الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يمثل أزمة للإنجاب.. لهيب رسوم ترامب يصل للأطفال

  • مشاركة :
post-title
لهيب رسوم ترامب تصل للأطفال

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بينما تسعى الإدارة الأمريكية إلى تشجيع زيادة معدلات الإنجاب، يجد الآباء الأمريكيون الجدد أنفسهم أمام معضلة متفاقمة بعد ارتفاع أسعار مستلزمات الأطفال الأساسية بشكل حاد بفعل الرسوم الجمركية المفروضة.

وفي لحظة يُفترض أن تكون مفعمة بالفرح، تزداد الأعباء المالية على الأسر الشابة، ما يحوّل الاحتفاء بقدوم مولود جديد إلى عبء اقتصادي ثقيل، هذا الواقع، الذي يصفه قادة الصناعة بـ"ضريبة الأطفال"، يكشف عن تناقض صارخ بين السياسات المعلنة والآثار المترتبة عليها على الأرض.

أسعار مستلزمات الأطفال

ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن ارتفاع أسعار معدات الأطفال، مثل عربات الأطفال ومقاعد السيارات، بدأ يظهر بوضوح خلال الأسبوع الماضي، بزيادة متوسطة بلغت نحو 30%، بحسب إليزابيث ماهون، مؤسسة متجر "ثري ليتلز" المتخصص في مستلزمات الأطفال بواشنطن العاصمة.

وأكدت "ماهون" أن "الأسعار وصلت إلى السماء الآن"، مشيرة إلى توقعات باستمرار هذا الاتجاه التصاعدي خلال الأسابيع المقبلة، وأوضحت أن عربة الأطفال الشهيرة من طراز UPPAbaby، التي تعد واحدة من أكثر العربات شعبية في الولايات المتحدة، سيرتفع سعرها من 899 دولارًا إلى 1200 دولار بحلول أوائل مايو المقبل.

وقال ستيف دان، الرئيس التنفيذي لشركة "مونشكين"، لموقع "أكسيوس"، إن شركته ستفرض زيادات في الأسعار على نحو 90% من منتجاتها خلال 30 إلى 45 يومًا المقبلة، وتشمل هذه المنتجات أكواب الشرب والكراسي المرتفعة وغيرها من المستلزمات الأساسية للأطفال.

يُذكر أن نحو 97% من عربات الأطفال و87% من مقاعد السيارات يتم تصنيعها في الصين، وفقًا لمنصة تسجيل الأطفال الشهيرة "بيبي ليست"، ما يجعل هذه المنتجات عرضة بشكل خاص للرسوم الجمركية.

رسائل تحذيرية للمستهلكين

أعلنت شركة UPPAbaby الأسبوع الماضي عن نيتها رفع أسعار العديد من منتجاتها بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية، مؤكدة أنها حاولت امتصاص جزء كبير من هذه التكاليف، إلا أن استمرار التصعيد جعل الزيادة أمرًا لا مفر منه.

في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، طالبت منظمة "بيبي ليست" بـ"إعفاء فوري" من الرسوم الجمركية على منتجات الأطفال الأساسية، معتبرة أن هذه الرسوم تشكل فعليًا "ضريبة أطفال" تثقل كاهل الأسر الأمريكية.

وشاركت 13 شركة أخرى معروفة في مجال مستلزمات الأطفال، مثل UPPAbaby وMunchkin وFrida، في التوقيع على هذه الرسالة.

قالت ناتالي جوردون، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة "بيبي ليست"، وفق موقع "أكسيوس" إن جميع المستلزمات الأساسية، بدءًا من مقاعد السيارات إلى أسِرّة الأطفال، ستشهد زيادات في الأسعار عبر مختلف الفئات، وأشارت إلى أن الشركات الصغيرة باتت تتخذ قرارات يومية تفاعلية لمواجهة حالة عدم اليقين الناتجة عن تقلبات الرسوم الجمركية.

نداءات مباشرة لترامب

كتب ستيف دان، من شركة "مونشكين"، رسالتين إلى الرئيس دونالد ترامب هذا الشهر، طالب بإعفاء دائم لمنتجات الأطفال من الرسوم الجمركية، وأوضح "دان" أن "البنية التحتية أو قاعدة التصنيع داخل الولايات المتحدة لا تستطيع إنتاج ملايين المنتجات الصحية والحساسة للسلامة اللازمة للأطفال والأمهات"، مشيرًا إلى أن التصنيع المحلي سيضاعف تكلفة المنتجات على الأقل.

وأضاف دان لموقع "أكسيوس" أن ارتفاع تكاليف الغذاء والإسكان ورعاية الأطفال يدفع الأسر الشابة إلى تأجيل الإنجاب، وأن فرض رسوم جمركية إضافية على مستلزمات الأطفال لا يخفف العبء عن الأسر الأمريكية، بل يزيده.

على الرغم من محاولات إدارة ترامب تحفيز الزواج وزيادة الإنجاب، بما في ذلك بحث مقترحات مثل "مكافآت نقدية للأطفال"، إلا أن ارتفاع أسعار مستلزمات الأطفال يعاكس هذه الجهود بشكل مباشر.

وصرّحت "ماهون" بأن ارتفاع الأسعار قد يدفع بعض الأسر إلى شراء مستلزمات مستعملة أو منتهية الصلاحية، خاصة مقاعد السيارات، ما يشكّل خطرًا حقيقيًا على سلامة الأطفال، وأكدت أن "حتى مقاعد السيارات ذات الأسعار المعقولة ستصبح بعيدة عن متناول العديد من الأسر".