شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات اكتشاف أورام المعدة في مراحلها المبكرة خلال السنوات الأخيرة، ويعزو الأطباء هذا التطور إلى التحسينات في تقنيات فحص الجهاز الهضمي العلوي، بما يمثل بارقة أمل جديدة في مكافحة أحد أخطر أنواع السرطان.
سرطان المعدة، يصعب عادةً اكتشافه مبكرًا، وغالبًا ما يُكتشف في مرحلة متقدمة بعد انتشار الخلايا السرطانية، وفقًا لما أفاد به باحثون في أسبوع أمراض الجهاز الهضمي، وهو مؤتمر دولي رئيسي للأطباء والباحثين في أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الكبد والتنظير الداخلي، اليوم السبت.
ووفقًا للمؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور محمد توصيف صديقي، زميل أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية في عيادة كليفلاند: "أتاح التطور في الأدوات المستخدمة لفحص الجهاز الهضمي العلوي الحصول على رؤية أوضح للمعدة، ما يسمح للأطباء برؤية أورام صغيرة لم يكن من الممكن اكتشافها سابقًا".
وقال صديقي في مقابلة: "السرطان كان يُكتشف بعد انتشاره، ولهذا السبب كانت النتائج سيئة للغاية"، وأضاف: "النموذج برمته يتغير.. مع تزايد حالات السرطان الموضعي وتناقص الحالات المُكتشفة"، وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
وأوضح "صديقي" أن المناظير الحديثة -وهي أنابيب رفيعة تُستخدم للنظر داخل الجسم- تُوفر صورًا عالية الوضوح للجهاز الهضمي العلوي.
وتتمتع الكاميرات المُوجهة إلى معدة المريض بالقدرة على تكبير المناطق المشتبه بها.
وحلل "صديقي" وزملاؤه بيانات من قاعدة بيانات SEER-22 التابعة للمعهد الوطني للسرطان، ووجدوا أن تشخيص سرطان المعدة في مراحله المبكرة ارتفع بشكل مطرد من عام 2004 إلى عام 2021.
في المقابل، انخفضت الحالات الأكثر تقدمًا -عندما يكون السرطان انتشر بالفعل إلى العقد الليمفاوية القريبة و/أو الأعضاء البعيدة- بشكل ملحوظ.
في عام 2004، تم اكتشاف سرطان المعدة في مراحله المبكرة بمعدل 1.94 لكل 100 ألف شخص. وبحلول عام 2021، ارتفع هذا المعدل إلى 2.97 لكل 100 ألف شخص.
هذا مقارنةً بـ 2.55 لكل 100 ألف شخص لسرطانات المراحل المتأخرة التي تم اكتشافها عام 2004 و2.35 لكل 100 ألف شخص في عام 2021.
تتوقع الجمعية الأمريكية للسرطان أنه بحلول عام 2025، سيتم تشخيص نحو 26500 حالة جديدة من سرطان المعدة وأكثر من 10800 حالة وفاة في الولايات المتحدة.
وجدت دراسة منفصلة قُدّمت في الاجتماع من قِبل باحثين من عيادة كليفلاند أن المزيد من حالات سرطان المعدة يتم تشخيصها لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ٥٠ عامًا أو أقل.
يأمل الباحثون أن تؤدي النتائج الجديدة إلى وضع إرشادات لفحص سرطان المعدة، على غرار التوصيات الخاصة بسرطان القولون.
حاليًا، في الولايات المتحدة، لا يُفحص الأشخاص للكشف عن المرض إلا إذا ظهرت عليهم أعراض أو كان لديهم تاريخ عائلي للإصابة به، ولا تظهر أعراض ملحوظة لدى الكثيرين إلا بعد انتشار السرطان.