شهدت مناطق عدة في الولايات المتحدة، أمس السبت، احتجاجات متفرقة على إجراءات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تقليص حجم الحكومة، والاقتصاد، وحقوق الإنسان، وقضايا أخرى.
وخرج معارضو إدارة الرئيس ترامب إلى شوارع المجتمعات الكبيرة والصغيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أمس السبت، منددين بما يرونه تهديدًا للمبادئ الديمقراطية للبلاد.
وتراوحت الفعاليات بين المظاهرات في وسط مانهاتن وأمام البيت الأبيض، ومظاهرة في ولاية ماساتشوستس، بمناسبة ذكرى بدء الحرب الثورية الأمريكية قبل 250 عامًا.
وتجمع عدد كبير من المحتجين بالقرب من البيت الأبيض، أمس السبت، للاحتجاج على أجندة الرئيس ترامب. وقال المشاركون في الاحتجاج، الذي أقيم في حديقة لافاييت سكوير بواشنطن العاصمة، لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، إن معاملة كيلمار أبريجو جارسيا، الذي تقول إدارة ترامب إنه تم ترحيله عن طريق الخطأ إلى السلفادور، كانت من بين القضايا التي دفعتهم للمشاركة في المظاهرة.
وفي مانهاتن، احتشد المتظاهرون ضد استمرار ترحيل المهاجرين على درجات مكتبة نيويورك العامة.
واستقطبت مظاهرتان مختلفتان في جورجيا، إحداهما أمام مبنى الكابيتول، أمس السبت، أعدادًا كبيرة من المتظاهرين. وسرد الحاضرون قائمة طويلة من الأسباب وراء المظاهرات، منها جهود الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، وجهود ترامب لإعادة هيكلة الحكومة.
وفي فيلادلفيا، تجمع أكثر من ألف شخص للانضمام إلى ما يُسمى باحتجاج "لا للملوك"، منددين بسياسات وأفعال البيت الأبيض التي يقولون إنها مناهضة للديمقراطية.
ونظمت الاحتجاجات الحركة المُسماة "50501"، التي خططت لأكثر من 700 مظاهرة وفعالية مجتمعية، جرت أمس السبت، من مدينة نيويورك إلى جاكسونفيل بولاية فلوريدا إلى لوس أنجلوس، كجزء من "يوم العمل" الوطني للاحتجاج على سياسات الرئيس دونالد ترامب.
ويصف المنظمون الحركة بأنها مجموعة متنوعة من الأمريكيين "الذين يدافعون عن الديمقراطية، ويقفون ضد الإجراءات الاستبدادية لإدارة ترامب".
وحركة "50501" حملة لامركزية انطلقت على موقع ريديت، واستمدت اسمها من دعوة، 5 فبراير 2025، لتنظيم "50 احتجاجًا في 50 ولاية خلال يوم واحد"، وأدى هذا الجهد إلى احتجاجات مناهضة لترامب في مباني عواصم الولايات بجميع أنحاء البلاد.
ووصف هانتر دان، المتحدث باسم الحركة "50501"، بأنها "حركة شعبية سلمية مؤيدة للديمقراطية والدستور، ومناهضة لتجاوزات السلطة التنفيذية".
وقال "دان"، إن حركة 50501 أرادت تمكين المنظمين المحليين من التخطيط للأحداث، التي تلبي احتياجات مجتمعهم في مواجهة سياسات الهجرة العدوانية، وعدم اليقين الاقتصادي الناجم عن التعريفات الجمركية الشاملة، وتقليص القوى العاملة الفيدرالية.
وغالبًا ما ركزت الاحتجاجات الجماهيرية، خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، مثل مسيرة النساء، على موضوع واحد، لكن المتظاهرين، أمس السبت، عبروا عن غضبهم إزاء مجموعة واسعة من القضايا.
وتشكل الاحتجاجات على مستوى الولايات المتحدة جزءًا من جهد بدأ في وقت سابق من أبريل الجاري، بسلسلة من مظاهرات "ارفعوا أيديكم" في جميع أنحاء البلاد.
وسعى المحتجون، أمس السبت، إلى الاستفادة من زخم مظاهرات "ارفعوا أيديكم"، التي اندلعت 5 أبريل 2025، واجتذبت الملايين في جميع أنحاء البلاد بأكبر احتجاج ليوم واحد، خلال فترة ولاية ترامب الثانية.
ورغم أن العديد من الفعاليات كانت احتجاجات تقليدية، إلا أن العديد منها كان يهدف أيضًا إلى توحيد المجتمعات المحلية من خلال أنشطة مثل حملات التبرع بالطعام. وكان أمس السبت يومًا للتحرك بين بنوك الطعام وحملات تنظيف الأحياء والمسيرات والمقاطعات.
وقال "دان"، إن "الهدف هو التأثير على المجتمع. نبحث عن سبل لتعزيز الروابط المجتمعية، وسبل لمساعدة جيراننا، وسبل لبناء دعم مجتمعي في مواجهة الأوقات الصعبة المقبلة".
وفي واشنطن العاصمة، استضاف منظمو 50501 حملة مساعدة متبادلة تحت عنوان "تغذية الحركة"، لتقديم الطعام ومنتجات الأطفال ولوازم النظافة في فرانكلين بارك.
وفي 5 أبريل، تظاهر معارضو ترامب وماسك، بجميع أنحاء الولايات المتحدة، احتجاجًا على إجراءات الإدارة بشأن تقليص حجم الحكومة، والاقتصاد، وحقوق الإنسان، وقضايا أخرى.
وخططت أكثر من 150 مجموعة، بما في ذلك منظمات الحقوق المدنية، والنقابات العمالية، والمحاربون القدامى، ونشطاء الانتخابات، لتنظيم أكثر من 1200 مظاهرة تحت شعار "ارفعوا أيديكم".
ويقول المنظمون إنهم يحتجون ضد ما يعتبرونه انتهاكات ترامب للحقوق المدنية والدستورية، بما في ذلك الجهود الرامية إلى ترحيل العشرات من المهاجرين وتقليص حجم الحكومة الفيدرالية، من خلال طرد الآلاف من الموظفين الحكوميين وإغلاق وكالات بأكملها.