على بقايا الحلم الذي هدمه جيش الاحتلال، قرر مشغل أفلام متقاعد أن يعيد الحياة إلى سينماه المهجورة منذ فترة طويلة، نتيجة قذيفة في الانتفاضة الأولى، تتلاقى ذكريات عصر مضى وسحر السينما في رحلة نوستالجيا من التأمل والاكتشاف مجددا.. هذه هي القصة التي لمست المخرجة رنا أبو شخيدم، وقررت أن تعبر عنها بأقل التفاصيل، وهو الأمر الذي حرصت شقيقتها "هند" أن تساعدها فيه بكل الطرق ليصل صوتهما إلى كل العالم ويواجها الاحتلال رغم محاولاته المستديمة لإسكات صوتهم.
جاءت "هند" إلى مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير لتعرض قصتها الصادقة، وتحكي وتوصل رسالتها إلى العالم لإيمانها العميق بأن الإسكندرية مدينة الحضارة ومصر أم السينما.
تحكي هند عن التجربة لموقع "القاهرة الإخبارية": "فيلمنا الوثائقي الجديد "سينما الأمل" يعرض مأساة وآمال السينما الفلسطينية من خلال قصة حقيقية تمزج بين الحنين والمقاومة الثقافية، والبحث عن الذات".
يحكي الفيلم عن آخر دار سينما في مدينة بيت لحم، التي أغلقت أبوابها بعد أن استهدفتها قذيفة لجيش الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى، لتتحول المدينة إلى فضاء بلا سينما، ويفقد جيل كامل فرصة التلاقي مع هذا الفن، ومن هذا المنطق يولد شغف هند وشقيقتها لتقديم القصة، إذ تقول: "يتتبع الفيلم رحلة مخرجة شابة مغرمة بالسينما، تبحث عن جذور حكاية جدتها التي عشقت الأفلام المصرية، خصوصًا أفلام فاتن حمامة، وسط غياب تفاصيل واضحة عن هذا الماضي الفني في محيطها، لذا تقرر أن تسعى لاكتشاف دور السينما القديمة في بيت لحم، التي كان يصل عددها إلى 6، حتى قادها بحثها إلى "سينما الأمل"، المغلقة منذ عقود".
حرصت هند أن تدعم شقيقتها وتقول: "كنت أريد أن أكون بجانبها، نحكي القصة سويًا وندعم بعضنا البعض، والدعم كان ذاتيًا من البداية للنهاية، ولم نعتمد على أى تمويل، إذ حاولنا بكل السبل أن نقدم القصة التي نحلم بأن نحكيها، حتى ولو بأقل الإمكانيات".
وحكت عن الصعوبات التي تواجه صنّاع السينما الفلسطينية، إذ قالت: "العمل في السينما صعب، فما بالك في بلد محتل، كل خطوة محسوبة، وكل تفصيلة تحتاج موافقات وشروط حتى تمر، لذلك عانينا حتى خرجنا بالعمل".
وتحكي هند عن قصة مؤثرة بالعمل من خلال مدير سينما الأمل الذي تقول عنه: "بعد إغلاق السينما، اضطررت للعمل كبائعة تذاكر لموقف سيارات أمام المبنى نفسه، هذا المشهد أثّر في للغاية، لأنه يُلخص كيف يمكن لمكان أن يتحول من مساحة ثقافة وذاكرة جماعية إلى مجرد موقف سيارات".
وعن أهمية إيصال السينما الفلسطينية إلى المهرجانات والمحافل الدولية، قالت: "نحن نناضل بكل طريقة، نواجه حملة محو متعمدة، لنا ولتاريخنا، إذ نحاول أن نخبر العالم بوجودنا وبما نعيشه، وسعيدة أن الفيلم يعرض في الإسكندرية، لأن مصر أم السينما ومنارة الثقافة".
واختتمت هند حديثها بالكشف عن عملها المقبل، فيلم بعنوان "قهوة بدران"، الذي يتناول علاقة الناس بالأمكنة من خلال حكاية مقهى فلسطيني عريق كان شاهدًا على تحولات اجتماعية وسياسية كبيرة في التاريخ الفلسطيني.