لم تدع الولايات المتحدة الأمريكية سباقًا تتقدم فيه الصين إلا واقتحمته بغية اللحاق بها، وهو الأمر الذي بدا جليًا في منافستهما المستعرة على قمة الأسلحة الأسرع من الصوت.
وبدعم من الشركات الناشئة، أكمل "البنتاجون" رحلات تجريبية لطائرة مسيّرة تُحلق بسرعة تزيد على 5 أضعاف سرعة الصوت، وهو أول إنجاز من نوعه منذ أكثر من نصف قرن، بحسب "وول ستريت جورنال".
يُعد هذا دليلًا على تقدم البنتاجون في سباق التكنولوجيا الحربية، الذي تتقدم فيه الصين بفارق كبير، واستثمرت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتطوير قدرات تفوق سرعة الصوت على مدار عقود، لكنها أحرزت تقدمًا متقطعًا، وصرّحت وزارة الدفاع الأمريكية، أخيرًا، بأن الرحلات ذاتية التشغيل بالكامل جرت في ديسمبر ومارس، وتجاوزت سرعة الصوت 5 أضعاف.
مواصفات خاصة
وتصل سرعة الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت إلى 3800 ميل في الساعة على الأقل، ويجب أن تكون المكونات الموجودة على متن الطائرة قادرة على تحمل ليس فقط السرعة، بل درجات حرارة تصل إلى آلاف الدرجات، والكثير من المناورات المصممة لخداع العدو والتهرب من أنظمة الدفاع الجوي. يُعد إجراء اختبارات متكررة وفعّالة من حيث التكلفة أمرًا بالغ الأهمية للجيش الأمريكي، وتجعل المركبات القابلة لإعادة الاستخدام ذلك ممكنًا.
لم يُطلق الجيش الأمريكي طائرة تفوق سرعة الصوت قابلة لإعادة الاستخدام منذ عام 1968، كان ذلك عندما أوقف برنامج X-15، وهي طائرة فائقة السرعة يقودها بشر، التي أُشيد بها باعتبارها معيارًا ذهبيًا للبرامج التجريبية.
وقال مارك جيه لويس، الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد بيردو للأبحاث التطبيقية، والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، الذي عمل على تطوير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت: "تاريخ الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مليء بأمثلة على برامج ناجحة أوقفناها قبل الأوان، عادةً بسبب نقص التمويل".
تفوق صيني
وبينما كان البنتاجون يتلكأ، مضت الصين قدمًا في بناء بعض أحدث الصواريخ، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، كما زعمت روسيا امتلاكها أسلحة نووية فائقة السرعة.
وفي العقود التي تلت طائرة إكس - 15، واصلت الولايات المتحدة اختبار الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكن الاختبارات تضاءلت بمرور الوقت، وأضاف المدير التنفيذي لمعهد بيردو للأبحاث التطبيقية، أن الصين تجري رحلات تجريبية تفوق سرعتها سرعة الصوت بنحو 10 أضعاف المعدل الذي تجريه الولايات المتحدة.
ويعتمد البنتاجون، تحت ضغط من الكونجرس على الشركات الناشئة لمحاولة سد فجوة الاختبارات، وإحراز تقدم أفضل في مجال الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت.
اتفاق أمريكي - صيني
وأخيرًا؛ توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق في النزاع التجاري يقضي بخفض التعريفات الجمركية المفروضة على بعضهما البعض، وتعليق الرسوم الجمركية المتبادلة بينهما جزئيًا لمدة 90 يومًا، وسيدخل التعطيل الجزئي حيز التنفيذ حتى 14 مايو المقبل.
وستنخفض الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، وستنخفض الرسوم الجمركية التي تفرضها بكين على الواردات من الولايات المتحدة من 125% إلى 10%.
وقال نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج، إن بلاده مستعدة لتوسيع التعاون وتعزيز العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق تنمية جديدة لجلب المزيد من الاستقرار للاقتصاد العالمي.