أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة، أن الأمريكيين يميلون إلى رؤية أن الرئيس دونالد ترامب، خلال المائة يوم الأولى من حكمه، كان "يركز في الغالب على الأولويات الخاطئة".
وبحسب الاستطلاع، لا يبدو أن الجمهوريين أنفسهم مقتنعون بشكل كبير بأن اهتماماته "في المكان الصحيح"، كما لا يتفق الكثير من عامة الأمريكيين مع "الجهود العدوانية" التي يبذلها ترامب لتنفيذ أجندته بسرعة.
ويرى 4 من كل 10 أمريكيين أن أداء ترامب كان "سيئًا" منذ بداية ولايته الثانية، بينما يرى 1 من كل 10 أنه كان "ضعيفًا". في المقابل، يرى 3 من كل 10 أنه كان "رائعًا" أو "جيدًا"، وأقل بقليل من 2 من كل 10 يرون أنه كان "متوسطًا".
كما قال 7 من كل 10 أمريكيين ممن شملهم الاستطلاع، إن الأشهر القليلة الأولى من ولاية ترامب الثانية "كانت في معظمها كما توقعوا"، بينما يقول 3 من كل 10 فقط إن تصرفات الرئيس الجمهوري "كانت في معظمها غير متوقعة".
وفي كل الأحوال –كما أشار الاستطلاع– لا يعني هذا أن الجميع راضون عن كيفية سير الأشهر الأولى من العام الرئاسي الأول لفترة ترامب الثانية.
استياء وتأييد
يُظهر تقرير نتائج الاستطلاع أن الديمقراطيين أكثر استياءً من واقع ولاية ترامب الثانية مقارنةً بما كانوا عليه قبل إعادة تنصيبه في 20 يناير الماضي.
ويرى حوالي ثلاثة أرباع الديمقراطيين أن ترامب "يُركز على مواضيع خاطئة"، ويعتقد حوالي 7 من كل 10 أنه "كان رئيسًا سيئًا" حتى الآن، في زيادة عن نسبة استطلاع أُجري في يناير، حيث توقع حوالي 6 من كل 10 أنه سيكون "سيئًا".
كما أن الديمقراطيين لديهم نظرة أكثر تشاؤمًا للاقتصاد الأمريكي في الفترة المقبلة، مقارنةً بما كانت عليه قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ووجد الاستطلاع أن الغالبية العظمى من الديمقراطيين يعتقدون أن رئيسهم "بالغ في إجراءات ترحيل المهاجرين وفرض الرسوم الجمركية".
وحتى الجمهوريون، الذين يدعمون رئيسهم إلى حد كبير، بدا وكأنهم مترددون بشأن ما اختار التركيز عليه، حيث يرى 7 من كل 10 أنه كان -خلال الأيام المائة الأولى- رئيسًا "جيدًا" على الأقل، لكن حوالي النصف فقط يقولون إن "أولوياته صحيحة في الغالب حتى الآن"، بينما يقول حوالي الربع إنها كانت "مزيجًا متوازنًا"، وقال حوالي 1 من كل 10 إن أولويات ترامب "كانت خاطئة في الغالب".
مع هذا، بشكل عام، يوافق حوالي 4 من كل 10 ممن شاركوا في الاستطلاع على طريقة تعامل ترامب مع الرئاسة، وتُعدّ قضية الهجرة نقطة قوة نسبية للرئيس الجمهوري، حيث يوافق 46% من الأمريكيين على طريقة تعامله مع هذه القضية.
السعي والرضا
أظهر الاستطلاع مؤشرات على أن السياسة الخارجية الأمريكية والمفاوضات التجارية والاقتصاد قد تُشكّل إشكاليةً في سعي دونالد ترامب خلال السنوات القادمة لإثبات أن نهجه سيعود بالنفع على الولايات المتحدة.
ويأتي تأييد الأمريكيين -ممن شملهم الاستطلاع- لترامب في هذه القضايا أقل بكثير من تأييده لقضية الهجرة، فلا يوافق سوى 4 من كل 10 على طريقة تعامله مع كلٍّ منها، كما من غير المرجح أن يوافق الجمهوريون على نهج ترامب في التجارة والاقتصاد مقارنةً بقضية الهجرة.
هناك مؤشرات إضافية على أن بعض مؤيدي ترامب قد لا يكونون راضين عن أدائه حتى الآن، فقد انخفضت نسبة الجمهوريين الذين يقولون إنه كان رئيسًا "جيدًا" على الأقل بنحو 10 نقاط مئوية منذ يناير الماضي، عندما عاد إلى البيت الأبيض.
كما ازداد ميل الجمهوريين إلى وصف ترامب بأنه إما "سيئ" أو "فظيع"، مع أن 16% فقط وصفوا الأشهر القليلة الأولى من ولايته بهذه الطريقة لكن، رغم هذا، لا يزال ترامب يحظى بتأييد واسع من الجمهوريين.
ولدى 4 من كل 10 أمريكيين رأي إيجابي في ترامب، وهو ما يتوافق تقريبًا مع نسبة تأييده، أما بين الجمهوريين، فإن النسبة تكاد تكون ضعف ذلك، فحوالي 8 من كل 10 جمهوريين لديهم رأي إيجابي في الرئيس، ونسبة مماثلة تقريبًا توافق على طريقة إدارته للمؤسسات الأمريكية.