أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، أن العلم السوري يمثل "رمزًا للتغيير" بعد سنوات من الضحايا والمعاناة، بعد رفعه لعلم الجمهورية العربية السورية الجديد في مشهد تاريخي مؤثر، خفاقًا بين أعلام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إيذانًا بعهد جديد لسوريا بعد سنوات طويلة من الصراع والألم.
وأعلن "الشيباني"، في كلمة مؤثرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن سوريا بدأت أخيرًا تلتقط أنفاسها، بعد سقوط نظام الأسد، مشيرًا إلى عودة شخصيات من مختلف دول العالم وأبناء سوريا اللاجئين إلى وطنهم.
وأكد وزير الخارجية السوري، أنه يقف اليوم ممثلًا "لسوريا الجديدة" التي ستعمل "بلا كلل لتحقيق السلام والعدالة لكل متضرر من نظام الأسد البائد".
وكشف الشيباني عن تحولات جذرية تشهدها البلاد، إذ سمحت الحكومة الجديدة للمنظمات الدولية الكبرى بالوصول إلى الأراضي السورية، وهو ما كان محظورًا في السابق.
وأشار إلى تغير ملموس في الأجواء السورية، قائلًا: "الطائرات في سوريا أصبحت تلقي الزهور بدلًا من البراميل المتفجرة"، مؤكدًا على التصدي الحاسم لترويج المخدرات الذي كان يهدد المنطقة.
وعلى صعيد التعاون الدولي، أكد وزير الخارجية السوري التنسيق مع المجتمع الدولي لمواجهة التهديدات الإرهابية والتعاون الفعال لحل ملف الأسلحة الكيماوية، كما أشار إلى إخماد محاولات فلول النظام البائد لإشعال حرب أهلية جديدة من خلال "أحداث الساحل".
وفي سياق جهود بناء الدولة الجديدة، أعلن الشيباني عن توحيد الفصائل العسكرية وإنهاء "حقبة الفصائلية"، مؤكدًا قرب الإعلان عن هيئة للعدالة الانتقالية وهيئة للمفقودين.
كما سلط الضوء على التنوع الذي يميز سوريا، مؤكدًا أنها "ليست مقسمة إلى طوائف وأقليات"، مشيرًا إلى عودة بعض اليهود السوريين إلى بلادهم وتفقد معابدهم لأول مرة منذ عقود.
غير أن الشيباني لم يغفل التحديات التي تواجه سوريا، وأكد: "العقوبات تثقل كاهل بلدنا وتعوق تدفق رؤوس الأموال الضرورية لإنعاش الاقتصاد وتحقيق الاستقرار"، مطالبًا برفعها.
وفي ختام كلمته، تطرق الشيباني إلى التهديدات الإقليمية، واصفًا "الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا" بأنها "تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي"، ودعا المجتمع الدولي إلى "الضغط على إسرائيل لوقفها".
ولاقت كلمة وزير الخارجية والمغتربين السوري ترحيبًا واسعًا في أروقة الأمم المتحدة، واعتبرها العديد من المراقبين بمثابة صفحة جديدة تُطوى في تاريخ سوريا، وبداية لمرحلة التعافي والبناء نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
وعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم جلسته الشهرية حول الأوضاع في سوريا، التي شهدت لأول مرة ظهور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
ورفع الشيباني لأول مرة على الإطلاق علم بلاده الجديد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وهو أول ظهور علني لمسؤول حكومي سوري رفيع المستوى في الولايات المتحدة منذ سقوط الرئيس السابق، بشار الأسد، في ديسمبر الماضي.
وكان وفد من المسؤولين السوريين، ضم الوفد وزير الخارجية الشيباني، ووزير المالية محمد يسر برنية، ومحافظ البنك المركزي عبد القادر حصرية، سافر إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لحضور اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، واجتماعات الأمم المتحدة.
وتمثل هذه الزيارة أول مشاركة لمسؤولين سوريين رفيعي المستوى في اجتماعات صندوق النقد الدولي منذ أكثر من 20 عامًا.