عثر فريق بحثي دولي على نقوش وزخارف مخفية في الموقع التقليدي الذي يُعتقد أنه شهد العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه في القدس، وذلك باستخدام تقنية التصوير متعدد الأطياف.
من بين أبرز الاكتشافات نقش أرمني "الميلاد 1300"، وهو مكتوب بالأسلوب الأرمني التقليدي، وشعار النبالة لإقليم شتايرمارك النمساوي، وشعار النبيل التيرولية تريسترام فون تويوفينباخ الذي حج إلى القدس عام 1436 برفقة الأرشيدوق فريدريش هابسبورج الذي أصبح لاحقًا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
ويثبت النقش الأرمني فرضية تفيد بزيارة الملك الأرمني هيثوم الثاني للقدس بعد معركة وادي الخزندار في ديسمبر 1299 م.
أما الشعارات النبالية فتكشف عن تاريخ الحجاج الأوروبيين الأثرياء والنبلاء الذين زاروا الموقع في العصور الوسطى.
وتُعد غرفة العشاء الأخير واحدة من أقدس المواقع المسيحية، حيث يُعتقد أن المسيح تناول فيها عشاء الفصح الأخير مع تلاميذه قبل صلبه وفقًا للعقيدة المسيحية.
وتشير البيانات الأثرية إلى أصل بيزنطي لهيكل المبنى الذي خضع لاحقًا لعمليات إعادة بناء متكررة، بما في ذلك خلال فترة الحروب الصليبية، وقد أجري البحث الحديث بالتعاون مع سلطة الآثار الإسرائيلية (IAA).
وتم الكشف عن هذه النقوش بعد مسح دقيق للجدران باستخدام تقنيات تصوير متطورة، ما يفتح الباب أمام اكتشافات أثرية جديدة في المستقبل.
ويُسلّط هذا الاكتشاف الضوء على التفاعل الثقافي والديني بين الأرمن والأوروبيين في القدس خلال العصور الوسطى، كما يُثبت أن الموقع كان مقصدًا للحجاج من مختلف الخلفيات لقرون طويلة.