الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الموت من كل اتجاه.. الحصار الإسرائيلي يخلق أزمة غير مسبوقة في غزة

  • مشاركة :
post-title
معاناة أهالي غزة بسبب نفاد الطعام

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تعيش غزة اليوم واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في تاريخها، إذ يدخل الحصار الإسرائيلي الكامل المفروض على القطاع أسبوعه الثامن، وسط تحذيرات من تفشي المجاعة وانهيار الخدمات الطبية والإنسانية. ومع تصاعد القصف واستمرار منع دخول المساعدات، يتعرّض سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى كارثة حقيقية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

حصار خانق

منذ 2 مارس المنقضي، وبعد انتهاء هدنة استمرت شهرين، قطعت إسرائيل الإمدادات الحيوية عن القطاع بشكل كامل، وأعادت القصف والعمليات البرية إلى مناطق سبق أن انسحبت منها، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وتقول الصحيفة البريطانية، إن تل أبيب بررت هذا الحصار بكونه أداة ضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن، لكنها نفت استخدام "المجاعة كسلاح"، وهو ما تعتبره منظمات دولية جريمة حرب إن ثبت.

إلا أن الواقع على الأرض يروي رواية مختلفة؛ فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1400%، وتوقفت 95% من المنظمات الإنسانية عن عملها بسبب الحصار والغارات الجوية، فيما لم يتبق من المساعدات التي تم تخزينها خلال الهدنة سوى الذكريات.

"الجوع سيقتلني، لا القنابل".. هكذا عبّر حكمت المصري، أكاديمي من بيت لاهيا، عن حاله: "أحيانًا أضطر إلى التنازل عن وجبتي الوحيدة لابني. الموت البطيء بالجوع أقسى من الصواريخ". ويُقدّر أن معظم الأطفال في غزة يحصلون الآن على أقل من وجبة واحدة في اليوم.

في الوقت ذاته، تُجبر أوامر الإخلاء الجديدة أكثر من 420 ألف شخص على النزوح مجددًا، ويتكدس النازحون في الشوارع أو في مبانٍ مدمرة مهددة بالانهيار، كما أفادت منسقة الطوارئ في "أطباء بلا حدود"، أماندي بازيرول.

استهداف المستشفيات والمناطق الإنسانية

تصاعدت المخاوف بعد استهداف مستشفيي "ناصر" و"الأهلي"، وتدمير أقسام حرجة فيهما، رغم وجود طواقم طبية دولية. الغارات، بحسب ادعاءات جيش الاحتلال، كانت موجهة لمسلحين من حماس، إلا أن العاملين الإنسانيين يعتبرون أن "قواعد الاشتباك تغيرت"، وأن وجودهم لم يعد يشكل رادعًا كافيًا للقصف.

وتقول مصادر طبية إن الإنذارات قبل القصف أصبحت نادرة، أو لا تتجاوز 20 دقيقة، وهي غير كافية لإخلاء المرضى، ما يزيد من المخاطر على المدنيين والطواقم على حد سواء.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن نحو 70% من مساحة القطاع أصبحت إما تحت أوامر الإخلاء أو ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك "منطقة أمان إنسانية" في رفح استُهدفت مؤخراً بغارة أودت بحياة 16 شخصًا.

القلق الأكبر لدى سكان غزة اليوم، كما عبّر عنه المصري، لا يتمثل فقط في القنابل، بل في المصير المجهول: "أفكر كل لحظة في ابني. كيف أطعم طفلًا في هذا الجحيم؟ لا أحد يستطيع تخيل مستوى المعاناة. الموت يحيط بنا من كل اتجاه".