الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تدعم روسيا والحوثيين.. الأقمار الصناعية الصينية في خدمة خصوم أمريكا

  • مشاركة :
post-title
لحظة إطلاق قمر صناعي صيني

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تتصاعد المخاوف في واشنطن بشأن شركة تشانج جوانج الصينية، التي بات يُشتبه في أنها تلعب دورًا متزايدًا في دعم خصوم الولايات المتحدة، من روسيا في أوكرانيا إلى الحوثيين في اليمن، ومع توسع شبكتها الفضائية بشكل غير مسبوق، أثيرت تساؤلات عن أهداف بكين الحقيقية من وراء هذا التوسع.

مخاوف أمريكية

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الشركة تواجه اتهامات بتزويد روسيا بصور عالية الدقة لدعم عملياتها في أوكرانيا، إلى جانب دعم الحوثيين في اليمن، الذين استهدفوا سفنًا أمريكية في البحر الأحمر، وتطرح هذه الاتهامات تساؤلات حول استخدام التكنولوجيا المدنية لأهداف عسكرية واستراتيجية.

وفي هذا الصدد، صرحت وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي بأن شركة تشانج جوانج "تدعم بشكل مباشر" هجمات الحوثيين على المصالح الأمريكية، وكانت إدارة بايدن قد فرضت عقوبات على الشركة عام 2023 للاشتباه في أن أقمارها الصناعية ساعدت مجموعة فاجنر في الحرب الروسية الأوكرانية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس: "تصرفاتهم ودعم بكين للشركة، حتى بعد لقاءاتنا الخاصة معهم، مثال آخر على ادعاءات الصين الفارغة بدعم السلام".

وردًا على سؤال حول اتهام وزارة الخارجية الأمريكية لتشانج جوانج بمساعدة الحوثيين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه ليس على دراية بتفاصيل القضية، لكنه أضاف أن بكين ساهمت في تهدئة التوترات في البحر الأحمر.

تكشف قضية تشانج جوانج ملامح استراتيجية الصين الكبرى في دمج القطاعين المدني والعسكري، حيث تُستخدم الشركات التجارية كرافعة لتعزيز القدرات الدفاعية، ما يضع الولايات المتحدة في حالة تأهب متزايد، على حد وصف الصحيفة الأمريكية.

شبكة الأقمار الصناعية الصينية

تعتبر شبكة الأقمار الصناعية الصينية، التي باتت تقترب من منافسة شبكات غربية كبرى مثل Planet Labs الأمريكية، تهديدًا متزايدًا للأمن القومي الأمريكي كما نوهت "وول ستريت جورنال"، خاصة مع تقارير تحدثت عن قدرتها على التقاط صور دقيقة حتى للطائرات الشبحية في قواعد كاليفورنيا.

إمكانيات كبيرة

تأسست الشركة عام 2014 في مقاطعة جيلين بدعم من الأكاديمية الصينية للعلوم. ومنذ ذلك الحين، بدأت ببناء شبكة أقمار صناعية عملاقة، حيث أطلقت 117 قمرًا ضمن منظومة "جيلين-1"، وتسعى لرفع العدد إلى 300 بحلول عام 2026، مع القدرة على رصد أي موقع على الأرض 40 مرة يوميًا، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج.

وشهدت الشركة الصينية نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة، حيث بلغت إيراداتها ما يعادل نحو 80 مليون دولار أمريكي في عام 2023، أي ما يقرب من ضعف مستواها قبل عامين. لدعم نموها، خططت الشركة لإدراج أسهمها في بورصة شنجهاي، لكنها واجهت صعوبات في تحقيق الربح، وتكبدت خسائر تراكمية تجاوزت 100 مليون دولار أمريكي بين عامي 2019 و2021، وذلك بسبب استثمارها في توسيع شبكة جيلين-1.

وتستطيع أقمار الشركة الصينية التجسس على كل ركن من أركان الولايات المتحدة، خاصة أن بعض المستخدمين في الصين استغلوا قدرات الشبكة لالتقاط صور لأحدث قاذفة شبح أمريكية، والتي كانت متوقفة في قاعدة جوية في صحراء كاليفورنيا.