الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الفارس الخشن".. ضربات أمريكية ضد الحوثيين باهظة الثمن بنجاح محدود

  • مشاركة :
post-title
الضربات الأمريكية على اليمن - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بلغت تكلفة العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن 200 مليون دولار من الذخائر في ثلاثة أسابيع فقط، فيما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الحملة قد تستمر لستة أشهر كاملة، وسط تناقض واضح بين تصريحات الرئيس دونالد ترامب الذي يتباهى بتحقيق نجاحات كبيرة، والواقع الميداني الذي نقلته الصحيفة عن مصادر عسكرية واستخباراتية مطلعة.

تكلفة باهظة واستنزاف للذخائر

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الكونجرس الأمريكي ودول حليفة أن وزارة الدفاع الأمريكية أنفقت ما قيمته 200 مليون دولار من الذخائر في عملية "الفارس الخشن" التي أطلقها ترامب في 15 مارس ضد الحوثيين، بالإضافة إلى "التكاليف الهائلة لنشر حاملتي طائرات وقاذفات B-2 ومقاتلات، وأنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت وثاد في الشرق الأوسط".

وأفادت الصحيفة، استنادًا إلى مسؤولين أمريكيين تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم، بأن "العمليات الأمريكية من المرجح أن تستمر لستة أشهر"، وهي فترة تمتد حتى سبتمبر، ما يعني تكلفة تتجاوز مليار دولار بحلول الأسبوع المقبل، ما قد يدفع البنتاجون إلى طلب تمويل إضافي عاجل من الكونجرس.

وبحسب أحد المسؤولين الأمريكيين الذين نقلت عنهم "نيويورك تايمز"، فإن المدة الطويلة للعملية "قد تثير قلقًا متزايدًا في واشنطن حول التكاليف المالية والسياسية"، خاصة مع "استخدام كميات كبيرة من الذخائر الدقيقة بعيدة المدى" التي تؤرق مخططي الطوارئ في البنتاجون بشأن المخزون البحري الإجمالي، خاصة في حال اضطرت الولايات المتحدة لصد محاولة غزو صينية لتايوان.

صورة مختلفة

رغم إعلان ترامب أن المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران "قد تم تدميرهم بالضربات التي لا هوادة فيها"، كشفت الصحيفة الأمريكية نقلًا عن إحاطات سرية قدمها مسؤولو البنتاجون والجيش للكونجرس والدول الحليفة عن صورة مختلفة تمامًا.

وأوضحت الصحيفة أن الإحاطات السرية تشير إلى أن "العمليات العسكرية حققت نجاحًا محدودًا فقط في تدمير الترسانة الواسعة من الصواريخ والطائرات المُسيّرة ومنصات الإطلاق التي يمتلكها الحوثيون، والتي يوجد معظمها تحت الأرض".

ووفقاً للمسؤولين المطلعين على تقييمات الأضرار السرية، فإن "القصف أكثر كثافة من الضربات التي نفذتها إدارة بايدن، وأكبر بكثير مما وصفته وزارة الدفاع علنًا".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في البنتاجون، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته للحديث عن المسائل العملياتية، رفضه للتقييمات التي وصفها المسؤولون في الكونجرس والحلفاء، قائلًا إن "الضربات الجوية تجاوزت هدفها في المرحلة الأولية من الحملة".

ونفى بشدة أن يكون محاضرو البنتاجون أخبروا مسؤولي الكونجرس والحلفاء بأن الضربات قد تستمر ستة أشهر، قائلًا إن هذه المدة "لم تُناقش أبدًا".

استراتيجية ترامب مقابل بايدن

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه على عكس الرئيس السابق جو بايدن، فوَّض ترامب سلطة ضرب الأهداف للقادة الإقليميين والمحليين، ما يتيح لهم مهاجمة مواقع الحوثيين بشكل أسرع وأكثر كفاءة، حسبما يقول القادة العسكريون.

وأشارت إلى أن إدارة بايدن نفذت ضربات ضد الحوثيين، لكن على نطاق أصغر وضد البنية التحتية والمواقع العسكرية في المقام الأول، في حين تهدف ضربات إدارة ترامب أيضًا إلى قتل كبار المسؤولين الحوثيين.

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قوله للصحفيين الأسبوع الماضي: "يجب أن يدرك الجميع أننا نقدم خدمة كبيرة للعالم في مواجهة هؤلاء الأشخاص، لأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر".

وذكرت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الأمريكية واجهت صعوبات في تحديد ومعرفة مواقع أنظمة أسلحة الحوثيين، التي يتم إنتاجها في مصانع تحت الأرض وتهريبها من إيران.

وأوضحت أنه "في أواخر عام 2024، خصصت إدارة بايدن المزيد من طائرات المراقبة لجمع معلومات عن أهداف الحوثيين، وورثت إدارة ترامب هذه المعلومات، كما زودت إسرائيل أيضًا بمعلومات عن الأهداف"، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.