الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رحلة الصعود والهبوط.. إيلون ماسك يدفع ثمن اقترابه من ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجال الأعمال إيلون ماسك

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لم يكن إيلون ماسك يومًا شخصية عادية في مشهد التكنولوجيا العالمي، فقد جمع بين الابتكار والجدل، وبنى إمبراطورية جعلته أغنى رجل في العالم، إلا أن دخوله عالم السياسة واكتسابه نفوذًا في واشنطن وضعه في مواجهة اختبار جديد، كشف عن تآكل سريع في رصيده الشعبي.

تراجع شعبية ماسك

أفاد استطلاع للرأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بالتعاون مع مركز نورك لأبحاث الشؤون العامة، أن شعبية ماسك شهدت انخفاضًا ملحوظًا مع اتساع نفوذه في واشنطن، ووفقًا لنتائج الاستطلاع، فإن 33% فقط من البالغين الأمريكيين يحتفظون بنظرة إيجابية تجاه ماسك، مقارنةً بـ41% في ديسمبر الماضي.

وارتبط هذا التراجع بحملة ماسك الانتخابية إلى جانب الرئيس دونالد ترامب، حيث ظهر ماسك وهو يحمل منشارًا كهربائيًا، وينشر منشورات مثيرة للجدل في أوقات متأخرة من الليل، مرتديًا قبعة تحمل شعار حملة ترامب الانتخابية.

قال إرنست بيريرا، فني مختبر ديمقراطي يبلغ من العمر 27 عامًا من ولاية كارولينا الشمالية: "كان من المؤسف أن يُدمر سمعته، لقد انخدع بضجيجه".

الانسحاب المرتقب

أوضح الاستطلاع أن نحو ثلثي البالغين الأمريكيين يعتقدون أن ماسك مارس نفوذًا مفرطًا على الحكومة الفيدرالية خلال الأشهر الأخيرة، رغم أن هذا النفوذ قد يكون آخذًا في التراجع مع توقعات بقرب انسحابه من منصبه الإداري خلال الأسابيع المقبلة.

وفي الوقت ذاته، يرى نصف الأمريكيين أن ترامب بالغ في تقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية، مقابل ثلاثة من كل عشرة يعتقدون أنه يسير في الطريق الصحيح، فيما يريد 14% منه أن يذهب إلى أبعد من ذلك.

وعلقت سوزان وولف، متقاعدة تبلغ من العمر 75 عامًا من ولاية بنسلفانيا، قائلة: "لا أثق به. لا أظنه يعرف ما يفعله"، وأضافت: "يعتقد أن إدارة الحكومة مثل إدارة الأعمال التجارية، وهذا ليس صحيحًا؛ فإحداهما لمصلحة الشعب، والأخرى لمصلحة الشركات".

طموحات ماسك المتعثرة

ساهم "ماسك" في تنفيذ برنامج واسع النطاق لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية من خلال إنشاء ما يسمى بـ"وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE) — فكرة ابتكرها خلال حملة ترامب الانتخابية.

وقد أدى هذا البرنامج إلى فصل آلاف الموظفين الفيدراليين أو إجبارهم على الاستقالة، إضافة إلى إلغاء عقود وإيقاف عمل وكالات كاملة.

ومع أن "ماسك" نجح في تطبيق ما وصفه البعض بـ"العلاج بالصدمة" للإدارة الحكومية، إلا أنه فشل في تحقيق الأهداف المالية الكبرى، فبينما وعد بخفض الإنفاق بمقدار تريليون دولار، اضطر لاحقًا إلى خفض هدفه إلى 150 مليار دولار، وهو هدف بدا تحقيقه صعبًا، خاصة مع الاتهامات بأن وزارة DOGE بالغت في تقدير إنجازاتها.

العودة إلى "تسلا"

مع قرب انتهاء مهمته الحكومية، يستعد ماسك للتركيز من جديد على شركة تسلا، التي شهدت انخفاضًا حادًا في إيراداتها خلال فترة عمله مع ترامب، وأكد ماسك للمستثمرين خلال مؤتمر هاتفي حديث أنه، بعد استكمال مهامه الحكومية، سيخصص "يومًا أو يومين فقط أسبوعيًا للشؤون الحكومية".

وفي خضم انشغاله بالشأن العام، تحرك ماسك سياسيًا نحو اليمين المحافظ.

فبعدما كان يُعرف بدعمه لمكافحة تغير المناخ ودعمه لبعض المرشحين الديمقراطيين، بات اليوم ينتقد بشدة ما يسميه "فيروس العقل المستيقظ"، محذرًا من أن الهجرة غير الشرعية والإنفاق الحكومي المفرط يهددان بانهيار الحضارة الغربية.

انقسام سياسي

انعكست التغيرات السياسية في مواقف ماسك على تقييم الرأي العام له؛ إذ أظهر الاستطلاع أن نحو 2 من كل 10 من المستقلين، و1 من كل 10 من الديمقراطيين، ينظرون إلى ماسك بإيجابية، وبينما يحتفظ ماسك بشعبية أكبر بين الجمهوريين، حيث يحظى بتأييد نحو 7 من كل 10 منهم.

وبشأن نفوذه السياسي، فيرى نحو 7 من كل 10 مستقلين، ونحو 9 من كل 10 ديمقراطيين، أن ماسك يتمتع بنفوذ مفرط، مقابل 4 من كل 10 فقط من الجمهوريين الذين يشاركون هذا الرأي.

مؤيدون لماسك رغم الانتقادات

في المقابل، يجد ماسك دعمًا قويًا من أنصار الحزب الجمهوري، ووصف مارك كولينز، مدير مستودع يبلغ من العمر 67 عامًا من ميشيجان، ماسك قائلًا: "يدير سفينة جيدة ومحكمة، والحكومة بحاجة بالتأكيد إلى التشديد"، وأضاف: "إنه ينظف كل القمامة،أنا أحب ما يفعله".

وأظهر الاستطلاع أن الجمهوريين أقل قلقًا من التخفيضات الحكومية مقارنة بالديمقراطيين والمستقلين؛ إذ أعرب 11% فقط عن قلقهم البالغ أو العميق من تأثرهم بالتخفيضات، مقابل نحو ثلثي الديمقراطيين و44% من المستقلين.