الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتقادات لمعايير هيجسيت المزدوجة.. صاحب واقعة "سيجنال" يحارب المسربين

  • مشاركة :
post-title
وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشف موقع "ذا إنترسيبت" الأمريكي عن أزمة غير مسبوقة تهز وزارة الدفاع الأمريكية، حيث يُتهم وزير الدفاع بيت هيجسيث بتسريب معلومات سرية للغاية عبر تطبيق "سيجنال" لأشخاص لا يملكون تصاريح أمنية، في الوقت الذي يشن فيه حربًا شرسة على المسربين داخل الوزارة ويهدد بملاحقتهم قانونيًا.

في هذا الصدد وصف مسؤولون حاليون وسابقون في الوزارة الوضع بأنه "فوضى شاملة"، مؤكدين وجود حالة من الغضب والاستياء تسود أروقة البنتاجون بسبب هذه الازدواجية في المعايير التي تسمح للقيادة العليا بالإفلات من العقاب بينما يتم استهداف الموظفين العاديين.

تفاصيل التسريبات الخطيرة

أظهرت التقارير أن هيجسيث استخدم مجموعة دردشة على تطبيق "سيجنال" أطلق عليها اسم "الدفاع | اجتماع الفريق" لمشاركة تفاصيل سرية حول ضربات باليمن في 15 مارس الماضي، في حين ضمت هذه المجموعة أكثر من اثني عشر شخصًا، من بينهم زوجته جينيفر، المنتجة السابقة في شبكة "فوكس نيوز" التي لا تعمل في البنتاجون، وشقيقه فيليب هيجسيث، إضافة الى محاميه الشخصي تيم بارلاتور، وكبار مساعديه بمن فيهم رئيس مكتبه جو كاسبر، ودان كالدويل، ودارين سيلنيك.

وأكد مسؤول دفاعي تحدث لموقع "ذا إنترسيبت" شريطة عدم الكشف عن هويته، أن هيجسيث استخدم اتصال إنترنت "غير مؤمن" في مكتبه للتحايل على بروتوكولات الأمن في وزارة الدفاع، واستعمل أجهزة كمبيوتر وهواتف متعددة على الرغم من أن الأجهزة الإلكترونية الشخصية محظورة عمومًا داخل مكتب وزير الدفاع بسبب المخاطر الأمنية.

بين النفي والتملص

في محاولة للرد على هذه الاتهامات، أصدر المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، تصريحًا غامضًا قال فيه: "إن استخدام وزير الدفاع لأنظمة وقنوات الاتصال مصنف سري. ومع ذلك، يمكننا تأكيد أن الوزير لم يستخدم مطلقًا ولا يستخدم حاليًا تطبيق سيجنال على جهاز الكمبيوتر الحكومي الخاص به".

ويلاحظ المراقبون أن هذا التصريح يمثل نفيًا غير مباشر ومضللًا، حيث يقتصر على نفي استخدام "الكمبيوتر الحكومي" فقط، دون التطرق إلى استخدام هيجسيث لأجهزة أخرى.

وعندما سُئل متحدث باسم البنتاجون عما إذا كانت تسريبات هيجسيث للمعلومات المتعلقة بالأمن القومي قد تمت إحالتها إلى سلطات إنفاذ القانون، اكتفى بالقول: "لن نتمكن من تقديم أي شيء حول هذا الموضوع في الوقت الحالي".

حملة تطهير وازدواجية معايير

شنّ "هيجسيث" حملة واسعة لاستهداف المسرّبين المزعومين داخل البنتاجون، ففي مارس الماضي، هدّد كاسبر، رئيس مكتب هيجسيث آنذاك، في مذكرة رسمية بإحالة أي شخص مسؤول عن "التسريبات غير المصرح بها للمعلومات المتعلقة بالأمن القومي" إلى "الجهة المناسبة لإنفاذ القانون الجنائي للملاحقة الجنائية"، كما هدد باستخدام اختبارات كشف الكذب كجزء من التحقيق.

