الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محمد الحلو.. إرث غنائي خالد يعكس موهبة استثنائية

  • مشاركة :
post-title
محمد الحلو

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

لم يكن صوت الفنان المصري محمد الحلو مجرد نغمة عابرة في وجدان الطرب العربي، بل ظل علامة مسموعة تحفظها الذاكرة وتتغنى بها الألسنة جيلًا بعد جيل، بصوته الدافئ وأدائه الأصيل، كتب الحلو اسمه بحروف من نور في سجل الغناء العربي، وارتبطت أعماله بمشاعر وأوقات لا تُنسى لدى الجمهور، خاصة عبر تترات المسلسلات التي كانت ولا تزال تُردد حتى اليوم.

وفي الوقت الذي يمر فيه بأزمة صحية صعبة، يعود الحديث عنه وعن مسيرته الممتدة، كواحد من أبرز حراس الفن الأصيل، إذ خضع لعملية جراحية دقيقة في ساقيه بعد معاناة سابقة مع جراحة في القلب، وسط دعوات محبيه بالشفاء العاجل، ورغم المحنة الصحية، يبقى صوته وإرثه الفني شاهدين على موهبة استثنائية، زرعت الفرح في قلوب أجيال متعددة ولا تزال تغني للأمل والحب.

وُلد محمد الحلو عام 1955 في أسرة فنية داعمة للمواهب، مما مهّد له الطريق نحو احتراف الغناء مبكرًا. التحق بمعهد الموسيقى العربية في سبعينيات القرن الماضي، وهناك صقل موهبته بالدراسة الأكاديمية، لينطلق بعد ذلك في مشواره الفني بثقة واحتراف.

في بداياته، اتجه الحلو لغناء التراث العربي الأصيل، فحقق حضورًا لافتًا قبل أن يقدّم أعماله الخاصة التي وضعته في صفوف نجوم الطرب العربي، كان ألبومه الأول "عراف" بداية انطلاقته، ومن ثم توالت إصداراته الغنائية الناجحة، ومنها ألبومات: افتح كتابك، رحّال، يا قمر، عصافير الجنة، على كيفك، صدقني، بندم، فداكي الروح، يا حبيبي، ناويلي، أحبابنا، واشهدي.

نجم تترات الدراما

يُعد محمد الحلو من أوائل وأهم الفنانين الذين تخصصوا في غناء تترات المسلسلات المصرية، وأدى ببراعة مقدمات عدد من الأعمال الخالدة، منها: آه يا زمن، ليالي الحلمية، الوسية، حياة الجوهري، زيزينيا، حلم الجنوبي، بوابة المتولي، درب الطيب، هالة والدراويش، للثروة حسابات أخرى، والآنسة كاف.

كانت هذه التترات بمثابة جسر عاطفي بين الجمهور وأحداث المسلسلات، حتى أصبح صوته رفيقًا يوميًا للمشاهدين خلال التسعينيات ومطلع الألفية الجديدة.

وجه آخر للموهبة

لم يكتفِ الحلو بالغناء، بل خاض تجربة التمثيل أيضًا عبر مجموعة من الأعمال السينمائية، منها: الحب الحقيقي، شباب لكل الأجيال، ابتسامة في عيون حزينة، طبول في الليل، وممنوع في مدرسة البنات. كما شارك في المسلسل التلفزيوني وجيدة وسامح، وفوازير ألف ليلة وليلة – أسطورة عروس البحر، بالإضافة إلى مسرحيات سي علي وتابعه قفة، ولولي.

شارك محمد الحلو في العديد من الفعاليات الكبرى، وعلى رأسها مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، حيث ظل حضوره الدائم رمزًا للالتزام الفني والاحتراف. كما كان ضيفًا مميزًا في مهرجان السماع الصوفي، مما يعكس تنوع حضوره الفني، وكانت الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية تكنّ له مكانة خاصة، إذ اعتادت أن تناديه بـ"ابنها الكبير"، تقديرًا لموهبته وأخلاقه الرفيعة.

غياب وعودة

في مرحلة ما من مسيرته، أعلن محمد الحلو اعتزاله الفن، استجابةً لضغوط شخصية وشعور بالإحباط، إلا أن حب الجمهور ونداءات زملائه الفنانين جعلته يتراجع عن القرار، ليعود إلى الساحة، وإن كان بتواجد أقل ظهورًا مما اعتاده عشاقه، غير أن موهبته الكبيرة ما زالت نابضة بالحياة في كل عمل قدّمه.