الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الإسكندرية للفيلم القصير".. تجارب ملهمة تعزز مستقبل السينما المستقلة

  • مشاركة :
post-title
ندوة "كيفية إدارة المهرجانات السينمائية وصناديق الدعم"

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

حوار ثري ومساحة مفتوحة للنقاش وتبادل الرؤى والخبرات بين صناع المهرجانات ومحترفي الصناعة السينمائية، جاءت ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، حيث قاد المخرج أمير رمسيس، ندوة "كيفية إدارة المهرجانات السينمائية وصناديق الدعم" بحضور لافت من صنّاع الأفلام وعشاق السينما. 

حملت الندوة تجارب واقعية وقصص نجاح ملهمة، عكست تنوع التحديات والطموحات في عالم المهرجانات السينمائية، وشارك فيها كل من محمد طارق، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومحمد محمود، رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وشرف الدين زين العابدين، رئيس مهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب.

دعم عربي للمشاريع الواعدة

في مستهل الندوة، تحدث محمد طارق عن رؤية مهرجان القاهرة السينمائي في دعم المشاريع الفنية العربية، من خلال "ملتقى القاهرة السينمائي"، الذي أصبح منصة مهمة لتمكين صناع الأفلام من تطوير مشاريعهم. وأوضح طارق أن الدورة الأخيرة من الملتقى استقبلت 18 مشروع فيلم عربي، جاءت من 13 دولة مختلفة، وتنافست على جوائز قدمتها 20 شركة إنتاج، من بينها شركات عربية ودولية، وذلك وفقًا لشروط محددة أبرزها أن يمتلك المتقدم في سجله على الأقل مشروع فيلم قصير سابق.

وأشار طارق إلى أن عددًا من هذه المشاريع حظي بالفعل بدعم ملموس من الملتقى، ما مكّنه من المشاركة لاحقًا في مهرجانات عربية ودولية كبرى، وهو ما يعكس فعالية هذه المبادرة في دعم المواهب الواعدة. كما لفت إلى التحديات التي تواجه إنتاج الفيلم القصير، إلا أنه أكد في المقابل أن هذا النوع من الأفلام يمكن إنجازه دون ميزانيات ضخمة، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الكبير ووجود الهواتف الذكية، ما يتيح للشباب فرصة أكبر للتجريب والإبداع.

نافذة مستقلة

بدوره، استعرض محمد محمود، رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، تجربة المهرجان منذ انطلاقه عام 2014، مؤكدًا أن الهدف منذ البداية كان تأسيس نافذة مستقلة للفيلم القصير بمدينة الإسكندرية، تقترب من جمهور المدينة وتمنح أبناءها فرصة المشاركة الفعلية في الفعاليات.

وقال رئيس المهرجان: "قررنا منذ ذلك العام أن نخلق نافذة مستقلة للفيلم القصير بالإسكندرية، وحرصنا على أن نكون قريبين من جمهور المدينة، باختيار أفلام بعناية ومنح أبناء الإسكندرية فرصة المشاركة والعمل في المهرجان." وأضاف أن الحضور الجماهيري اللافت في عروض الدورة الحالية هو ثمرة هذا البناء المتواصل منذ الدورة الأولى، حيث بات للمهرجان جمهور وفيّ ينتظر فعالياته سنويًا.

تجربة الداخلة السينمائي

أما شرف الدين زين العابدين، رئيس مهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب، فتناول تجربته مع مهرجان الداخلة، الذي انطلق من مدينة الداخلة الساحلية جنوب المملكة المغربية، في ظل غياب تام لأي تجارب سابقة في هذا المجال. وأوضح أن المهرجان بدأ من نقطة الصفر، وتمكن عبر سنوات من التطور المتدرج حتى أصبح يمتلك هوية سينمائية واضحة، تضم مسابقة للأفلام القصيرة والطويلة، ومنصة لتطوير السيناريوهات، فضلًا عن برنامج متكامل للدعم وتقديم الجوائز.

وأشار زين العابدين إلى أن المغرب يشهد اليوم ازدهارًا سينمائيًا ملحوظًا، حيث تحتضن البلاد أكثر من 80 مهرجانًا سينمائيًا، تحظى جميعها بدعم رسمي من المؤسسات الثقافية، ما يعكس حرص الدولة على دعم الفنون والتظاهرات الثقافية.

يسري نصر الله: الفيلم القصير ليس تمرينا

وفي مداخلة خلال الندوة، دعا المخرج الكبير يسري نصر الله إلى إعادة النظر في الطريقة التي يُنظر بها للفيلم القصير، مؤكدًا أنه لا يجب التعامل معه كمرحلة تمهيدية أو مجرد تدريب لصناعة الفيلم الطويل. وقال: "التعامل مع الفيلم القصير باعتباره مجرد خطوة تمهيدية نحو الفيلم الطويل يقلل من قيمته الفنية".

وأكد نصر الله أهمية وجود منتجين يؤمنون بجيل الشباب ويشجعونه على إنتاج أفلام قصيرة وطويلة على السواء، حفاظًا على هذا النوع من السينما الذي يمثل مجالًا غنيًا للتعبير والابتكار، كما دعا إلى ضرورة دعم هذا النوع من الأفلام باعتباره أحد أعمدة السينما المستقلة.