الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محمود حميدة: أرشفة التراث السينمائي "مسؤولية وطنية"

  • مشاركة :
post-title
الفنان المصري محمود حميدة

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

في مشهد ثقافي يجمع بين الماضي وأدوات الحاضر، ألقى لقاء الفنان المصري الكبير محمود حميدة، الضوء على واحدة من أهم قضايا الذاكرة البصرية المصرية والعربية، إذ ناقش قضية "رقمنة التراث وأرشفة التاريخ السينمائي"، ضمن فعاليات الدورة 11 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، بالمتحف اليوناني الروماني.

وشارك معه الندوة "الفنانة بشرى، خالد حميدة، وحازم عطار، مؤسس مبادرة تراثنا وأجيالنا".

وأكد "حميدة"، خلال كلمته، أن جهود رقمنة التراث وأرشفة التاريخ تواجه مشكلة وعي مجتمعي بمدى أهمية حفظ الإرث الثقافي والسينمائي، مشددًا على ضرورة إدراك هذه القيمة قبل فوات الأوان.

وقال خلال حديثه عن واقع الأرشفة: "يجب أن يدرك الجميع أهمية الحفاظ على تراثنا، وأتذكر جيدًا حين كان البعض يبيع النيجاتيف الخاص بالأفلام القديمة، وكان الناقد الكبير سامي السلاموني أول من حذر من خطورة هذا الأمر، واعتبره تهديدًا لإرثنا السينمائي والتاريخي".

وأضاف أن غياب الوعي بأهمية التراث وصل بالبعض إلى حرق النيجاتيف لاستخلاص معدن الفضة، مُعتبرًا ذلك مؤشرًا واضحًا على الإهمال في الحفاظ على الذاكرة البصرية المصرية والعربية.

وتطرق حميدة إلى ما أسماه بـ"مذبحة الأفلام"، موضحًا أن السينما بدأت صامتة ثم أُضيف لها شريط الصوت، وتوالت بعدها مراحل التطوير حتى دخل عليها اللون.

وأردف: "عندما حاول البعض تلوين الأفلام القديمة بطريقة خاطئة، تسببت هذه المحاولات في إتلافها وضياعها للأبد، وهو ما أطلق عليه النقاد حينها مذبحة الأفلام".

وأشار إلى أن الأجيال السابقة من صنّاع السينما كانوا يشعرون بالدهشة إزاء تطور أدوات العرض والمونتاج، خاصة مع بساطة ربط المشاهد الحديثة مقارنة بالتقنيات التقليدية التي اعتادوا عليها، مؤكدًا أن بعضهم كان يُصاب بالحسرة، خوفًا من أن تحل التكنولوجيا محل الحرفة التي طالما ارتبطوا بها.

وشدد حميدة على أن التكنولوجيا أداة معرفية مساعدة لا غنى عنها، ويجب توظيفها لحماية التراث الفني والسينمائي، معتبرًا أن حفظ التاريخ السينمائي مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب وعيًا مجتمعيًا ومؤسسيًا بأهمية صون الذاكرة الثقافية.

وعن دخول الذكاء الاصطناعي في المجال الفني؛ قال: "هو أداة يجب التعامل معها، لكن السؤال هو كيف أنظر للتطور وأتعامل معه؟، ومن يقبل التطور يستمر ومن لا يقبل يُدفن، وهناك "ذعر" أزيد من المطلوب حول الذكاء الاصطناعي".