يجتمع كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين، اليوم الأحد، في جنيف لليوم الثاني من المفاوضات التي تهدف إلى تخفيف التوترات الناجمة عن الحرب التجارية التي شنَّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما أوردته صحيفة" نيويورك تايمز".
للمحادثات تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي، الذي تأثر بشدة بالرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة والصين على بعضهما البعض في الأشهر الأخيرة.
وفرض ترامب رسومًا جمركية لا تقل عن 145% على جميع الواردات الصينية، بينما فرضت الصين ضريبة استيراد بنسبة 125% على المنتجات الأمريكية.
وتسببت هذه الرسوم العقابية بالفعل باضطراب في سلاسل التوريد العالمية، وتسعى الشركات الأمريكية جاهدة للحصول على منتجاتها من دول أخرى غير الصين، بينما تبحث المصانع الصينية عن سبل للالتفاف على الرسوم الجمركية الأمريكية، وتزيد من تصديرها إلى جنوب شرق آسيا.
في الوقت نفسه، تدرس العديد من الشركات الأمريكية مقدار الزيادة التي يمكنها أن ترفعها في الأسعار للمساعدة في تعويض تكاليف التعريفات الجمركية.
وحذَّر خبراء اقتصاديون من أن النزاع التجاري سيؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التضخم، ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى حالة ركود، ودفعت هذه المخاوف الاقتصادية ترامب إلى السعي للتوصل إلى اتفاق مع الصين.
وبعد محادثات استمرت نحو 7 ساعات أمس السبت، قالت الولايات المتحدة إنها لن تصدر أي بيان رسمي بشأن الإجراءات.
وأشاد "ترامب" بالمحادثات الأولية ووصفها بأنها ناجحة، وكتب على موقع "تروث سوشيال": "كان اجتماعًا ممتازًا اليوم مع الصين في سويسرا.. ناقشنا العديد من الأمور، واتفقنا على الكثير.. تم التفاوض على إعادة ضبط شاملة للعلاقات بطريقة ودية، ولكن بناءة".
يقود وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير المحادثات عن واشنطن، أما عن بكين، فيقود المفاوضات هي ليفنج، نائب رئيس الوزراء الصيني للسياسة الاقتصادية.
وتؤدي الرسوم الجمركية فعليًا إلى قطع التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، لكن قبل الاجتماعات ألمح ترامب إلى أنه منفتح على خفض الرسوم الجمركية من 145% إلى 80%، إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت إنه سيتعين على الصين تقديم تنازلات لخفض الرسوم.
وتتهم إدارة ترامب الصين بدعم قطاعات رئيسية من اقتصادها بشكل غير عادل، وإغراق العالم بسلع رخيصة، كما مارست الولايات المتحدة ضغوطًا على الصين لاتخاذ خطوات أكثر صرامة للحد من صادرات المواد الأولية للفنتانيل، وهو مخدر كيميائي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأمريكيين.
وأصرت الصين على أنها لا تنوي تقديم تنازلات تجارية ردًا على رسوم ترامب الجمركية، وأصر المسؤولون على أن البلاد وافقت على الدخول في محادثات بناء على طلب الولايات المتحدة.
ومحادثات التجارة التي أجريت نهاية هذا الأسبوع، تهدف إلى تمهيد الطريق لمفاوضات اقتصادية أوسع بين البلدين، فيما أبدى الاقتصاديون تشككهم في إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع، وفق "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة عن نانسي فاندن هوتن، الخبيرة الاقتصادية الأمريكية في أكسفورد إيكونوميكس، في مذكرة بحثية أمس السبت: "نعتقد أن النتيجة هي خفض التوقعات بشأن ما قد تنتج عن المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين هذا الأسبوع".
وأوضحت فاندن هوتن، أنه حتى لو خفضت الولايات المتحدة معدل التعريفات الجمركية على الواردات الصينية إلى 80 %، فإن معدل التعريفات الجمركية الفعلي الإجمالي على الواردات سيكون أعلى بثلاث مرات من التوقعات منذ انتخاب ترامب.
لكن يبدو أن ترامب مستعد للترويج لأي تنازلات قد تقدمها الصين باعتبارها فوزًا للولايات المتحدة. وفي تأكيد على دعوته للصين لفتح أسواقها أمام الشركات الأمريكية، أمس السبت، أعلن ترامب: "تم تحقيق تقدم كبير."