وعلّق أحد المسؤولين الذين تحدثوا لموقع "ذا إنترسيبت" قائلًا: "هذا بالضبط ما فعله هيجسيث عدة مرات".

وبعد أقل من شهر، غادر كاسبر منصبه، وسط صراعات داخلية واتهامات متبادلة.

لم تقتصر التداعيات على كاسبر، بل امتدت لتشمل مغادرة البنتاجون لأربعة من كبار المستشارين، وتمت مرافقة ثلاثة منهم "كولين كارول وكالدويل وسيلنيك" خارج مبنى الوزارة بطريقة مهينة، واتهموا بتسريب معلومات إلى الصحافة.

أصدر الثلاثة بيانًا مشتركًا على منصة "إكس" يشككون فيه "فيما إذا كان هناك تحقيق حقيقي في "التسريبات" من الأساس"، بينما نشر المستشار الرابع، جون أوليوت، مقالًا يكشف فيه عن "عمق الخلل الوظيفي في البنتاجون" و"ترويج الأكاذيب من قبل فريق هيجسيث".

انتقادات حادة

وجّه السيناتور جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة، انتقادات لاذعة لهيجسيث، قائلًا: "المساءلة تبدأ من القمة. رفض الوزير هيجسيث تحمل المسؤولية عن سوء تعامله مع المعلومات السرية، لكنه عاقب آخرين على أمور أقل خطورة بكثير".

وأضاف ريد: "النفاق وتوجيه الأصابع ليست طريقة لقيادة الجيش الأمريكي"، مطالبًا بتوسيع تحقيق المفتش العام ليشمل كل تسريبات هيجسيث.

وشدد قائلًا: "يجب عليه أن يشرح فورًا سبب قيامه بإرسال معلومات سرية يمكن أن تعرض حياة العسكريين الأمريكيين للخطر عبر تطبيق تجاري شمل زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي".

من جهته، أدلى ويس براينت، الذي عمل حتى وقت قريب كرئيس لتقييمات الأضرار المدنية في مركز التميز للحماية المدنية التابع للبنتاجون، بتصريح قاسٍ قال فيه: "هيجسيث أثبت أنه غير مؤهل لدور وزير الدفاع أكثر مما توقعنا، إذ في غضون أسابيع قليلة، ارتكب شخصيًا خروقات أمنية خطيرة، وأنكر ذلك، ثم رفض المساءلة، وأدخل البنتاجون وبالتالي وزارة الدفاع بأكملها في حالة من الفوضى".

مخاوف أمنية وتهديدات محتملة

أثارت التقارير مخاوف خطيرة بشأن سلوك وزير الدفاع، خاصة بعد اكتشاف أن رقم هاتفه الشخصي، الذي استخدمه في دردشات سيجنال، كان متاحًا علنًا على منصات مختلفة مثل واتساب وفيسبوك وموقع Sleeper.com للمراهنات الرياضية، حيث استخدم اسم المستخدم "PeteHegseth".

وحذر خبراء أمنيون من أن هذا يعرض حسابه لخطر كبير للاستهداف من قبل المتسللين والخصوم الأجانب، ما يشكّل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي الأمريكي.

يخضع هيجسيث حاليًا للتحقيق بسبب استخدامه لتطبيق سيجنال في مشاركة معلومات سرية، ويجري هذا التحقيق المفتش العام بالإنابة ستيفن ستيبينز، بعد أن أقال الرئيس دونالد ترامب المفتش العام السابق روبرت ستورش كجزء من إقالاته لـ17 مفتشًا عامًا في الحكومة في يناير الماضي.

تأتي عمليات التطهير والتحقيقات بعد سلسلة من الإقالات التي طالت كبار ضباط الجيش، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال تشارلز براون ورئيس العمليات البحرية الأدميرال ليزا فرانشيتي في فبراير الماضي.