الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

علاقة مع ضابطة.. استقالة "الرجل الأول" بالبحرية البريطانية

  • مشاركة :
post-title
الأدميرال السير بن كي قائد البحرية الملكية البريطانية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

قدم الأدميرال السير بن كي، قائد البحرية الملكية البريطانية، استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، وسط تحقيق تجريه وزارة الدفاع البريطانية حول علاقة شخصية أقامها مع ضابطة تعمل تحت إمرته، ما يسلط الضوء على معايير السلوك المهني داخل المؤسسة العسكرية البريطانية، بحسب صحيفة "ذا تليجراف".

وأفادت "ذا تليجراف" بأن الأدميرال ذا الـ59 عامًا، المتزوج والأب لثلاثة أبناء، تنحى عن جميع مهام "الرجل الأول في البحر" (First Sea Lord)، بينما تواصل وزارة الدفاع البريطانية تحقيقها في العلاقة التي وصفتها المصادر بأنها كانت "بالتراضي"، في حين أكد متحدث باسم وزارة الدفاع -في تصريحات نقلتها الصحيفة- أن هناك تحقيقًا جاريًا حالياً، وسيكون من غير المناسب التعليق في هذا الوقت.

فيما أشارت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، التي كانت أول من أورد خبر الاستقالة، إلى تزامن هذه الخطوة المفاجئة مع اقتراب موعد مشاركة الأدميرال في مؤتمر القوة البحرية، الذي كان مقررًا عقده في لندن الأسبوع المقبل، ما يشير إلى حجم التداعيات التي خلفتها القضية.

أسباب متضاربة

تولى نائب الأدميرال السير مارتن كونيل، الذي يشغل منصب "الرجل الثاني في البحر" (Second Sea Lord)، القيادة الكاملة للبحرية الملكية البريطانية خلال هذه الفترة الانتقالية، بحسب "ذا تليجراف".

يشار إلى أن "كي" أعلن في وقت سابق عن نيته التقاعد من منصبه خلال صيف هذا العام، مما يطرح تساؤلات حول توقيت الاستقالة المفاجئة.

ونقلت "فايننشيال تايمز" عن مصادر مقربة من "الرجل الأول في البحر"، قولها إنه كان "غير راضٍ عن وضع البحرية"، وإنه كان يفضل مغادرة الخدمة بدلاً من قبول ترقية.

وأضافت المصادر ذاتها أنه كان "يتطلع إلى قضاء الصيف مع زوجته إيلي وأبنائهما الثلاثة". غير أن هذه التصريحات لم توضح ما إذا كانت سابقة على كشف خبر التحقيق أم أنها محاولة لتقديم تفسير بديل للاستقالة المفاجئة.

مسيرة عسكرية حافلة وإنجازات سابقة

عُيّن السير بن كي رئيسًا للبحرية الملكية في عام 2021، خلفًا للأدميرال السير توني راداكن.

وقبل توليه هذا المنصب الرفيع، شغل منصب نائب الأدميرال، وخلالها قاد عملية إجلاء 15 ألف شخص من كابول عقب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان في أغسطس 2021، وفق ما ذكرته "ذا تليجراف".

انضم "كي" إلى البحرية البريطانية في عام 1984، وتخرج بدرجة في الفيزياء من جامعة رويال هولواي في لندن.

وخلال مسيرته العسكرية، تأهل كطيار مروحيات وضابط حرب رئيسي، وتولى قيادة أربع سفن، بينها كاسحة الألغام "إتش إم إس ساندون"، والفرقاطتان "إتش إم إس آيرون دوك" و"إتش إم إس لانكستر"، وحاملة الطائرات "إتش إم إس إلستريوس".

وكان بن والاس، وزير الدفاع البريطاني وقت تعيينه آنذاك، وصفه بأنه "ضابط عسكري استثنائي"، وفقًا لما أوردته صحيفة "ذا تليجراف".

المرشحون للمنصب

تشير التكهنات، وفق ما نقلته "ذا تليجراف"، إلى أن الجنرال السير جوين جنكينز، الذي قاد القوات البحرية الخاصة البريطانية (Special Boat Service)، قد يكون المرشح الأوفر حظًا لتولي منصب رئيس البحرية الملكية البريطانية.

وتثير هذه الاستقالة المفاجئة تساؤلات حول معايير السلوك والانضباط داخل أعلى مستويات القيادة العسكرية البريطانية، كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المؤسسات العسكرية التقليدية في التعامل مع العلاقات الشخصية بين الرتب المختلفة.

ويرى محللون عسكريون أن هذه الواقعة قد تدفع وزارة الدفاع البريطانية إلى مراجعة سياساتها وإجراءاتها المتعلقة بالعلاقات الشخصية بين الضباط والمرؤوسين، خاصة في المناصب القيادية العليا، في وقت تواجه فيه البحرية الملكية البريطانية تحديات متزايدة عالميًا والحاجة إلى تحديث أسطولها البحري.