الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جسر بين أمريكا وأوروبا.. ما الذي تستطيع ميلوني تحقيقه خلال لقاء ترامب؟

  • مشاركة :
post-title
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وترامب في لقاء سابق

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

مع توجه رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية، جورجيا ميلوني، إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ينظر الاتحاد الأوروبي إلى ما يمكن أن تحققه، في نزاع الرسوم الجمركية.

ومن المقرر أن يركز اللقاء بشكل خاص على النزاع الجمركي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي خفّت حدة التوترات بعض الشيء منذ الإعلان عن الزيارة بعد أن أوقف الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية انتقامية على الصلب والألومنيوم عقب إعلان ترامب تعليق فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على الاتحاد الأوروبي لمدة 90 يومًا.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن تعليق الرسوم الجمركية يمنح المفاوضات مع الولايات المتحدة فرصة أخرى، ورغم الانفراج الحالي، تتوقع تيريزا كوراتيلا، نائبة رئيس مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما، أن يظل الهدف الرئيسي لميلوني هو التفاوض على التعريفات الجمركية.

وتتوقع كوراتيلا، وكذلك ليو جوريتي، رئيس برنامج السياسة الخارجية الإيطالية في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية، أن تحاول ميلوني استخدام علاقتها الجيدة الواضحة مع ترامب لإيجاد حل للصراع الجمركي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

كانت ميلوني رئيسة الحكومة الأوروبية الوحيدة التي حضرت حفل تنصيب ترامب في يناير الماضي، حظيت بإشادة من الرئيس الجمهوري التي وصفها بأنها "امرأة رائعة".

وفي الأشهر الأخيرة، أكدت مصادر إيطالية مرارًا وتكرارًا أن الحكومة الإيطالية تريد أن تكون بمثابة "جسر" بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ما هو نهج ميلوني؟

قبل رحلتها، صرّحت ميلوني لقادة الأعمال بدعمها لمقترح المفوضية الأوروبية بإلغاء الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنها ستتمسك بهذا الموقف خلال زيارتها لواشنطن.

وأيدت ميلوني، رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين في كثير من الأحيان اتفاقية التعريفات الجمركية الصفرية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومع ذلك، يصف جوريتي نهج ميلوني تجاه الولايات المتحدة بأنه "مقامرة".

وقال جوريتي "مهما كانت ميلوني قريبة أيديولوجيًا من ترامب، فإنها لا تستطيع التحالف مع الولايات المتحدة ضد بروكسل، وأن إيطاليا لا تستطيع تحمل الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وخاصة من الناحية الاقتصادية".

وتتعرض ميلوني، الذي يرأس حزب "فراتيلي دي إيطاليا" اليميني، لضغوط من المصالح الاقتصادية المحلية، في عام 2024، حققت إيطاليا فائضًا يقارب 40 مليار يورو (45.5 مليار دولار) في تجارة السلع مع الولايات المتحدة، وهو ثالث أعلى فائض في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا وأيرلندا، ويذهب ما مجموعه 10 ٪ من إجمالي الصادرات الإيطالية إلى الولايات المتحدة.

ولا تزال لسوق الأميركية أقل أهمية بكثير بالنسبة للاقتصاد الإيطالي مقارنة بالسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي.

وأكدت بروكسل مرارًا وتكرارًا أن التفاوض بشأن التعريفات الجمركية هو في الأساس مسؤولية المفوضية الأوروبية، وصرحت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، أريانا بوديستا، بأنه في ضوء الزيارة المرتقبة، جرى اتصال خلال الأيام الأخيرة بين رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني.

ومن المقرر إجراء المزيد من الاتصالات قبل مغادرة ميلوني، ووصفت بوديستا جهودها بأنها "مرحب بها للغاية ومنسقة بشكل وثيق".

زار مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، واشنطن هذا الأسبوع، وبعد الاجتماع، أكد سيفكوفيتش.

ماذا يمكن لميلوني تحقيقه؟

يعتقد رئيس برنامج السياسة الخارجية الإيطالية في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية، أن الكثير بالنسبة للاتحاد الأوروبي سيعتمد على موقف ميلوني في واشنطن. ويشير إلى أنها تتأرجح بين مناصرة سياسة الإعفاء من الرسوم الجمركية وانتقاد الاتحاد الأوروبي.

وإذا التزمت بخط التعريفة الجمركية الصفرية، فسوف يلقى هذا ترحيبًا حارًا في بروكسل ومن جانب الدول الأعضاء الأخرى.

ومن ناحية أخرى، إذا انتقدت الاتحاد الأوروبي وحولت تركيز المناقشة إلى قضايا داخلية، مثل البيروقراطية المفرطة والتنظيم المفرط، فسوف ترسل إشارة سلبية إلى بروكسل.

ويشكك جوريتي في قدرة ميلوني على تحقيق أي نتائج ملموسة في واشنطن، لكنه يعتقد أن إحدى النتائج المحتملة قد تكون بيانًا يشير إلى سوق عبر الأطلسي مشتركة.