الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معادلة الرئاسة الفرنسية.. حظر قانوني للوبان يفتح الباب لعصر باردييلا

  • مشاركة :
post-title
جوردان بارديلا ومارين لوبان

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن جوردان بارديلا، زعيم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2027، وذلك في حال منع مارين لوبان من خوض الانتخابات بسبب حكم قضائي صدر ضدها بتهمة اختلاس أموال الاتحاد الأوروبي.

الحكم القضائي وتداعياته

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن "لوبان" أُدينت الشهر الماضي بتهمة اختلاس أموال الاتحاد الأوروبي، وصدر حكم بمنعها من الترشح للانتخابات لمدة خمس سنوات.

وتضمّن الحكم أيضًا عقوبة بالسجن لمدة عامين من المحتمل أن تُنفذ في منزلها مع سوار إلكتروني، إضافة إلى عامين آخرين مع وقف التنفيذ.

وقد نفت لوبان بشدة هذه الاتهامات وتقدمت باستئناف ضد الحكم، حيث من المقرر أن تنظر محكمة الاستئناف في القضية خلال العام المقبل.

ويسري قرار منع الترشح للانتخابات حتى أثناء فترة الاستئناف، ما يضع مستقبل لوبان السياسي في مهب الريح.

بارديلا يستعد

في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، صرّح بارديلا قائلًا: "مارين لوبان هي مرشحتي، وإذا تم منعها من الترشح، أعتقد أنني يمكنني أن أقول لكم إنني سأكون مرشحها. لا يمكنني أن أكون أوضح من ذلك".

وأكد "بارديلا" أن الحزب سيواصل الطعن في الحكم، مضيفًا: "مارين بريئة حتى تثبت إدانتها، وسنستخدم كل الوسائل الممكنة لإثبات براءتنا في هذه القضية".

استحقاق 2027

من المقرر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية الفرنسية في ربيع عام 2027، مع عدم أهلية الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون للترشح لولاية أخرى بسبب حد الولايتين المنصوص عليه في الدستور الفرنسي.

كانت "لوبان" حلّت في المركز الثاني خلف ماكرون مرتين، في عامي 2017 و2022، مع تحسن مستمر في أدائها، ففي الجولة الثانية قبل ثلاث سنوات، حصل ماكرون على 58.5% من الأصوات مقابل 41.5% للوبان.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن لوبان وبارديلا يتمتعان بأكبر دعم بين الناخبين الفرنسيين من بين أي مرشحين محتملين للرئاسة، حيث صرّح 36% من الناخبين بأنهم قد يصوتون للوبان في جولة أولى افتراضية، مقابل 37% لبارديلا، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة تولونا هاريس لصالح كومسترات وصحيفة "لوبينيون" الفرنسية.

علاقة لوبان وبارديلا

تشير الصحيفة البريطانية إلى أن لوبان أمضت سنوات في صقل وتطوير بارديلا ليكون رجلها الثاني، وعزّزت مكانته من خلال منحه رئاسة حزب التجمع الوطني، مصرحة علنًا بأنه سيكون رئيس وزرائها عندما تفوز بقصر الإليزيه الرئاسي.

وقد أظهر بارديلا ولاءه لها من خلال دعم قيادتها وتجنب أي خلافات علنية.

المشكلات القانونية للوبان تختبر الآن هذه العلاقة، حيث تكافح لإنقاذ مستقبلها السياسي بينما يستعد بارديلا لاحتمال أن يتم دفعه ليكون مرشح الحزب الرئاسي.

وذكرت "فايننشال تايمز" أنه منذ خسارة لوبان قضية أموال الاتحاد الأوروبي، كرر بارديلا مرارًا أنها لا تزال الزعيمة التي لا منازع لها لحزب التجمع الوطني، لكنه أشار أيضاً إلى أنه سيتقدم إذا لزم الأمر.

في المقابل، وصفت لوبان بارديلا بأنه "أصل هائل" للحزب وقالت إنها "تأمل ألا يضطروا لاستخدامه في وقت قريب جدًا".

تحديات مستقبلية

يواجه حزب التجمع الوطني الآن معركة على جبهتين، وهي قانونية للدفاع عن لوبان وإلغاء الحكم الصادر ضدها، وسياسية للحفاظ على وحدة الحزب وتماسكه في ظل هذه الأزمة الكبيرة التي تهدد مستقبل زعيمته البارزة.

وبينما تستمر الإجراءات القانونية، يبدو أن الحزب يضع خططًا بديلة واضحة للحفاظ على فرصه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مع تجنب أي صراعات داخلية قد تضعف موقفه أمام الناخبين الفرنسيين.