عبر استخدام منظومة الدفاع الجوي "إس - 400"، تمكنت الهند من صد جميع الهجمات الصاروخية الباكستانية تقريبًا، التي استهدفت 15 مدينة في شمال وغرب الهند، ردًا على عملية سيندور التي شنتها نيودلهي، فجر أمس الأربعاء.
وأطلقت الهند عملية عسكرية كبيرة، زاعمة استهداف البنية التحتية للإرهاب بكشمير، في أول رد مباشر على الهجوم الإرهابي في باهالجام، الذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا، متهمة باكستان بالوقوف وراء الحادث، بينما نفت إسلام آباد تورطها في الهجوم.
هجمات واعتراض
وظهر اليوم الخميس، شنت باكستان، هجومًا شامًلا على عدة قواعد في 15 مدينة هندية، بما في ذلك مدن "أوانتيبورا، سريناجار، جامو، باثانكوت، أمريتسار، لوديانا، وبوج"، مستخدمة طائرات مسيّرة وصواريخ لاستهداف المواقع، بحسب صحيفة economictimes.
وأمام تلك الهجمات المكثفة، ردت القوات الجوية الهندية بنشر أنظمة إس-400، التي تمكنت من اعتراض ما وصف بالتهديدات المقبلة من باكستان، ونجحت في تحييدها، وفي التقرير التالي نرصد أبرز المعلومات حول تلك المنظومة الدفاعية، التي أطلقت عليها الهند اسم "سودارشان تشاكرا".
امتياز روسي حصري
تُعد روسيا صاحبة الامتياز الحصري في إنشاء تلك المنظومة على مستوى العالم، وفقًا لموقع missilethreat، إذ بدأت في تطوير نظام S-400 عام 1993، إلا أن قيود الميزانية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي حدّت من قدرتها على تصميم نظام جديد كليًا.
ويتم تعريف نظام S-400، بأنه نظام صواريخ أرض-جو متحرك، قادر على التصدي للطائرات والطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، ويتميز بقدرة دفاعية نهائية ضد الصواريخ الباليستية، ويُمثل الجيل الرابع من صواريخ سام الروسية بعيدة المدى، وخليفة نظامي S-200 وS-300.
الدفاع عن موسكو
بدأت الاختبارات على النظام، الذي استوحى تصميمه بنسبة 80% من التكنولوجيا المستخدمة في نظام S-300، بما في ذلك حاويات تخزين الصواريخ، ومنصات الإطلاق، والرادارات، أواخر عام 1999، في ميدان إطلاق الصواريخ "كاسبوتين يار" بروسيا.
دخلت منظومة S-400 الخدمة، عام 2007، وتم استخدامها من قبل فيلق الدفاع الجوي الأول الروسي المسؤول عن الدفاع عن موسكو، إذ يستخدم بشكل أساسي سلسلة صواريخ 48N6، وتجري روسيا حاليًا اختبارات لإدخال صواريخ 77N6، المصممة خصيصًا لتدمير الرؤوس الحربية للصواريخ الباليستية.
قدرات واسعة
تتيح صواريخ منظومة S-400، ضرب أهداف جوية على مسافات تصل 250 كيلومترًا، كما أنها قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية عبر دائرة نصف قطرها 60 كيلومترًا، باستخدام رأس حربي شديد الانفجار بوزن 143 كجم في كلا الحالتين.
وحاليًا يتم استخدام السلسلة الأخيرة من صواريخ 40N6، التي تتميز بكونها صواريخ طويلة المدى يمكن توسيع قدراتها من قبل الدفاع الجوي للنظام لتصل إلى مدى 400 كيلومتر، وتُضاهي مهام وقدرات S-400 تقريبًا نظام باتريوت الأمريكي.
حماية الأصول
ومنذ دخولها الخدمة، عام 2007، شهدت المنظومة عمليات نشر واسعة النطاق من قبل روسيا، إذ تتمركز وحدات S-400 حاليًا في منطقة كالينينجراد الروسية، بهدف حماية الوجود العسكري الروسي من الهجمات الجوية.
كما تم نشرها في مدينة طرطوس، بالجمهورية العربية السورية، عام 2015، لحماية الأصول البحرية والجوية الروسية والسورية، كما نشرت روسيا وحدات من منظومة S-400 في القرم، لتعزيز موقف الجيش الروسي في شبه الجزيرة.
القدرات الهندية
وإضافة إلى نشرها من قبل القوات الروسية، تم تصدير المنظومة إلى دول أخرى، وفي عام 2015، وقعت الصين اتفاقية مع روسيا لشراء ست كتائب من المنظومة، وفي عام 2016، تعاقدت الهند أيضًا على شراء خمس كتائب.
وفي الهند، يُطلق الجيش على نظام الدفاع الجوي S-400 اسم "سودارشان تشاكرا"، وهو اسم مستوحى من الأساطير الهندوسية، إذ يُعدّ "سودارشان تشاكرا" سلاحًا دوارًا قويًا يستخدمه الإله فيشنو، وبالمثل يُعتبر النظام أداةً فعّالة في ترسانة الدفاع الهندية.
وتمتلك نيودلهي حاليًا أربع كتائب من صواريخ S-400، لتغطية المناطق الرئيسية في البلاد، إذ يغطي أحدها "جامو وكشمير والبنجاب" انطلاقًا من منطقة باثانكوت، بينما يحمي الآخر مناطق رئيسية في راجستان وجوجارات.