الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب يشدد لهجته ضد بوتين.. نجاح دبلوماسي لبريطانيا وفرنسا

  • مشاركة :
post-title
ترامب وزيلينسكي وماكرون وستارمر

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تحول لافت في الموقف الأمريكي تجاه روسيا، استخدم الرئيس دونالد ترامب نبرة أكثر تشددًا في تعامله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد حدثين بارزين شهدتهما الساحة الدولية الأسبوع الماضي. الأول حين نشر ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" رسالة مباشرة لبوتين قائلاً: "فلاديمير، توقف!". أما الثاني فكان توقيع اتفاقية مع أوكرانيا تخص المعادن، ما يعكس تحولًا ملموسًا في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي.

 هذا التحول جاء نتيجة تنسيق دبلوماسي محكم بين بريطانيا وفرنسا، اللتين بذلتا جهودًا حثيثة لإقناع ترامب بضرورة تبني موقف أكثر صرامة تجاه موسكو، وفقًا لتقرير مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

تحول موقف ترامب تجاه روسيا

 نبرة ترامب المتشددة تجاه بوتين جاءت بعد لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش جنازة البابا فرنسيس في روما، حيث نشر ترامب لاحقًا على منصته "تروث سوشيال" رسالة مباشرة إلى بوتين قائلًا: "فلاديمير، توقف!"، متبوعة بتعليق يشكك في نوايا بوتين: "ربما لا يريد إنهاء الحرب، وإنما يتلاعب بي فقط". وأعقب ترامب ذلك بتوقيع اتفاقية للمعادن مع أوكرانيا، واستخدم ترامب، أيضًا، تعبير "الغزو الروسي الشامل" – في تغيير ملحوظ في اللغة الدبلوماسية المستخدمة من قبل إدارة ترامب، وفقًا لتقرير بوليتيكو.

دبلوماسية بريطانية-فرنسية

ركز كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهودهما على إقناع ترامب بتخفيف الضغط على زيلينسكي وتوجيه انتقاداته نحو بوتين، مستخدمين حجة واحدة، وهي أن الرئيس الروسي يتلاعب بنظيره الأمريكي.

وكشف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، عن أنه تحدث مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو 13 مرة خلال العام الحالي، بينما تواصل ستارمر وترامب بشكل مشابه في التكرار، مما يعكس كثافة التنسيق الدبلوماسي بين البلدين.

وصرح مسؤول بريطاني – طلب عدم الكشف عن هويته – لمجلة بوليتيكو بأن صياغة اتفاقية المعادن "مشجعة"، مضيفًا أنهم بحاجة إلى "مواصلة الضغط على بوتين، لأن ذلك سيكون حاسمًا في الأيام المقبلة".

استراتيجية الإقناع

أكد سفير بريطاني سابق للمجلة أن بريطانيا وفرنسا نجحتا في إظهار أن بوتين "يستخف بترامب من خلال انتهاكه المستمر لوقف إطلاق النار الذي ادعى تنفيذه"، مستغلين نقطة ضعف محددة لدى ترامب وهي حساسيته تجاه "مقتل الناس".

كما أكد مسؤول فرنسي هذه الاستراتيجية قائلًا: "في الوقت الحالي، فهم ترامب" أنه لا يمكن الوثوق ببوتين، موضحًا أن هذه هي الرسالة التي "يكررها الرئيس ماكرون باستمرار ويحاول إيصالها إلى ترامب".

وأشار ستيفن فايفر، كبير الباحثين في معهد بروكينجز الأمريكي، إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة، تشير إلى أنه بدأ يدرك أن "بوتين كان يتلاعب به"، وهو بالضبط ما حاول ماكرون وستارمر توضيحه له خلال اتصالاتهما المستمرة.

تأثير الاتفاقية الأمريكية-الأوكرانية

يرى المسؤول البريطاني أن اتفاقية المعادن الجديدة تمنح أمريكا "مصلحة في اللعبة"، مما يعزز أمن القضية الأوكرانية على المدى المتوسط والطويل. لكن أوريسيا لوتسيفيتش، رئيسة منتدى أوكرانيا في تشاتام هاوس، حذرت من أن لقاءً واحدًا في الفاتيكان لن يكون له بالضرورة "تأثير دائم"، مشددة على أن الأمر "يتطلب سياسة، وليس مجرد تصريحات".

ومع إعلان بوتين عن هدنة مؤقتة لمدة ثلاثة أيام، تتزامن مع "يوم النصر" الروسي في 9 مايو، ودون ردود جوهرية على المبادرات الأمريكية والأوكرانية، يبدو أن ترامب يزداد إحباطًا من فشله في تحقيق الاختراق الذي وعد به.

يتساءل فايفر في ختام تحليله لبوليتيكو: "السؤال الآن هو: هل ترامب مستعد لتغيير مساره واتخاذ نهج أكثر تشددًا تجاه روسيا، أم إنه سيلوم الطرفين ويبتعد عن القضية؟" وحتى يحدث ذلك، تبدو المملكة المتحدة ملتزمة بمنح الرئيس الأمريكي فرصة الشك.