الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أسعاره قياسية وسط توترات اقتصادية.. بريق الذهب يسحق الدولار

  • مشاركة :
post-title
أسعار الذهب تصل إلى أرقام تاريخية وقياسية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والانخفاض الحاد في قيمة الدولار، وعودة المخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي، يواصل الذهب مسيرته الصعودية غير المسبوقة، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا تجاوز 3400 دولار للأوقية، ومؤكدًا مجددًا مكانته كملاذ آمن في أوقات الأزمات.

أعلى مستوى

قفز الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.7% ليصل إلى 3417.62 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما بلغت الأسعار ذروتها عند 3430.18 دولار في وقت سابق من جلسة الاثنين، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، وفق المجلس العالمي للذهب.

كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 2.9% لتغلق عند 3425.30 دولار للأوقية، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد حالة التوتر الجيوسياسي والاقتصادي على الساحة العالمية.

ضعف الدولار يعزّز الطلب

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا حادًا إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، في ظل تراجع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي. ويعود هذا التراجع جزئيًا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمال إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما زاد من المخاوف حول مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة.

هذا التراجع في العملة الأمريكية زاد من جاذبية الذهب للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، وهو ما ساهم في دفع الأسعار نحو مستويات غير مسبوقة.

التوترات التجارية

في سياق النزاع التجاري، اتهمت الصين واشنطن بـ"إساءة استخدام" الرسوم الجمركية، محذّرةً من مغبّة توقيع اتفاقات اقتصادية على حساب بكين، هذه التصريحات أضافت مزيدًا من الغموض إلى المشهد العالمي، مما جعل الذهب الوجهة الطبيعية للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار.

ونقلت "رويترز" عن ديفيد ميجر، مدير تداول المعادن في شركة "هاي ريدج فيوتشرز": "مع استمرار التوترات المتعلقة بالرسوم الجمركية في التصاعد، فإننا نواصل رؤية أسعار الذهب تتحرك صعودًا كاستجابة للطلب على الملاذات الآمنة".

وأضاف "ميجر" أن التراجعات المرحلية وجني الأرباح لن تغيّر من الاتجاه الصعودي العام للسوق، الذي لا يزال مرشحًا لتحقيق مزيد من المكاسب على المدى المتوسط.

700 دولار مكاسب

منذ بداية عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 700 دولار، بعد أن تجاوزت 3300 دولار يوم الأربعاء الماضي، ثم قفزت بأكثر من 100 دولار في غضون أيام قليلة فقط، واعتبر خبراء هذا الأداء انعكاسًا لموجة شراء قوية مدفوعة بعدم اليقين العالمي، والميل إلى التحوط في أوقات الاضطرابات.

وقال جيم ويكوف، المحلل الكبير في "كيتكو ميتالز": "هذه التحركات اليومية الكبيرة في سعر الذهب تمثل أحد المؤشرات المبكرة على أن هذا السوق الصاعد قد يكون بصدد بلوغ ذروته قريبًا، من حيث الوقت وليس السعر بالضرورة"، بحسب "رويترز".

أداء مختلط لباقي المعادن

في سوق المعادن الأخرى، شهدت الأسعار تقلبات طفيفة فالفضة استقرت في المعاملات الفورية عند 32.60 دولار للأوقية، والبلاتين تراجع بنسبة 0.6% ليصل إلى 961.61 دولار، والبلاديوم تراجع بنسبة 3% ليستقر عند 934.25 دولار.

وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي، لا يزال الغموض يخيّم على الأسواق العالمية في ظل تصاعد مخاوف الرسوم الجمركية، وضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية، واستمرار القيود المفروضة على تصدير الرقائق إلى الصين.

كان البنك المركزي الأوروبي خفّض أسعار الفائدة استجابة لمخاوف التباطؤ، في حين أظهر الاقتصاد الصيني مرونة نسبية في الربع الأول من العام.

وشهدت الأسهم العالمية تباينًا، حيث تراجعت مؤشرات ستاندرد آند بورز 500 وناسداك، بالتزامن مع انخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، وتراجع مؤشر الدولار إلى ما دون 100 نقطة، في إشارة إلى تراجع الثقة العامة في الأصول الأمريكية.

وسط ترقب التطورات الاقتصادية، تظل الأسواق في حالة ترقب، لاسيما في ظل استمرار محادثات التجارة مع اليابان، وتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، وحالة عدم اليقين حول مستقبل رئيس الاحتياطي الفيدرالي، فكل هذه العوامل تُعزّز الطلب على الذهب، وتُبقيه في مسار صعودي معقول، مع احتمالات قوية لمزيد من التقلبات في الأمد القريب.