تخطط بروكسل لفرض رسوم جمركية على طائرات بوينج الأمريكية كجزء من مقترحات لمزيد من الإجراءات الانتقامية في حال فشل محادثات التجارة مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية.
وفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية، قال شخصان مطلعان على الأمر، إن المفوضية الأوروبية، التي تدير السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، ستدرج الطائرات المدنية في قائمة تضم حوالي 100 مليار يورو من الواردات الأمريكية السنوية التي سيتم استهدافها.
لكن هذه الإجراءات لن تدخل حيز التنفيذ إلا إذا لم يحرز الاتحاد الأوروبي تقدمًا كافيًا في خفض الرسوم الجمركية الأمريكية، على حد قولهما، كما يجب أن توافق عليها أولاً أغلبية الدول الأعضاء.
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2 أبريل تعريفة جمركية إضافية بحد أدنى 20% على جميع صادرات الاتحاد الأوروبي تقريبًا كجزء مما يسمى بإجراءاته "التبادلية". لكنه خفض هذه النسبة إلى 10% في 9 أبريل لمدة 90 يومًا لإتاحة الوقت للمحادثات.
ولا تزال الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 25% على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات من الاتحاد الأوروبي سارية.
وأوقف الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية الانتقامية على سلع أمريكية بقيمة 21 مليار يورو، بما في ذلك الدراجات النارية والدواجن والملابس، حتى 14 يوليو، لدعم عملية التفاوض.
وقال مسؤولون إن الموجة التالية من الرسوم الجمركية، والتي ستشمل الطائرات وربما المنتجات الكيميائية، ستُطبق على الأرجح اعتبارًا من ذلك التاريخ ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، وحذروا من أن قائمة الأهداف المقترحة، المتوقع نشرها يوم الخميس، قابلة للتغيير.
واستورد الاتحاد الأوروبي ما يقارب 18.3 مليار يورو من الطائرات والمركبات الفضائية وقطع الغيار من الولايات المتحدة في عام 2024، وفقًا لمكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات).
وصرح ماروش شيفتشوفيتش، مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي الذي يقود المحادثات، للبرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء، أن 70% من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة تخضع الآن للرسوم الجمركية.
وإذا مضت الولايات المتحدة قدمًا في فرض الرسوم الجمركية القطاعية على الأدوية وأشباه الموصلات ومنتجات أخرى، فإن هذا الرقم سيصل إلى 97%، أو 549 مليار يورو من البضائع.
واستنادًا إلى أحجام التجارة الحالية، ستجمع الولايات المتحدة أكثر من 100 مليار يورو من الرسوم الجمركية سنويًا. وقال شيفتشوفيتش: "نحتاج الآن إلى أن تُظهر الولايات المتحدة استعدادها لإحراز تقدم نحو حل عادل ومتوازن".
وأضاف: "نحن منخرطون تمامًا في مناقشات مع الولايات المتحدة، إذ يظل الحل التفاوضي هو الحل الواضح والمفضل لدينا".
واستطرد: "ولكن إذا لم تُسفر محادثاتنا مع الولايات المتحدة عن النتائج المرجوة، فسنكون مستعدين للبديل بهدف استعادة تكافؤ الفرص مع جميع الخيارات المطروحة".
يُسارع قطاع الطيران إلى التكيف مع حرب ترامب التجارية، حيث تتسرب التكاليف المرتفعة بالفعل عبر سلاسل التوريد المتكاملة.
باستثناء فترة 18 شهرًا التي فُرضت خلالها رسوم جمركية على طائرات بوينج وإيرباص في إطار نزاع حول الدعم، ظل القطاع يعمل إلى حد كبير دون حواجز جمركية منذ عام 1979.
وتمتد سلاسل التوريد الخاصة بها حول العالم، حيث تستورد كل من إيرباص وبوينج قطع غيار للطائرات الجديدة من مناطق مختلفة.
وتواجه بوينج، التي تستورد قطع غيار بعض طائراتها من إيطاليا واليابان، بالفعل تكاليف استيراد أعلى.
ويضغط المسؤولون التنفيذيون في قطاع الطيران الأمريكي على البيت الأبيض، مطالبين بالعودة إلى بيئة خالية من الرسوم الجمركية.
وحذّر عدد من مسؤولي شركات الطيران في الأسابيع الأخيرة من أنهم سيؤجلون تسليم الطائرات من بوينج أو إيرباص بدلًا من دفع الرسوم الجمركية.
تُصدّر الولايات المتحدة سلعًا جوية ودفاعية أكثر بكثير مما تستورده. ووفقًا للهيئة التجارية للصناعة، رابطة صناعات الفضاء والطيران، بلغت صادرات الولايات المتحدة من هذه السلع ما يقرب من 136 مليار دولار عالميًا في عام 2023. وبلغت القيمة الإجمالية لواردات الولايات المتحدة من هذه السلع أقل بقليل من 22 مليار دولار.