الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شباب السينما المصرية يسطرون واقعا جديدا في المهرجانات الدولية

  • مشاركة :
post-title
صناع فيلم "ضي.. سيرة أهل الضي"

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

تشهد الساحة الفنية المصرية حراكًا لافتًا يقوده جيل جديد من الشباب المبدعين الذين استطاعوا، خلال الفترة الأخيرة، أن يثبتوا جدارتهم في محافل دولية مرموقة، ليس فقط كمخرجين ومؤلفين، بل أيضًا كفنانين يسعون إلى تقديم محتوى إبداعي وفكر متجدد يعكس رؤى معاصرة وهموم محلية بطابع عالمي، ورغم التحديات التي تواجههم على مستوى السوق وتقبل الجمهور، نجح هؤلاء الفنانون في نيل إعجاب النقاد والمؤسسات السينمائية الدولية، ما يؤكد وجود تحولات نوعية تشهدها السينما المستقلة في مصر.

"ضي.. سيرة أهل الضي" 

من أبرز النماذج اللافتة أخيرًا، فيلم "ضي.. سيرة أهل الضي" الذي اختارته إدارة مهرجان "هوليوود للفيلم العربي" ليكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة المقامة في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة من 9 إلى 13 أبريل. وكان العمل قد عُرض للمرة الأولى خلال افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي، كما شارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي، في قسم "أجيال – Generation".

الفيلم من تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي، الذي عبّر عن امتنانه العميق لفريق العمل، وللدعم الكبير الذي قدمته له زوجته، معتبرًا إياها أحد العوامل الحاسمة في تحقيق هذا النجاح.

فيلم ضي.. سيرة أهل الضي
العودة إلى "كان" بعد غياب

تزامن هذا النجاح مع لحظة فارقة تعيشها السينما المصرية، مع عودتها إلى المسابقة الرسمية بمهرجان "كان" السينمائي بعد غياب دام عقدًا من الزمن، من خلال الفيلم الروائي "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج مراد مصطفى، الذي ينافس ضمن مسابقة "نظرة ما".

ورغم أن هذه المشاركة تمثل الظهور الثاني للمخرج في "كان"، بعد فيلمه القصير "عيسى" الذي عُرض ضمن أسبوع النقاد العام الماضي، فإنها تعد عودة قوية منذ آخر تمثيل رسمي لمصر في المهرجان من خلال فيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب عام 2016.

المخرج المصري مراد مصطفى
نجاح تجاري لافت

في سياق موازٍ، يُعد فيلم "رفعت عيني للسما" علامة بارزة على ازدهار السينما المستقلة، إذ بدأ عرضه التجاري في مصر محققًا نجاحًا ملحوظًا، حيث تجاوزت إيراداته 215 ألف جنيه في 17 يومًا فقط. وكان الفيلم قد نال "العين الذهبية" لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان "كان"، إلى جانب جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الجونة السينمائي، ما يعكس تزايد اهتمام الجمهور بهذا النوع من الأعمال وتنامي قدرته على جذب المشاهدين رغم المنافسة الشديدة من الإنتاجات التجارية الكبرى.

"رامبو".. حلم يتحقق

من بين التجارب اللافتة أيضًا، فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"، الذي استغرق العمل عليه قرابة ثماني سنوات قبل أن يرى النور وعُرض ضمن أفلام النسخة الـ81 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. وقد تنقل الفيلم بعد ذلك بين عدة مهرجانات مهمة، منها مهرجان بروكسل للسينما المتوسطية، وأيام قرطاج السينمائية في تونس، مؤكدًا الإصرار والالتزام الذي يتمتع به صنّاع السينما من الشباب المصري.

صناع فيلم رامبو
دعم السينما المستقلة

رغم هذه النجاحات المتتالية، لا تزال السينما المستقلة في مصر تواجه العديد من التحديات. وفي هذا السياق، شدّد الناقد طارق الشناوي على أهمية دعم الموزعين لهذا النوع من الأفلام، نظرًا لحاجتها إلى موارد لضمان استمرار عرضها التجاري وتحقيق عائدات مشجعة. 

وأشار إلى أن هذه السينما تقدم أطروحات مختلفة وأساليب سرد جديدة قد تكون بعيدة عن المألوف في السينما التجارية، مستشهدًا بفيلم "دخل الربيع يضحك"، الذي يتبع بناءً دراميًا موحدًا دون الاعتماد على نجم واحد.

وأكد "الشناوي" أن التراكم الفني سيؤدي بمرور الوقت إلى خلق جمهور جديد أكثر تقبلًا لهذه التجارب، خاصة مع توجه صالات السينما أخيرًا إلى تخصيص عروض للأفلام المستقلة.

تحديات التسويق

من جهتها، اعتبرت الناقدة ماجدة موريس أن السينما المستقلة تمثل تجربة فنية أصيلة ومؤثرة، غير أنها تعاني من ضعف الموارد المخصصة للترويج والدعاية، ما يحد من قدرتها على الوصول إلى قاعدة جماهيرية واسعة.

وأشارت إلى أن هذه النوعية من السينما، رغم قلة الدعم، تطرح رؤى جديدة تعكس الواقع المصري بعمق وابتكار.

ودعت موريس إلى ضرورة توفير مساحات عرض أوسع لهذه الأعمال، سواء في دور العرض التقليدية أو عبر المنصات الرقمية، مؤكدة أن لهذه التجارب قيمة فنية وثقافية تضيف للمشهد السينمائي وتعكس تنوع وتعدد الرؤى داخل المجتمع المصري.