطور لملعب جولف ترامب في دبي، الذي افتتح، عام 2017، بعد أسبوع من أحداث الكابيتول: "أرحب بفرصة توسيع علاقتنا".

وسرعان ما قدمت كيانات في المنطقة فرصًا جديدة لعائلة ترامب، إذ إنه بعد إلغاء رابطة لاعبي الجولف المحترفين بطولتها في ملعب ترامب للجولف في نيوجيرسي، تعاون ترامب مع LIV Golf، وهي دورة جولف احترافية جديدة مدعومة من المملكة العربية السعودية.

استثمارات الصناديق السيادية الخليجية

أوضحت الشبكة الإخبارية أنه في السنوات الأخيرة، استثمر صندوق الثروة السيادية السعودي، ملياري دولار في شركة أسهم خاصة أطلقها صهر ترامب جاريد كوشنر.

وفي عُمان، شاركت ذراع السياحة الحكومية، عام 2022، في خطط لبناء منتجع يحمل علامة ترامب التجارية، إلى جانب فلل ونادٍ للجولف، بالقرب من العاصمة مسقط.

والصيف الماضي، احتفل إريك ترامب ودونالد ترامب جونيور، بإطلاق المشروع المشترك من خلال تناول مع مسؤولين في عُمان.

تسارع التوسع بعد عودة ترامب

في حين أن تلك الصفقات تحققت خلال فترة خروج ترامب من المنصب، يبدو أن توسع أعماله في المنطقة قد تسارع بعد فوزه بالانتخابات، نوفمبر 2024، إذ روجت شركة دار جلوبال العقارية، التي تطور مشروع عُمان إضافة إلى أبراج أخرى تحمل العلامة التجارية لترامب أعلنها قبل الانتخابات، منذ ذلك الحين لخطط لمشروعين إضافيين في العاصمة السعودية الرياض، ونادي الجولف في قطر.

وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة دار جلوبال، في خطاب نُشر على الإنترنت، مايو الجاري، وهو يروج لأحد المشروعات المخطط لها في دبي: "لا تتوقفوا عن الإيمان بالعلامة التجارية ترامب".

وفي نفس الحدث، أشار إريك ترامب إلى كيف نفذت منظمته "الكثير من المشروعات" مع دار جلوبال، مضيفًا: "لن أكشف عن أي أخبار، لكنني أعتقد أن المزيد قادم".