الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجولة الأولى من المفاوضات.. توافق أمريكي صيني على خفض التصعيد التجاري

  • مشاركة :
post-title
الوفد الصيني يغادر اجتماع جنيف

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

اختتمت الولايات المتحدة والصين جولة محادثات تجارية في جنيف وسط أجواء ودية، وعلّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي على انتهاء المحادثات الحساسة بين وفدي البلدين، قائلًا إنه تم تحقيق "تقدم كبير"، ويرى الصينيون أن "أفضل سيناريو هو أن يتفق الجانبان على تهدئة التوترات".

وكان أمس السبت، يومًا مرهقًا من المفاوضات المطولة التي عُقدت في مدينة جنيف السويسرية حول القرارات التي تهدد بزعزعة الاقتصاد العالمي، والتي سوف تستأنف اليوم الأحد، حسبما أكد مصدر مطلع على الاجتماعات لشبكة CBS News الأمريكية.

وكتب ترامب على منصته الاجتماعية "Truth Social": "كان اجتماعًا جيدًا للغاية اليوم مع الصين في سويسرا. ناقشنا العديد من الأمور، واتفقنا على الكثير".

وأضاف: "لقد أجرينا مفاوضاتٍ وديةً وبناءةً لإعادة ضبط العلاقات، نريد أن نرى، لمصلحة الصين والولايات المتحدة، انفتاحًا صينيًا على الشركات الأمريكية".

تهدئة التوترات

في البداية، لم يظهر أي مؤشر فوري على إحراز أي تقدم خلال الاجتماع الذي استمر لأكثر من عشر ساعات، السبت، بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج في سويسرا.

وقد أُحيطت المحادثات، التي من شأنها أن تُسهم في استقرار الأسواق العالمية التي تأثرت سلبًا بالخلاف الأمريكي الصيني، بسرية تامة، ولم يُدلِ أيٌّ من الجانبين بتصريحات للصحفيين عند مغادرتهما.

وبناءً على مقابلة بيسنت مع Fox News الأسبوع الماضي، يُرجَّح أن المناقشات الأولية دارت حول "تهدئة التوترات، وليس حول صفقة تجارية كبرى".

وصرح وزير الخزانة الأمريكي بأن الولايات المتحدة والصين "لديهما مصالح مشتركة"، لأن الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضتها الدولتان الشهر الماضي ليست "قابلة للاستمرار".

يتواجد الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير في سويسرا إلى جانب بيسنت لإجراء المحادثات التي تمت في مقر إقامة السفير السويسري لدى الأمم المتحدة في جنيف، والذي رحب باستضافة المحادثات الرامية إلى تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ويأمل العاملون في الاقتصاد العالمي أن تقوم الدولتان بخفض التعريفات الجمركية الضخمة التي فرضتاها على سلع بعضهما البعض، وهي الخطوة التي من شأنها تخفيف الضغط على الأسواق المالية العالمية والشركات على جانبي المحيط الهادئ التي تعتمد على التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وزير الخزانة الأمريكي يغادر اجتماع جنيف
نحو صفقة عادلة

في مقابلة مع قناة NBC News الأسبوع الماضي، زعم ترامب أن المسؤولين الصينيين "يريدون بشدة إبرام صفقة".

وقال: "سنرى كيف ستسير الأمور، ولكن يجب أن تكون صفقة عادلة"، متوقعًا خفض الرسوم الجمركية على الصين "في مرحلة ما".

في غضون ذلك، قال مسؤولون صينيون إنهم منفتحون على التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن التجارة، لكنهم دفعوا إدارة ترامب إلى إسقاط التعريفات الجمركية "الأحادية الجانب" أولًا.

وكان ترامب رفع الشهر الماضي الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين إلى 145%، أدى إلى فرض بكين رسومًا جمركية بنسبة 125% على الواردات الأمريكية.

ووفق CBS News، تُعادل هذه الرسوم الجمركية المرتفعة في جوهرها مقاطعة الدول لمنتجات بعضها البعض؛ مما أدى إلى تعطل التجارة التي تجاوزت 660 مليار دولار العام الماضي.

في الواقع، حتى قبل بدء المحادثات، اقترح ترامب، الجمعة، أن الولايات المتحدة قد تخفض تعريفاتها الجمركية على الصين، قائلًا في منشور على موقع"Truth Social": "يبدو أن فرض تعريفات جمركية بنسبة 80% هو القرار الصحيح، القرار يعود إلى سكوت (وزير الخزانة)".

وينقل التقرير عن صن يون، مديرة برنامج الصين في مركز "ستيمسون"، أن هذه ستكون المرة الأولى التي تتحدث فيها هي وبيسنت، معربة عن شكوكها في أن يُسفر اجتماع جنيف عن أي نتائج جوهرية.

قالت: "أفضل سيناريو هو أن يتفق الجانبان على تهدئة التوترات بشأن التعريفات الجمركية في آنٍ واحد"، مضيفةً أن أي خفض ولو طفيف "سيُرسل إشارة إيجابية"، وأكدت أنه "لا يمكن أن يكون الأمر مجرد كلام".

ترامب أثناء الإعلان عن الرسوم الجمركية
سلاح ترامب المفضل

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، استخدم ترامب الرسوم الجمركية بقوة كسلاحه الاقتصادي المفضل، حيث فرض، على سبيل المثال، ضريبة بنسبة 10% على الواردات من معظم دول العالم.

الصراع مع الصين كان الأشد، حيث تشمل رسوم ترامب الجمركية على الصين رسومًا بنسبة 20% تهدف إلى الضغط على بكين لبذل المزيد من الجهود لوقف تدفق مخدر "الفنتانيل" إلى الولايات المتحدة، أما الـ 125% المتبقية، فتتعلق بنزاع يعود إلى فترة رئاسة ترامب الأولى، ويأتي إضافةً إلى الرسوم الجمركية التي فرضها على الصين آنذاك؛ مما يعني أن إجمالي الرسوم الجمركية على بعض السلع الصينية قد يتجاوز 145%.

وخلال ولاية ترامب الأولى، زعمت الولايات المتحدة أن الصين "تستخدم أساليب غير عادلة لمنح نفسها أفضلية في التقنيات المتقدمة، مثل الحوسبة الكمومية (التي تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكم وظواهره) والسيارات ذاتية القيادة".

وتشمل هذه الادعاءات إجبار الشركات الأمريكية -وغيرها من الشركات الأجنبية- على الكشف عن أسرارها التجارية مقابل الوصول إلى السوق الصينية؛ واستخدام أموال الحكومة لدعم شركات التكنولوجيا المحلية؛ والسرقة الصريحة للتقنيات الحساسة.

وبينما لم تُحَلّ هذه القضايا بشكل كامل، لكن بعد قرابة عامين من المفاوضات، توصلت الولايات المتحدة والصين إلى ما يُسمى باتفاقية المرحلة الأولى في يناير 2020. حينها، وافقت الولايات المتحدة على عدم فرض رسوم جمركية أعلى على الصين، ووافقت بكين على شراء المزيد من المنتجات الأمريكية.

أما القضايا الشائكة -مثل الدعم الصيني- فقد تُرِكت للمفاوضات المستقبلية، لكن الآن، يستأنف الصراع حول سياسة الصين التكنولوجية.

ويشعر ترامب بالانزعاج أيضًا، بسبب العجز التجاري الهائل الذي تعاني منه الولايات المتحدة مع الصين، والذي وصل إلى 263 مليار دولار العام الماضي.