وسط ترقب المشاركين في أسواق القمح إلى إمكانية إنقاذ اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا، اتفقت الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا، على خطة حركة سيجري تطبيقها، اليوم الإثنين، على 16 سفينة موجودة في المياه التركية، بعد يوم واحد من تعليق روسيا مشاركتها في مبادرة نقل الحبوب عبر البحر الأسود، التي سمحت بتصدير المواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية.
وقال مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، حيث يعمل موظفون من كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، إن الوفود الثلاثة اتفقت أيضًا على إجراء عمليات تفتيش لأربعين سفينة مغادرة.
وأضاف المركز -في بيان- أنه جرى إبلاغ الوفد الروسي بالخطتين، بحسب وكالة "رويترز".
تعليق الاتفاق
وأعلنت روسيا أمس الأول السبت، تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لتصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، وذلك في أعقاب هجمات على أسطولها في شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا.
وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية، أمس الأحد، إن 218 سفينة في المجمل "توقفت فعليًا" بسبب قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب.
وأوضحت الوزارة الأوكرانية -عبر تطبيق تيليجرام- أنه نظرًا لعدم الحصول على تصاريح من مركز التنسيق المشترك للعبور من خلال الممر الآمن فإن "218 سفينة... توقفت في مواقعها الحالية".
توقعات بارتفاع أسعار الحبوب
توقع محللون أن تقفز العقود الآجلة للقمح، اليوم الإثنين، إذ يجعل انسحاب روسيا من اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود الصادرات الأوكرانية في خطر، وفقا لـ"رويترز"، التي أكدت أن أسواق القمح حساسة للغاية إزاء أي تطورات منذ بدء الحرب الروسية- الأوكرانية قبل ثمانية أشهر، نظرًا لأن البلدين من بين أكبر مصدّري القمح في العالم.
وقالت كييف إن روسيا تختلق سببا لخروجٍ أعدت له مسبقًا من الاتفاق، بينما وجهت واشنطن اتهامًا لموسكو باستغلال الغذاء كسلاح.
وساهم إطلاق الممر الآمن -الذي أتاح شحن أكثر من تسعة ملايين طن من الحبوب وسلع البذور الزيتية من الموانئ الأوكرانية- في استقرار أسواق الحبوب، وكبح الأسعار حول العالم، بعدما وصلت لمستويات قياسية. ومن المرجح أن ينتهي هذا الهدوء النسبي عندما يبدأ أسبوع التداول على عقود القمح الآجلة في شيكاغو وباريس، وهما الأوسع نشاطًا في العالم.
تأثير تصاعدي
وقال آرثر بورتييه من شركة أجريتل الاستشارية، لـ"رويترز" إن إعلان روسيا سيكون له بالتأكيد تأثير تصاعدي، ومن المرجح أن تشهد بداية الأسبوع قفزات في الأسعار، "وذلك ببساطة لأن كميات أقل من الحبوب ستخرج من أوكرانيا"، فيما ذكر سمسار أوكراني للوكالة البريطانية أن شراء الحبوب للشحن من موانئ البحر الأسود في أوكرانيا توقف بعد قرار روسيا.
وأشار بورتييه إلى أن "المشكلة هي أن إمدادات القمح تتناقص في الدول المصدرة الرئيسية الأخرى"، وقال بورتييه: "انتهاء الاتفاق سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع الأسعار، وهذا يجعل الوضع سيئًا للغاية بالنسبة للمستوردين".
وقال كارلوس ميرا، رئيس أبحاث أسواق السلع الزراعية في "رابوبنك"، إن العقود الآجلة للقمح قد تقفز بما يتراوح بين خمسة وعشرة في المئة، لكن رد الفعل قد يتلاشى لأن انسحاب موسكو من الاتفاق كان متوقعًا إلى حد ما، فضلا عن نمو الصادرات الروسية.