على الرغم من تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن فريقه للأمن القومي، منقسم حول أفضل السبل لتحقيق ذلك، وفقًا لموقع "أكسيوس".
وبين إرسال ترامب مفاوضيه لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع إيران، وكذلك قاذفات بي-2 وحاملات طائرات للخطة البديلة، يبقى المسؤولون في إدارته منقسمين حول المسار الأنسب لنجاح المفاوضات، لكنهم يتفقون، في الوقت نفسه، على أنه بدون اتفاق ستكون هناك حرب على الأرجح.
قيد التشاور
صرّح مسؤول أمريكي مطلع على المناقشات الداخلية لموقع "أكسيوس" بأن "سياسة إيران ليست واضحة تمامًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنها لا تزال قيد الدراسة" مضيفا: "إنها معقدة لأنها قضية ذات طابع سياسي مشحون للغاية".
وعقد ترامب اجتماعًا في غرفة العمليات مع كبار مستشاريه أول أمس الاثنين، ضم مسؤولين من كلا الجانبين في الخلاف السياسي. وقال المسؤول الأمريكي: "هناك مناهج مختلفة، لكن الناس لا يصرخون في وجه بعضهم البعض".
وصرّحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، لموقع "أكسيوس": "يفخر ترامب بوجود فريق لديه آراء مختلفة وهو يستمع إلى الجميع، ثم يتخذ القرار الذي يراه في مصلحة الشعب الأمريكي".
خوف من الهجوم
ويعتقد المعسكر الذي يقوده نائب الرئيس جيه دي فانس بشكل غير رسمي، أن الحل الدبلوماسي هو الأفضل والممكن، وأن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات لتحقيقه.
يضم هذا المعسكر أيضًا مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف -الذي مثّل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية السبت الماضي في عُمان- ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث. كما يحظى بدعم خارجي من تاكر كارلسون، المؤثر في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" والمتحدث باسم ترامب.
يشعر هذا المعسكر بالقلق من ضرب المنشآت النووية الإيرانية الذي قد يعرّض الجنود الأمريكيين في المنطقة للخطر عندما ترد طهران، كما يرون أن أي صراع جديد في المنطقة سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط في وقت حساس للاقتصاد الأمريكي.
الحل في الهجوم
في المقابل، يقول مسؤولون أمريكيون إن المعسكر الآخر، الذي يضم مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو، يُبدي شكوكًا شديدة تجاه إيران، ويشكك بشدة في فرص التوصل إلى اتفاق يُقلص برنامجها النووي بشكل كبير.
ويُشاركه هذا الرأي أعضاء مجلس شيوخ مقربون من ترامب، مثل ليندسي جراهام (جمهوري، كارولاينا الجنوبية) وتوم كوتون (جمهوري، أركنساس).
ويعتقد هذا المعسكر أن إيران أضعف من أي وقت مضى، لذلك ينبغي على الولايات المتحدة ألا تُقدم تنازلات، بل تُصر على أن تُفكك طهران برنامجها النووي بالكامل، وعليها إما توجيه ضربة مباشرة لإيران أو دعم ضربة إسرائيلية إذا لم تفعل.
ويدفع باتجاه هذا النهج أيضًا عدد من أبرز أنصار سياسة التشدد مع إيران، مثل مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
خطة أوباما
وصرّح مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لـ"أكسيوس" قائلًا: "وصف الرئيس ذات مرة اتفاق أوباما لعام 2015 بأنه معيبٌ للغاية. والسؤال الآن هو ما إذا كان لا يزال يُصدق ذلك"، مُحذرًا "من قبول اتفاق أوباما المُعاد التفاوض عليه".
في عام 2015، توصلت القوى الدولية (الصين، روسيا، أمريكا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا) وإيران إلى اتفاق في المحادثات التي وقعت في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني وشملت تقليص النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها. وقد أعلن رسمًيا عن الاتفاق.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنذاك: "إن الاتفاق يقطع أي طريق أمام إيران للحصول على أسلحة نووية". فيما وصفه الرئيس الإيراني، حينذاك، حسن روحاني، بأنه يفتح "فصلا جديا" في علاقات إيران مع العالم.
كانت المحادثة التي استمرت 45 دقيقة بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عُمان السبت الماضي هي أرفع مشاركة بين الولايات المتحدة وإيران منذ إدارة أوباما.
وكان لقاءً متوترًا للغاية، نظرًا لأن ترامب هو من انسحب من اتفاق أوباما. والآن، يريد الرئيس الأمريكي التوصل إلى اتفاق نووي، وأن يتم ذلك بسرعة. وقد منح إيران مهلة شهرين لتوقيع الاتفاق - دون تحديد موعد بدء العد التنازلي.