الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحكم بعد المشاهدة.. إعادة إحياء كلاسيكيات السينما المصرية في ميزان النقاد

  • مشاركة :
post-title
الزعيم عادل إمام ونجله محمد إمام

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

يبدو أن الحنين إلى الماضي أصبح أحد أبرز ملامح المشهد الفني المصري في السنوات الأخيرة، بعدما اتجه عدد من الفنانين وصنّاع الدراما إلى إعادة تقديم أعمال سينمائية شهيرة، تركت بصمتها في تاريخ الفن العربي، وبرزت في هذه الموجة أعمال جسّدها كبار نجوم الزمن الجميل، ليعيد تقديمها جيل جديد، قد توجد علاقة بينهم مع صنّاع الأعمال القديمة أو إعجاب فني عميق.

بعد 51 عامًا من عرض فيلم "البحث عن فضيحة" الذي قام ببطولته عادل إمام وميرفت أمين وسمير صبري، يعود هذا العمل إلى الشاشة مرة أخرى، لكن في شكل جديد، حيث يتولى رامي إمام، نجل الفنان المصري الكبير، إخراج النسخة الجديدة، ببطولة الفنان هشام ماجد والفنانة هنا الزاهد. هذا التوجه يأتي في إطار إعادة صياغة الأعمال الشهيرة لتلائم ذائقة الجمهور المعاصر.

وقبل ذلك يستعد فريق عمل فيلم "شمس الزناتي" لاستئناف تصوير المشاهد المتبقية من نسخته الجديدة في شهر يونيو المقبل، تمهيدًا لعرضه في دور السينما. الفيلم من إخراج عمرو سلامة، ويشارك في بطولته محمد إمام، وأسماء جلال، ومصطفى غريب، ونخبة من النجوم، ويُعد من الأعمال الكبيرة والمعقدة نظرًا لتعدد مواقع التصوير وكثرة النجوم المشاركين فيه، ما يتطلب وقتًا كافيًا للتحضير على أعلى مستوى.

في السياق نفسه، تحمس الفنان عمر متولي، نجل الفنان الراحل مصطفى متولي، لتقديم نسخة درامية من العمل نفسه، عبر عمل جديد من تأليف الكاتب محمد صلاح العزب. وكشف "العزب"، في تصريحات سابقة لموقع "القاهرة الإخبارية"، كواليس المشروع قائلًا: "حلم قديم راود نجل الفنان المصري الراحل مصطفى متولي بتقديم شخصية سيد سبرتو، التي جسّدها والده ضمن أحداث الفيلم".

وأضاف العزب: "عمر متولي كان يحلم منذ أن كان عمره 8 سنوات بتقديم الشخصية، وعندما تحدث معي عنها تحمست جدًا للفكرة، وكنت في حيرة ما بين تقديمها كفيلم أو مسلسل، لكنني وجدت أن الأنسب تقديمها كمسلسل، خاصة بعد أن فاجأني عمر بجلسة تصوير ارتدى فيها نفس ملابس "سيد سبرتو" ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت تفاعلًا كبيرًا، ما حمّسنا للعمل على المشروع".

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إعادة تقديم أعمال من كلاسيكيات السينما المصرية في شكل مسلسلات درامية، إذ شهدت السنوات الماضية العديد من النماذج البارزة، بدءًا من تحويل ثلاثية نجيب محفوظ "بين القصرين" إلى مسلسل عام 1987، مرورًا بأعمال مثل "نحن لا نزرع الشوك" و"رد قلبي" عام 1998، وتعود الظاهرة بقوة عام 2010 من خلال مسلسلي "العار" و"الباطنية"، ثم توالت الأعمال مثل "سمارة" عام 2011، و"الإخوة أعداء" عام 2012، و"الزوجة الثانية" عام 2013، وصولًا إلى "الكيف" و"لا تطفئ الشمس"، وهو ما يؤكد استمرار استلهام الدراما من كنوز الشاشة الفضية وإعادة إحيائها بروح معاصرة، بينما في السينما قُدّم عام 2023 فيلم "أنف وثلاث عيون" الذي يعود أصله لعام 1972.

في رمضان الماضي، أعادت الفنانة غادة عبد الرازق تقديم مسلسل "شباب امرأة"، بعد مرور أكثر من 69 عامًا على عرض الفيلم الأصلي الذي لعبت بطولته الفنانة تحية كاريوكا والنجم شكري سرحان عام 1956. وعلى الرغم من أهمية الفيلم الأصلية ومكانته الكبيرة في ذاكرة الجمهور العربي، فإن المسلسل الجديد لم يحقق النجاح المرجو، وتسبب في صدمة للعديد من المشاهدين، بحسب ما أكدته الناقدة ماجدة موريس لموقع "القاهرة الإخبارية"، مشيرة إلى أن "المسلسل لم يحبه كثير من الأشخاص ولم يبتهجوا به، وصاحبه انتقادات واسعة وحادة، وبالتالي لم يكن بحجم التوقعات".

وفي قراءة نقدية لهذه الظاهرة، قالت الناقدة ماجدة موريس: "إعادة فيلم وتقديم نسخة جديدة منه لا تمثل فكرة مهمة بالنسبة للفنانين، ولكن لها خصوصيتها، نرى أن فيلمين يعاد تقديمهما من قبل أولاد عادل إمام، وهما رامي ومحمد، ولا نستطيع لومهما لأنهما أبناء هذا الممثل الملقب بالزعيم، وكلنا نحبه، ولديه أكبر عدد من الجمهور في العالم العربي، ودخل كل بيت عربي، واستعادة بعض أعماله من جديد، من المؤكد أن قصتها سيكون لها صلة بالواقع الذي نعيشه، ولا يمكن أن نحكم على العمل إلا بعد مشاهدته".

أما الناقد الفني طارق الشناوي، فرأى أن إعادة تقديم الأعمال الفنية التي شاهدها الناس سابقًا ليست إشكالية في حد ذاتها، وقال لموقع "القاهرة الإخبارية": "لا توجد أدنى مشكلة في تقديم أعمال فنية سبق أن شاهدها الناس، والحكم يكون بعد المشاهدة. لم تكن هناك مشكلة في أن تعيد غادة عبد الرازق فيلم "شباب امرأة" في مسلسل، ولكن بعد أن قدمته وجدناه رديئًا".

وأوضح الشناوي: "من الناحية النظرية، لا يمكن لشخص أن يصادر حق أحد في إعادة تقديم أغنية أو مسرحية أو فيلم، فكل ذلك مسموح نظريًا، ولكن التجربة أثبتت أن كل الأعمال التي يعاد تقديمها فشلت، ولكن هذا لا يعني أن نغلق الباب أمام المحاولة".

وفيما يتعلق بإعادة تقديم أعمال الزعيم عادل إمام، أضاف الشناوي: "عادل إمام في الذاكرة الجمعية العربية، فهو فنان استثنائي، ولذلك منح لقب زعيم الوطن العربي، أعماله محط ترقب وانتظار من الجمهور، وإعادة أعماله مغرية لأي فنان، وليست حكرًا على أولاده فقط".