تحوّل شاطئ أولجا شمالي إسرائيل إلى مسرح لذعرٍ جماعي، بعد أن باغتت سمكة قرش أحد السباحين في عرض البحر، في حادثة توصف بأنها من أندر الهجمات البحرية التي تشهدها المنطقة منذ إعلان دولة الاحتلال.
في لحظات قصيرة ومشحونة بالخوف، دوّى الصراخ من الشاطئ، بينما اختفى رجل في المياه الممزوجة بالدماء، وسط حالة من الذهول والترقّب لا تزال تُخيّم على السواحل الإسرائيلية.
حالة من الفوضى
أعلنت السلطات الإسرائيلية، أمس الاثنين، عن فقدان رجل بعد تعرّضه لهجوم نادر من سمكة قرش في البحر قبالة مدينة الخضيرة، الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترًا شمال تل أبيب.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الهجوم، الذي وقع بالقرب من شاطئ أولجا، أثار حالة من الفوضى والرعب في المكان، بعدما شهد عدد من رواد الشاطئ الواقعة بأعينهم، ووثقوها بمقاطع فيديو انتشرت بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر لحظات التخبط والصراخ بينما يُشاهد الرجل الضحية يواجه مصيره في عرض البحر.
في تصريح لموقع "يديعوت أحرونوت" العبري، قال إيليا موتاي، أحد شهود العيان: "كنت في المياه، ورأيت الدماء، وكان هناك صراخ رهيب"، المقطع المصوّر الذي نُشر عبر الإنترنت، يُظهر الضحية على بُعد مئات الأقدام من اليابسة، وهو يتخبط في المياه بينما يصرخ الموجودون على الشاطئ محاولين فهم ما يحدث وإنقاذه.
قروش "غير قاتلة"
تشتهر المياه المحاذية لمحطة أوروت رابين لتوليد الطاقة، وهي الأكبر في إسرائيل، بكونها موطنًا موسميًا لتجمّع أنواع محددة من أسماك القرش، مثل القروش الداكنة والرملية.
وتنجذب هذه القروش إلى المنطقة بسبب تدفق المياه الدافئة من المحطة إلى البحر، ما يخلق بيئة مثالية للأسماك الصغيرة التي تشكل غذاءها الأساسي، وعلى الرغم من اقتراب هذه القروش من السواحل في مثل هذا الوقت من العام، فإنها نادرًا ما تُشكل خطرًا على البشر.
وبحسب تقرير نشره موقع "واينت" العبري، فإن هجوم يوم الاثنين يُعد رابع حادثة موثقة لهجوم سمكة قرش في تاريخ إسرائيل، منذ إعلان قيام الدولة عام 1948، كما لم تُسجل أي هجمات قاتلة لأسماك القرش في المياه الإسرائيلية منذ ذلك الوقت.
غلق الشاطئ
في أعقاب الحادث، سارعت الشرطة الإسرائيلية إلى إغلاق شاطئ أولجا أمام الجمهور، فيما انطلقت فرق الإنقاذ والغطاسين في عمليات بحث مكثفة عن الرجل المفقود.
ولم يعلن حتى الآن عن هوية الضحية أو نتائج البحث، فيما لا تزال حالة من الترقّب تسيطر على المشهد البحري في شمال إسرائيل.
بينما لا تزال الأسباب المباشرة لهجوم القرش غير واضحة، يطرح الحدث أسئلة كثيرة حول تغير سلوك الحياة البحرية في سواحل إسرائيل، لا سيما مع التغيرات البيئية والمناخية وتأثيرات النشاط البشري، كالمحطات الصناعية التي تغيّر نمط تدفّق المياه وتجذب أنواعًا غير مألوفة من الكائنات البحرية.
ويُتوقع أن يُعيد هذا الحادث النادر فتح النقاش داخل الأوساط العلمية والبيئية حول التوازن الطبيعي في الساحل الإسرائيلي، وضرورة تحسين أنظمة الإنذار والمراقبة لحماية الزوار والسكان المحليين.