الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شيرين سيف النصر.. حضور لافت وغياب هادئ

  • مشاركة :
post-title
شيرين سيف النصر

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

لم تكن شيرين سيف النصر مجرد ممثلة بل حالة فنية خاصة تجمع بين الرقي الطبيعي والبساطة، ولم تطرق أبواب الشهرة، بل جاءت الشهرة تطلبها، إذ بدأت رحلتها الفنية بمحض الصدفة، لكنها سرعان ما تحولت إلى نجمة تتهافت عليها الأعمال المهمة، وتقف أمام كبار نجوم جيلها.

شيرين سيف النصر لم تكن فقط وجهًا جميلًا على الشاشة، بل كانت انعكاسًا لمرحلة كاملة من الدراما المصرية، ورغم أن الزمن أخذها بعيدًا عن الأضواء، إلا أن ملامحها لا تزال تضيء كل مشهد أعادها إلى الذاكرة.

ولدت شيرين - التي تحل الذكرى الأولى لرحيلها اليوم - 27 نوفمبر 1967، لأب مصري هو الصحفي إلهام سيف النصر وأم فلسطينية من عائلة هاشم العريقة في القدس، ولم تخطط للتمثيل، بل جاءت الصدفة لتغير مسار حياتها، حين اكتشفها المخرج يوسف فرنسيس في أثناء عمله بالسفارة المصرية في فرنسا، فكانت أولى خطواتها عام 1986 من خلال ألف ليلة وليلة.

منذ ظهورها الأول، لفتت الأنظار بحضورها المميز، وشاركت في أعمال شكلت جزءًا من الذاكرة الفنية لجمهور التسعينيات، مثل من الذي لا يحب فاطمة، المال والبنون 2، النوم في العسل، سواق الهانم، وأمير الظلام، وكانت تؤكد في لقاءاتها أن بعض المشاهد، كما في سواق الهانم، صورت داخل منزلها، في إشارة لعلاقتها الخاصة بأعمالها.

وتزوجت شيرين 3 مرات، أولها من رجل الأعمال السعودي عبدالعزيز الإبراهيم، ثم من الفنان مدحت صالح، أما زيجتها الثالثة فكانت من الطبيب رائف الفقي، وانتهت سريعًا، ورغم الشائعات الكثيرة التي لاحقتها، نفت معظمها، وقالت إن بعضها أنهكها نفسيًا وجعلها تختار الانسحاب من الساحة الفنية.

ومع بداية الألفينيات، قررت شيرين اعتزال الفن والاختفاء عن الأضواء، مُفضلة حياة هادئة بين الكتب والروايات والمسلسلات، بعيدة عن صخب الظهور، ورغم تلقيها عروضًا للعودة إلا أنها كانت تؤكد أن العودة مرهونة بعمل فني يليق بما قدمته سابقًا.

وكشفت في أحد لقاءاتها أن فقدان والدتها شكل نقطة تحول قاسية في حياتها، جعلها تشعر بأن الزمن توقف، وأن ارتباطها بالوسط الفني انقطع تمامًا بعد هذه الخسارة، لكن رغم ذلك، كانت تتلقى رسائل الحب من الجمهور باستمرار، خاصة عن دورها في "من الذي لا يحب فاطمة"، الذي اعتبرته الأقرب إلى قلبها.

ولم تسلم شيرين من الشائعات حتى في غيابها الطويل، سواء عن مرضها أو وفاتها، وكانت تتعامل معها بهدوء، مطالبة وسائل الإعلام بتحري الدقة، ومن أكثر ما شغل الجمهور، ما أشيع عن قصة حب جمعتها بالنجم الراحل أحمد زكي، وتحدثت عنها لاحقًا بكل ود، مؤكدة أن ما جمعهما هو الصداقة القوية والدعم الإنساني، قائلة: "ما زعلتش من الشائعة، لأنها على راجل باحترمه وأحبه".

و"عندما رحلت طلبت أن تدفن بهدوء دون عزاء، وكان لها ما أرادت، اقتصر وداعها على الصلاة والدفن بمقابر العائلة، لكن أثرها لم يكن قابلًا للغياب، فقد بقيت حاضرة في مشاهد درامية كثيرة، وبصوت جمهور لا يزال يردد أدوارها بإعجاب، ويستعيد ملامحها كلما عرض عمل من أعمالها".