كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي السابقة، تتجه نحو الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، وتستشير هيلاري كلينتون والعديد من السياسيين البارزين بشأن مستقبلها السياسي.
هاريس وانتخابات كاليفورنيا
وفقًا لما نشرته "نيويورك تايمز"، فإن المقربين من هاريس أكدوا أنها تميل إلى دخول سباق حاكم ولايتها الأصلية كاليفورنيا في عام 2026، بدلًا من خوض محاولة ثانية للوصول إلى البيت الأبيض.
وأفادت مصادر مطلعة لمجلة "بوليتيكو" بأن هاريس أخبرت المقربين منها أنها ستتخذ قرارها بشأن الدخول في سباق منصب الحاكم بحلول نهاية فصل الصيف.
نقلت شبكة "سي بي إس" عن مصدر مطلع على تفكير هاريس قوله إنها "تفكر بجدية" في الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بحلول أواخر فبراير الماضي، كانت المرشحة الديمقراطية السابقة قد شكّلت فريقًا استشاريًا يضم موظفين سابقين في البيت الأبيض، واستراتيجيين ديمقراطيين مخضرمين، وخبراء سياسات، وكاتب خطابات، ومسؤول جمع تبرعات، استعدادًا لإطلاق حملتها المحتملة.
شبكة دعم واسعة
كشفت التقارير أن هاريس عقدت، خلف الأبواب المغلقة، لقاءات مع مانحين وتحدثت هاتفيًا مع مستشارين ومساعدين موثوقين.
وتُعد كلينتون، السيدة الأولى السابقة والمرشحة الديمقراطية الوحيدة الأخرى التي هُزمت أمام دونالد ترامب، واحدة من عدة شخصيات مقربة لجأت إليها هاريس للاستشارة.
وإلى جانب كلينتون، استشارت هاريس أيضًا جو بايدن، الرئيس السابق، وبيت بوتيجيج، وزير النقل السابق، وريد هوفمان، مؤسس موقع لينكد إن والمانح الديمقراطي المليارديري.
كما التقت هاريس مع ديفيد شور، محلل استطلاعات الرأي الديمقراطي الذي أجرى تحليلًا لانتخابات 2024، بالإضافة إلى الملياردير كريس لارسن، والكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" عزرا كلاين.
تجارب مُشتركة
وفقًا لما كشفته تقارير إعلامية موثوقة، لجأت كامالا هاريس إلى هيلاري كلينتون للاستشارة بشأن مستقبلها السياسي ومدى جدوى الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هاريس استشارت كلينتون باعتبارها المرشحة الديمقراطية الوحيدة الأخرى التي هُزمت أمام دونالد ترامب.
وأشارت مصادر لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية إلى وجود لقاءات بين الاثنتين لمناقشة خيارات هاريس المستقبلية؛ ومما يعزز العلاقة بين السياسيتين أن مايا، شقيقة هاريس، كانت قد عملت كمستشارة سياسية رفيعة لكلينتون، كما ترأست حملة هاريس الرئاسية غير الناجحة عام 2020.
والجدير بالذكر أن كلينتون واجهت معضلة مشابهة بعد خسارتها الانتخابات، لكنها اختارت في النهاية عدم السعي لمنصب عام مرة أخرى، وفي عام 2023، حصلت على وظيفة في جامعة كولومبيا للعمل كأستاذة في الشؤون الدولية والعامة، وهي تجربة قد تستفيد منها هاريس في تحديد مسارها المستقبلي.
استراتيجية لاستعادة الناخبين
تسعى هاريس، وفقًا للمصادر التي تحدثت للصحيفة الأمريكية، للحصول على نصائح حول كيفية استعادة الناخبين الديمقراطيين التقليديين، وكيفية تحديث الحزب، والتأثير في وسائل الإعلام، وهو، بحسب ما تشير "نيويورك تايمز"، المجال الذي تفوق فيه دونالد ترامب خلال انتخابات العام الماضي من خلال ظهوره في عدد من البودكاست ذات الشعبية العالية.
وعلى الرغم من أنها قللت من ظهورها العلني، إلا أن فريقها راقب أنشطة الديمقراطيين البارزين الآخرين، حيث تواصل أعضاء من فريقها مع مساعدي مايك والز لمعرفة كيف تم استقبال جولة المتحدث السابق على المستوى الوطني.
توقعات بفوز سهل
يرى المقربون من هاريس أنها ستحقق فوزًا سهلًا في سباق العام المقبل إذا ما تخلّت عن طموحاتها الرئاسية السابقة.
وفي هذا السياق، صرّحت كاتي بورتر، الممثلة الديمقراطية السابقة عن كاليفورنيا، لـ"نيويورك تايمز" بأن إعلان هاريس لترشحها سيكون له "تأثير يكاد يُخلي الساحة" من المنافسين.
كما أخبر تيري ماكوليف، الرئيس السابق للجنة الوطنية الديمقراطية ورئيس حملة كلينتون الرئاسية عام 2008، الصحيفة أنه شجع هاريس على الترشح لمنصب الحاكم، وأنه يعتقد أنها ستفعل ذلك.
بين هاريس وكلينتون
أيّد بيل وهيلاري كلينتون بسرعة ترشح هاريس للرئاسة في 21 يوليو من العام الماضي، وهو نفس اليوم الذي انسحب فيه بايدن من السباق.
وكشفت "نيويورك تايمز" أن هاريس اتصلت بكلا السياسيين السابقين لطلب دعمهما.
ومع ذلك، باستثناء خطاب في وقت الذروة في المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس، غابت كلينتون تمامًا عن الحملة الانتخابية حتى أسبوعها الأخير، وسط مخاوف بشأن صورتها السياسية، إذ أخبر شخص مقرب من الحملة شبكة "إن بي سي" أن وجود كلينتون في الحملة قد لا يكون الخطوة الأكثر فائدة، حيث كانت الحملة بحاجة إلى التركيز على رسائلها الأساسية لاستقطاب الناخبين الذكور.
وعلى الرغم من أن المرأتين كانتا على جانبين متعارضين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية عام 2008 بين باراك أوباما وكلينتون، إلا أنهما أصبحتا مقربتين على مدى السنوات اللاحقة.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الثنائي تناولا العشاء معًا في قصر كلينتون في واشنطن، وناقشا قرارات رفيعة المستوى، مثل من يجب أن تختاره هاريس كنائب لها في السباق الرئاسي.
تأثير على المشهد السياسي
يرى محللون سياسيون أن قرار هاريس بالترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا قد يعيد تشكيل المشهد السياسي الأمريكي، خاصة وأن كاليفورنيا تُعد أكبر ولاية من حيث عدد السكان وأهم اقتصاد بين الولايات الأمريكية، ومن شأن فوزها بمنصب الحاكم أن يمنحها منصة قوية لإعادة بناء صورتها السياسية والتخطيط لمستقبلها السياسي بعيد المدى.
وفي حال نجاحها في الفوز بمنصب حاكم كاليفورنيا، قد تصبح هاريس في وضع أقوى للترشح مرة أخرى للرئاسة مستقبلًا، مستفيدة من خبرتها التنفيذية في إدارة أكبر ولاية أمريكية، وهو ما افتقرت إليه في ترشحها السابق.