الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"برج ترامب" وغصن زيتون لإسرائيل.. الشرع يتودد لكسب الرضا الأمريكي

  • مشاركة :
post-title
أحمد الشرع ودونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

منذ سقوط نظام بشار الأسد، يسعى الرئيس السوري أحمد الشرع لكسب ود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق ودمج النظام الجديد في محيطه الإقليمي والدولي، وذلك من خلال تقديم بعض المغريات منها؛ بناء "برج ترامب وملاحقة المسلحين، وعرض الصفقات على شركات النفط والغاز الأمريكية".

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية السورية لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "سوريا الحرة الجديدة تسعى لبناء علاقة استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، تقوم على المصالح المشتركة والشراكة، وتشمل قطاع الطاقة والعلاقات الاقتصادية، وتأمل دمشق في أن تصبح حليفًا مهمًا ومؤثرًا لواشنطن في المرحلة المقبلة من تاريخ سوريا".

مساعٍ لترتيب لقاء

في السياق، كشفت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" عن تحركات دبلوماسية تقودها سوريا، مدعومة من ناشطين أمريكيين ودول خليجية، تهدف إلى ترتيب لقاء تاريخي - وإن كان غير مرجح - بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع، وذلك خلال زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية وقطر والإمارات.

ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غدًا الثلاثاء، جولته الشرق أوسطية تشمل السعودية وقطر والإمارات.

"برج ترامب"

ووفقًا للمصادر التي تحدثت إلى "رويترز"، فإن العرض السوري المقدم لترامب يتضمن سلسلة من الإغراءات الاقتصادية والسياسية، من أبرزها السماح ببناء "برج ترامب" في قلب العاصمة دمشق، والدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل، ومنح الولايات المتحدة امتيازات للوصول إلى احتياطات النفط والغاز السورية.

وقال الناشط الأمريكي المؤيد لترامب، جوناثان باس، الذي التقى الشرع لأربع ساعات في دمشق نهاية أبريل الماضي، إن الأخير يرغب في إبرام صفقة مع أمريكا لمكافحة النفوذ الإيراني والانفتاح على السلام مع إسرائيل.

ونقلت رويترز عن "باس" قوله: "قال لي إنه يريد السلام مع جيرانه، وما يقترحه مفيد للمنطقة ومفيد لإسرائيل".

يأمل باس أن يسهم لقاء مباشر بين ترامب والشرع في إعادة تشكيل الموقف الأمريكي تجاه دمشق، رغم تصنيف الشرع كـ"إرهابي" من قبل واشنطن بسبب ماضيه.

ويستند "باس" في رهانه إلى تجارب سابقة لترامب في كسر التقاليد الدبلوماسية الأمريكية، مثل لقائه بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في المنطقة المنزوعة السلاح عام 2019.

الفرص ضئيلة

رغم كل هذه الجهود، يعتبر حدوث اللقاء مستبعدًا بالنظر إلى جدول ترامب المزدحم وغياب توافق داخل فريقه بشأن السياسة تجاه سوريا. 

وأكد شخص مقرب من الشرع أن إمكانية اللقاء في السعودية ما تزال قائمة، لكن القرار النهائي لم يُحسم بعد، قائلًا: "لن يُعرف ما إذا كان اللقاء سيحدث أم لا إلا في اللحظة الأخيرة"، بحسب "رويترز".

كان "الشرع" أكد الأسبوع الماضي وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء، في محاولة لخفض التوترات.

 كما كشف "باس" أن الشرع طلب منه تمرير رسائل إلى الجانب الإسرائيلي، وربما أدى ذلك إلى محادثات مباشرة نادرة بين الطرفين.

الرئيس السوري أحمد الشرع
غصن زيتون

إسرائيل عادت سريعًا إلى تصعيدها العسكري، إذ استهدفت ضربة جوية منطقة قريبة من القصر الرئاسي، فيما بدا أنه تحذير لسوريا لحماية الطائفة الدرزية. وقال "باس" في تعليقه على ذلك: "الشرع أرسل غصن زيتون لإسرائيل، وإسرائيل ردت بالصواريخ. نحن بحاجة إلى ترامب لحل هذه العلاقة".

وبينما تسعى دمشق إلى كسب ود واشنطن، تصر الأخيرة على شروط صارمة لتخفيف العقوبات.

وتشمل هذه المطالب، بحسب مصادر "رويترز"، إزالة المقاتلين الأجانب من المناصب العسكرية العليا وطردهم من البلاد، وهو ما تعتبره واشنطن شرطًا أساسيًا لتحسين العلاقات.

وأبلغت وزارة الخزانة الأمريكية دمشق مؤخرًا بمجموعة جديدة من المطالب، ليصل إجمالي الشروط إلى أكثر من اثني عشر بندًا.

وأشارت مصادر أمريكية للوكالة، إلى أن واشنطن تنظر الآن إلى سوريا من زاوية مكافحة الإرهاب بشكل أساسي. وتجلى ذلك من خلال تركيبة الوفد الأمريكي الذي شارك في لقاء سابق مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في نيويورك، حيث ضم مسؤولًا كبيرًا في ملف مكافحة الإرهاب.

خطة مارشال

ويحاول الشرع ترتيب لقاء مع ترامب، لعرض خطة لإعادة الإعمار تستند إلى نموذج "خطة مارشال"، بحيث تحصل الشركات الأمريكية والغربية على الأفضلية في مواجهة المنافسة الصينية وغيرها، بحسب ما ذكره مسؤولون سوريون لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وتعاني المدن السورية الكبرى من دمار واسع، كما تحتاج المطارات والطرق وشبكات الكهرباء والاتصالات إلى إعادة تأهيل شاملة.

وأكد باس أن الشرع ومسؤولين آخرين أبدوا اهتمامًا بجلب شركات أمريكية للمشاركة في جهود إعادة الإعمار.

وأضافت "وول ستريت جورنال" أن أولوية الشرع الآن تتمثل في إقناع إدارة ترامب، التي تبدي حذرًا وريبة، بأن هذا التحول حقيقي، وأن رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة ضروري لبدء عملية إعادة الإعمار.