الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حصد أفضل صورة في العالم.. كيف فقد الطفل الفلسطيني محمود كلتا ذراعيه؟

  • مشاركة :
post-title
صورة الطفل الفلسطيني محمود

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

من بين ما يقرب من 60 ألف صورة على مستوى العالم، حصد طفل فلسطيني فقد ذراعيه في قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة، على لقب أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2025، وهي الصورة التي تم وصفها بالهادئة، لكنها تتحدث بصوت عالٍ.

وتعرض الأطفال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، لواحدة من أكبر المآسي التي واجهها الأطفال حول العالم في التاريخ الحديث، إذ كشفت الأرقام عن أعداد هائلة من المتوفين والجرحى من الأطفال، خلال الأشهر الماضية، وبات آلاف آخرين في حكم الأيتام.

وفي نسختها الـ68، أجرت منظمة صور الصحافة العالمية مسابقة لأفضل صورة، عام 2025، إذ شارك في المسابقة 3.778 مصورًا صحفيًا من داخل 141 دولة، وقدموا 59.320 صورة مختلفة، بحسب شبكة إي بي سي نيوز أستراليا.

ومن آلاف الصور، تم صورة لصبي فلسطيني فقد ذراعيه نتيجة لهجوم إسرائيلي على غزة كأفضل صورة صحفية عالمية لهذا العام، وهي الصورة التي التقطتها المصورة الفلسطينية المقيمة في قطر سمر أبو العوف، لصحيفة نيويورك تايمز.

وتظهر الصورة الطفل الفلسطيني محمود عجور البالغ من العمر 9 سنوات، وقد فقد ذراعيه أسفل كل كتف مباشرة، وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة صور الصحافة العالمية، جومانا الزين خوري عنها: "هذه صورة هادئة تتحدث بصوت عالٍ".

محمود فقد ذراعيه خلال غارة جوية، مارس 2024

وفي بيانها أكدت منظمة صور الصحافة العالمية، أن الطفل أصيب في أثناء فراره من هجوم إسرائيلي، مارس 2024، بعد أن استدار ليحث عائلته على المضي قدمًا، إلا أن انفجارًا قويًا مفاجئًا أدى إلى قطع إحدى ذراعيه وتشويه الآخر.

وبحسب المنظمة، كان من أصعب الأمور التي شرحتها والدة الطفل محمود هي أول جملة قالها بعدما أدرك أنه فقد ذراعيه، إذ قال لها نصًا: "أمي.. كيف سأتمكن من معانقتك بعد الآن؟"، مشيرين إلى أن الصورة على الرغم من أنها تحكي قصة صبي واحد، إلا أنها في الحقيقة تحكي أيضًا قصة حرب أوسع نطاقًا سيكون لها تأثيرها لأجيال.

ومن جانبها؛ قالت رئيسة لجنة التحكيم لوسي كونتيسيلو، إن حياة هذا الصبي الصغير تستحق أن نفهمها، وهذه الصورة تفعل ما يمكن أن تفعله الصحافة التصويرية العظيمة، إذ وفرت الصورة نقطة دخول متعددة الطبقات إلى قصة معقدة للغاية، بل وأعطت حافزًا لإطالة النظر فيها من أجل استيعاب الأزمة العالمية التي يواجهها هؤلاء الأطفال.

وفي يونيو الماضي، أدرجت الأمم المتحدة، جيش الاحتلال الإسرائيلي، على قائمة الدول التي ترتكب انتهاكات ضد حقوق الأطفال خلال النزاعات، التي يطلق عليها قائمة العار، ووفقًا للتقرير ارتفعت الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة بنسبة 155%.

كما تم تسجيل 7837 انتهاكًا ضد 4247 طفلًا فلسطينيًا في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وأشار التقرير إلى أن تلك الانتهاكات ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون غير الشرعيين، وهو أمر تم وصفه بالصادم وغير المقبول.

وفي غزة، استشهد أكثر من 11500 فلسطيني تقل أعمارهم عن 18 عامًا، بينما أُصيب عدد أكبر بكثير، كما فقد نحو 24000 طفل أحد والديهم أو كليهما، بجانب 17.000 شخص منفصلون أو غير مصحوبين بذويهم.

وفي ظل الفشل المستمر في الاتفاق على وقف إطلاق النار، تشير التقديرات إلى أن طفلًا لا يزال يموت كل 15 دقيقة في غزة، وأن "أمين" تموتان كل ساعة، كما كان للحرب تأثير شديد على الصحة العقلية، لأكثر من مليون طفل في غزة، الذين أصبحوا يحتاجون إلى الدعم ضد القلق المستمر، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، والإصابة بنوبات من الذعر في كل مرة يسمعون فيها التفجيرات.