يعد الكاتب اللبناني محمد إقبال حرب من أبرز الأسماء في الساحة الأدبية العربية، حيث تميز بأسلوبه السردي العميق والمميز الذي يعكس فهمًا دقيقًا للواقع الاجتماعي والسياسي في لبنان والعالم العربي.
وعبر "حرب" في أعماله عن قضايا الإنسان والحريات الفردية، وعكس التوترات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع العربي، إذ تميزت رواياته ومقالاته بتناول قضايا الشأن العام بأسلوب فني راق، حيث يمزج بين الأدب والفكر الفلسفي.
وخلال لقائه في برنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، كشف الكاتب والأديب محمد إقبال عن محطات حياته المتعددة، من دراسته لإدارة الرعاية الصحية، إلى خوضه في عوالم الدراسات الدينية والثقافية.
وأكد حرب أن هذا التنوع لم يكن انتقالا بين تخصصات، بل كان رحلة إنسانية نحو التوازن بين الجسد والروح، بين العلم والإيمان، معتبرًا أن هذا التكامل جعل منه كاتبًا أكثر شمولية ورؤية.
وأشار إلى أن "الكاتب الذي لا ينهل من مشاكل أمته، لا يجدر به أن يكتب، الكتابة موقف قبل أن تكون موهبة".
وفيما يخص دراسته لصراع الحضارات، أوضح "حرب" أنه لا يؤمن بهذه النظرية التي يراها "مقدمة للانقسام والتدمير"، مشيرًا إلى أن التلاقح الحضاري، لا التناحر، هو ما يصنع مستقبل الشعوب، واستشهد بكلمات المؤرخ الإنجليزي أرنولد توينبي: "الحضارات لا تموت بانتصار آخر عليها، بل عندما تفقد روحها الإبداعية".
أما عن أعماله الأدبية، وتميزها بالعناوين الجريئة واللافتة لرواياته: "الملعون المقدس"، "العرّافة ذات المنقار الأسود"، "الفكر عورة"، أكد حرب أن العنوان هو "العتبة الأولى" التي تدفع القارئ إلى استكشاف العالم السردي، وهو أداة فكرية وجمالية في آنٍ معًا، مضيفًا: "أحيانًا يكون اختيار العنوان أصعب من كتابة الرواية نفسها"
وعن روايته "العرّافة ذات المنقار الأسود" التي تناولت رمزيًا قضايا القتل والحروب والهيمنة، أوضح أنها رواية "تؤنسن الحيوان"، كتبها قبل نحو ثماني سنوات وصدرَت قبل عامين، تتحدث الرواية على لسان “الدجاج” لتصوّر صراعًا يعكس واقع المنطقة العربية من زمن الاستعمار حتى اليوم.
وقال حرب: "كتبتُ عن كيف تتكالب الأمم، كيف يخون أفراد المجتمع بعضهم، كيف تُسرق الثروات ويُدهس الضعفاء، وكم يبدو الواقع أكثر عنفًا حين يُروى بلسان البراءة".