الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العمال المهاجرون.. آخر هدايا كيم جونج أون لروسيا

  • مشاركة :
post-title
عمال بناء - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في مسعى لدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يواجه ضغوط الحرب في أوكرانيا، أرسل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، آلاف العمال المهاجرين إلى موسكو، لمواجهة التراجع الحاد في القوى العاملة.

تدفق كبير للعمال

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن وكالة الاستخبارات، قولها: "أرسلت بيونج يانج نحو 15 ألف عامل إلى روسيا، معظمهم دخلوا بتأشيرات طلابية".

وتشير الإحصاءات الروسية إلى أن عدد الكوريين الشماليين الذين دخلوا روسيا، عام 2024، ارتفع بمقدار 12 ضعفًا مقارنة بالعام السابق.

ويُنظر إلى هؤلاء العمال باعتبارهم مكسبًا ثمينًا لأصحاب الأعمال الروس، نظرًا لأجورهم الزهيدة واستعدادهم للعمل لساعات طويلة تصل 12 ساعة يوميًا دون احتجاج، ويُعزز وجودهم في شرق روسيا الأقصى، وهي منطقة حدودية مع كوريا الشمالية، حلم بوتين بتحويلها إلى قاعدة صناعية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

لماذا الـ"شماليون"؟

أندري أورلوف، مدير إحدى شركات البناء الروسية، كشف أنه عقد مؤخرًا صفقة مع وسيط كوري شمالي لجلب 50 عاملًا، مع خطط لزيادة العدد إلى 300 عامل لاحقًا. 

وقال أورلوف: "كلما زاد العدد، كان ذلك أفضل. أطمح لأن تصبح شركتي رائدة في استقطاب الكوريين الشماليين".

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، مارس 2024، هناك نحو 120 شركة روسية تستخدم العمال الكوريين الشماليين، رغم تأكيد موسكو أن بعضها لم يعد نشطًا.

وأعرب نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين، عن أمله في الاستفادة من هؤلاء العمال في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب.

وقالت "وول ستريت جورنال" نقلًا عن منشقين كوريين شماليين، إن النظام في بيونج يانج يحتفظ بأكثر من 90% من أجور العمال في الخارج، إلا أن ما يتبقى لهم، ويتراوح بين 100 و200 دولار شهريًا يُعتبر ثروة في بلد لا يتجاوز متوسط الدخل فيه بضعة دولارات شهريًا.

وأضاف خوسنولين: "عامل بلاط كوري شمالي واحد يمكنه القيام بعمل اثنين من الروس".

جسر جديد

تتجلى مظاهر التحالف الروسي الكوري الشمالي في مشروعات ملموسة، من بينها بناء جسر جديد فوق نهر تومين يربط بين البلدين، فضلًا عن زيادة حركة القطارات والرحلات الجوية بين الجانبين. 

وفي سبتمبر الماضي، شارك العمال الكوريون الشماليون في بناء مدرسة محلية شهدت تأخيرات بسبب نقص العمالة.

يُعيد المشهد الحالي إلى الأذهان عقودًا من التعاون السابق، حين كانت كوريا الشمالية ترسل عشرات الآلاف من العمال إلى روسيا للعمل في البناء وقطع الأخشاب، ومع أن حظر الأمم المتحدة أوقف هذا التدفق منذ 2019، فإن التحالف العسكري والسياسي الجديد أعاد فتح الأبواب أمام هؤلاء العمال.