الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هزمت سرطان الثدي.. سميحة أيوب: أنا بخير.. ولم أعتزل الفن

  • مشاركة :
post-title
الفنانة القديرة سميحة أيوب

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

 تظل الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب استثناءً خالدًا، تكتب اسمها بحروف من نور على جدران المسرح المصري والعربي، ليست مجرد ممثلة، بل مدرسة فنية متكاملة، وتجسيد حي لمعنى الالتزام والموهبة والعطاء اللامحدود، هي التي وقفت على الخشبة بقلب امرأة واثقة، وروح مقاتلة، وبصوت يحمل قوة المسرح ودفء الوطن، وواصلت رحلتها الفنية في صمت رغم آلام المرض، دون أن تطلب تصفيقًا أو شفقة.

لاتزال سميحة أيوب - صاحبة الـ 93 - رمزًا للعزيمة والالتزام، وأيقونة يُحتذى بها لكل من قرر أن يسير في درب الفن عن قناعة لا شهرة، هي صفحة مشرقة في تاريخ المسرح، وضمير فني ظل نقيًّا في زمن التغيرات.

قبل نحو 25 عامًا، داهم المرض الخبيث جسد سميحة أيوب، لكنها رفضت الاستسلام أو البوح، إذ كشفت مصادر مقربة منها ـ فضلت عدم ذكر اسمها ـ لموقع "القاهرة الإخبارية" مؤخرًا أنها أصيبت بسرطان الثدي قبل 25 عامًا، وخضعت لعملية جراحية في هدوء وتعافت منه، دون أن تعلن مرضها طوال السنوات الماضية، مواصلة عملها بكل إصرار وتحدٍّ، وكانت تعمل وتنجح وتشع نورًا رغم آلامها، وهو ما يؤكد أنها لم تكن تبحث عن تعاطف، بل عن خشبة تقف عليها، ونص تؤديه بإخلاص، ورسالة توصلها لجمهورها.

موقفها من التمثيل

في تصريح خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، أكدت سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، أنها "لم تعتزل الفن، بل تنتظر النص الذي يليق بتاريخها الطويل"، قائلة: "أنا بخير واستريح في بيتي، لكنني لم أعتزل، فقط أختار ما يناسبني"، بهذه الكلمات اختزلت فلسفتها في الحياة والفن، احترامًا لتاريخها وجمهورها معًا.

خطواتها الأولى في الفن التي بدأتها قبل أكثر من نصف قرن حين التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، أسهمت في دخول بوابة الفن من أوسعها حيث تلقت تعليمها على يد رواد المسرح مثل زكي طليمات ويوسف وهبي، فقد تميزت بحضور طاغٍ، وصوتٍ يحمل قوة الكلمة وجمال الأداء، لتتحول سريعًا إلى واحدة من أبرز نجمات المسرح.

لم تكتفِ بكونها ممثلة، بل أصبحت أيقونة مسرحية، ولقبت بـ"سيدة المسرح العربي"، وهو لقب لم يُمنح لها مجاملة، بل استحقته عن جدارة، نظرًا لتاريخها الطويل الذي امتد لأكثر من سبعة عقود من الإبداع.

رغم عشقها الأول للمسرح، إلا أن سميحة أيوب لم تُهمل شاشتي السينما والتلفزيون. قدمت في السينما أعمالًا مميزة مثل أرض النفاق وأدهم الشرقاوي وشيء من الخوف، أما في الدراما التلفزيونية، فتركت بصمتها في مسلسلات خالدة مثل والضوء الشارد والمصراوية وأميرة في عابدين وغيرها الكثير.

وكانت كل شخصية تؤديها تحمل بصمتها الخاصة، فلا تتكرر ولا تشبه غيرها، بل كانت دائمًا مرآة لحالة فنية متكاملة تمزج بين البساطة والعمق.

ولم تكن سميحة أيوب فنانة فقط، بل قائدة ومؤسسة، إذ تولت إدارة المسرح القومي لسنوات، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب. في تلك الفترة، استطاعت أن تعيد للمسرح هيبته، وقدّمت مجموعة من العروض التي ما زالت تُدرس حتى اليوم، كما حصلت على عشرات الجوائز والأوسمة، أبرزها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبدالناصر، ودرع الدولة للفنون، وجائزة الدولة التقديرية.