الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وصف بـ"شبه استسلام".. رفض غربي للمقترح الأمريكي بشأن أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيرة الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لم يلق المقترح الأمريكي للرئيس دونالد ترامب، بشأن خطة السلام في أوكرانيا، قبولًا واسعًا بين الغرب، وعلى رأسهم ألمانيا ثاني الداعمين لكييف بعد واشنطن، في الحرب التي دارت رحاها منذ ثلاث سنوات، وقد وصفه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستريوس بالاستسلام لموسكو.

وأكد وزير الدفاع الألماني، أن اقتراح ترامب مُبالغ فيه بشأن التنازلات الإقليمية؛ داعيًا الرئيس الأمريكي إلى إجبار موسكو على إيقاف هجماتها، في الوقت الذي لوّح فيه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بإمكانية انسحاب الولايات المتحدة من المحادثات، بحسب "سي إن إن".

ولا ترى ألمانيا قيمة مضافة لمقترح ترامب لوقف القتال في أوكرانيا، إذ يرى وزير الدفاع الألماني أنه كان بإمكان أوكرانيا بمفردها، قبل عام، أن تحصل على ما تضمنه مقترح ترامب، من خلال الاستسلام عمليًا، ولذلك لا فائدة جديدة تحصل عليها كييف.

معضلة "جزيرة القرم"

وتتضمن خطة السلام الأمريكية اعترافًا أمريكيًا بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو 2014، كما ستُمنح روسيا أراضٍ أوكرانية إضافية احتلتها منذ بدء هجومها في عام 2022، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الخطة.

وإلى جانب ألمانيا، أعرب بعض حلفاء الولايات المتحدة عن قلقهم الشديد إزاء الإطار الذي تدفعه إدارة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في حين يستعد الأوروبيون لنتائج جولة أخرى من المحادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا.

وتعمل الحكومة البريطانية مع الأوكرانيين سعيًا للمضي قدمًا في إطار العمل الأمريكي، من خلال ضمانات أمنية تُناقش بانتظام من قبل الحلفاء الأوروبيين، بما في ذلك إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، غير أن روسيا رفضت هذا الاحتمال.

تجميد الحدود الإقليمية

ودعا نائب الرئيس، جيه دي فانس، أخيرًا، إلى تجميد الحدود الإقليمية عند مستوى قريب من مستواها الحالي، وترى واشنطن أن وقف الحرب من قبل روسيا بمثابة تنازل كبير لها، وبحسب ترامب، فإن عدم السيطرة على البلاد بأكملها يعد تنازلًا لموسكو.

تسيطر روسيا على ما يقرب من 20% من أوكرانيا، والتي قد تخسر قسمًا كبيرًا منها بموجب الاقتراح الأمريكي الحالي.

وقال دبلوماسيون غربيون لـ"سي إن إن" إنهم منزعجون مما تقترحه إدارة ترامب، لأنهم يعتقدون أن مثل هذا الإطار يرسل رسالة خطيرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من زعماء العالم، أن الهجوم غير القانوني يمكن السماح به مرة أخرى.

مكافأة لبوتين

قال دبلوماسي من أوروبا الشرقية، للشبكة الأمريكية: "إذا كانت دولة واحدة في أوروبا تتعرض حاليًا لضغوط أو تُجبر على التخلي عن أجزاء من أراضيها القانونية، وهي الأراضي التي تم الاعتراف بها كجزء من أوكرانيا، وإذا أُجبرت دولة واحدة في أوروبا على القيام بذلك، فلن تشعر أي دولة في أوروبا أو في أي مكان آخر بالأمان، سواء كانت تابعة لحلف شمال الأطلسي أو غير تابعة له".

ولا يقتصر القلق من المقترح الأمريكي، على الدبلوماسيين الغربيين فقط، بل امتد إلى نظرائهم من آسيا، إذ يشعر حلفاء أوكرانيا الآسيويون بقلق متزايد بشأن اتفاق إنهاء الحرب الذي من شأنه أن يكافئ روسيا، بحسب "سي إن إن".

قلق من المراقبة الصينية

وفي مناقشات خاصة مع شركاء الولايات المتحدة، أعرب الدبلوماسيون الآسيويون بوضوح عن مخاوفهم بشأن العواقب العالمية المترتبة على أي تسوية تنتهك حدود أوكرانيا.

قال دبلوماسي آسيوي: "الصين تراقب الوضع، وأبلغنا إدارة ترامب بذلك، نشعر بالقلق إزاء الرسالة التي قد يستخلصونها من أي نهاية للحرب، التي يبدو أنها تُكافئ روسيا".

تهديد أمريكي بالانسحاب

وأخيرًا، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن إدارة ترامب قد تتخلى عن مساعيها للتوصل إلى اتفاق إذا لم تحرز روسيا وأوكرانيا تقدمًا، مضيفًا: "لا يمكننا الاستمرار في تخصيص الوقت والموارد لهذا الجهد إذا لم يُكتب له النجاح".

وفي حال رفعت أمريكا يدها عن أوكرانيا، قال مايكل كيميج، الخبير السابق في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون روسيا وأوكرانيا، أنه يبدو من غير المرجّح بالفعل أن يوافق الكونجرس الأمريكي على زيادة الإنفاق لمساعدة أوكرانيا، وأن أوروبا، وخاصة ألمانيا، تتحرك لملء هذا الفراغ.

وتابع: "إذا كانت ألمانيا ستنفق تريليون دولار على الدفاع في العامين المقبلين، فإن الكثير من هذا المبلغ سيُخصص لأوكرانيا، أو سيكون بمثابة دعمٍ لها".