أعلن وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، أن بلاده ستستدعي السفير الأمريكي لدى كوبنهاجن، بعد تقارير أفادت بأن واشنطن تنوي تكثيف أنشطة التجسس على جزيرة جرينلاند، التابعة لمملكة الدنمارك.
يأتي هذا التحرك في أعقاب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، أثار "قلقًا بالغًا"، بحسب راسموسن، بشأن نوايا إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تجاه جرينلاند، التي لطالما عبّر عن رغبته في ضمها للولايات المتحدة، ولم يستبعد في مناسبات سابقة إمكانية الاستحواذ عليها بالقوة.
وفي المقابل، اتهمت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي جابارد، الصحيفة بمحاولة "تقويض" الرئيس ترامب، عبر "تسييس وتسريب معلومات سرية".
وأشار تقرير "وول ستريت جورنال" إلى أن إدارة ترامب بدأت تتخذ خطوات عملية لتحقيق رغبته في الاستحواذ على جرينلاند. واستدعاء كوبنهاجن للسفير الأمريكي يمثل أحدث فصول التوتر الدبلوماسي بين البلدين، الذي بدأ منذ أن أبدى ترامب اهتمامه علنًا بالجزيرة، رغم أن اتفاقية دفاع منذ عام 1951 تسمح بالفعل بوجود عسكري أمريكي على أرض جرينلاند.
وأفادت "وول ستريت جورنال" بأن جابارد أصدرت رسالة سرية تحت عنوان "أولوية جمع المعلومات"، موجهة إلى رؤساء وكالات الاستخبارات الأمريكية، تطلب منهم جمع معلومات حول حركة الاستقلال في جرينلاند، ودعم مساعي ترامب في ضم الجزيرة.
وذكرت أن الرسالة السرية طلبت من الوكالات، التي تمتلك إمكانيات مثل الأقمار الصناعية وأجهزة التنصت والعملاء الميدانيين، تحديد الأفراد في جرينلاند والدنمارك، الذين يدعمون الأهداف الأمريكية في الجزيرة.
ووفقًا للتقرير، فإن هذه الخطوة تُعد من أوائل المؤشرات الواضحة على محاولة إدارة ترامب تنفيذ خطته لضم جرينلاند.
ردود الفعل
قال وزير الخارجية الدنماركي، إن التقرير "يثير القلق بشدة، لأن الأصدقاء لا يتجسسون على بعضهم البعض"، معلنًا أن السفير الأمريكي سيتم استدعاؤه إلى وزارة الخارجية للاستفسار عن مدى صحة المعلومات.
وأضاف في تصريحات لوكالة ريتزاو الدنماركية: "جمع معلومات استخباراتية داخل الدنمارك وجرينلاند بهدف استغلال الانقسامات المحتملة ليس شكل التعاون الذي نريده".
وفي المقابل، رفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جيمس هيويت، التعليق على المسائل الاستخباراتية، لكنه أشار إلى أن الرئيس ترامب كان دائمًا يُعرب عن قلقه تجاه أمن جرينلاند ومنطقة القطب الشمالي.
أما جابارد، فهاجمت الصحيفة مجددًا، قائلة إنها "يجب أن تخجل من نفسها لمساعدتها جهات الدولة العميقة في تقويض الرئيس من خلال تسييس المعلومات السرية وتسريبها".
الأصدقاء لا يتجسسون
وصرّح وزير الخارجية الدنماركي، بأنه: "أمر يبعث على القلق الكبير، لأننا لا نتجسس على الأصدقاء. سنستدعي القائم بأعمال السفير الأمريكي لمناقشة هذه المعلومات".
وقال الرئيس ترامب، مارس الماضي: "نحن بحاجة إلى جرينلاند من أجل الأمن القومي والدولي، ونعمل مع جميع الأطراف لتحقيق ذلك".
وتحتوي جرينلاند على كميات كبيرة من المعادن النادرة، ورغم أن استخراجها سيكون تحديًا لوجستيًا، يبدو أن ترامب عازم على مواصلة سعيه لضم الجزيرة.
وعند سؤاله من قبل NBC، الأسبوع الماضي، عما إذا كان يستبعد استخدام القوة للاستيلاء على جرينلاند، أجاب: "أنا لا أستبعد أي شيء"، مؤكدًا أهمية الجزيرة للأمن الدولي.