على الرغم من الابتسامات في الصور، إلا أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبابا الفاتيكان الراحل فرنسيس، لم تكن على ما يرام، إذ اختلفا مرارًا وتكرارًا في العديد من القضايا، خلال فترة رئاسة ترامب الأولى وحتى خلال الفترة الرئاسية الحالية.
وتوفي بابا الفاتيكان، اليوم الاثنين، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد 12 عامًا في الفاتيكان، وطيلة الأشهر القليلة الماضية عانى من مشكلات تنفسية، استدعت بقاءه تحت الملاحظة الطبية المستمرة، إلى أن تعرض لأزمة مفاجئة أُدخل على أثرها المستشفى فبراير الماضي وتوفى لاحقًا.
بداية إيجابية
وسلّطت وسائل الإعلام الأمريكية على مقتطفات للعلاقة المتوترة بين دونالد ترامب وبابا الفاتيكان الراحل، على الرغم من اللقاءات وتبادل الهدايا، التي أفضت إلى نشر ترامب على موقع "تروث سوشيال" منشور من سطر واحد فقط كتب فيه "ارقد في سلام أيها البابا فرنسيس! باركه الله وكل من أحبه!".
وخلال الـ12 عامًا الماضية وقعت مواجهات بين ترامب والبابا فرنسيس مرارًا وتكرارًا، وفقًا لشبكة "إن بي أر"، حيث كانت بداية العلاقة بينها إيجابية، وبدأت بإشادة من ترامب للبابا الراحل في بداية توليه منصبه عام 2013، أي قبل عدة سنوات من وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
بناء الجدران
لكن سرعان ما ساءت الأمور بينما وظهرت للعلن، عندما انتقد فرنسيس حملة ترامب خلال انتخابات 2016 لبناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية، الذي شرع ترامب في بنائه فعلًا، ووصف الشخص الذي يفكر في بناء الجدران أينما كان لا يعد مسيحيًا.
كان رد ترامب معاديًا، والذي كان يسعى لكسب ود الملايين من الزعماء الجمهوريين والناخبين المسيحيين الإنجيليين، وأكد أن قيام زعيم ديني بالتشكيك في إيمان شخص ما هو أمر مخزٍ، مؤكدًا أنه إذا تعرض الفاتيكان لهجوم سيصلي البابا بأن يصبح ترامب رئيسًا حتى لا يحدث ذلك.
ابتسامات وخلافات
لكن لاحقًا وبعد فوز ترامب، أجرى الأخير زيارة إلى الفاتيكان برفقة زوجته في عام 2017، والتقى بالبابا هناك، وأظهرت الصور ابتسامات لترامب وزوجته، بينما كان الغضب ينتشر بشكل واضح على وجه الراحل، والتي انتشرت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
وبعد مرور ما يقرب من عقد من الزمان، وبحسب ما نشرت "نيوزويك"، ظهرت الخلافات بين الطرفين، في خضم حملة إدارة ترامب الثانية على الهجرة وسياسات الترحيل الجماعي للمهاجرين، ضمن سياسة ترامب، وأصدر البابا مرة أخرى توبيخًا علنيًا لسياسات الرئيس الأمريكي.
وفي رسالة عامة إلى الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة في فبراير الماضي، وصف بابا الفاتيكان برنامج الترحيل الجماعي بأنه "أزمة كبرى"، وأنها تضر بمن تركوا أراضيهم في الأساس لأسباب تتعلق بالفقر المدقع، أو انعدام الأمن، أو الاستغلال، أو الاضطهاد، أو التدهور الخطير للبيئة.