الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وزير الخارجية السوداني: نمر بمرحلة مفصلية.. والميليشيا تحاول القضاء على "دولة 1956"

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية السوداني على يوسف

القاهرة الإخبارية - طه العومي

قال وزير الخارجية السوداني الدكتور علي يوسف، اليوم الجمعة، إن السودان يمر بمرحلة مفصلية، مشيرًا إلى أن المؤامرة التي أُحيكَت ضد البلاد والشعب السوداني كانت على وشك تحقيق أهدافها.

وأضاف "يوسف"، خلال لقاء خاص لـ"القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامي جمال عنايت، أن ما شهده السودان من تدمير شبه كامل للبنية التحتية، وخاصة في الخرطوم، وكذلك الانتهاكات غير المسبوقة ضد الشعب، كان يشكل تحديًا كبيرًا، ولكن بفضل الانتصارات الأخيرة، استطاع السودان أن يعود إلى طريق الأمل، ما يفتح المجال لعودة الوطن إلى موقعه الصحيح.

وأوضح أن الانتصارات الأخيرة أعادت السودان إلى طريق الصحيح، إذ عادت الدولة السودانية إلى أحضان أبناءها، مؤكدًا أن هذه الانتصارات ساعدت في تفكيك وتدمير المؤامرة التي كانت تهدف إلى القضاء على الدولة السودانية.

وأكد أن هذه المؤامرة كانت تتمثل في محاولات ميليشيا الدعم السريع المتمردة القضاء على "دولة 1956"، وهي الدولة التي تأسست بعد استقلال السودان.

معركة الكرامة

وأشار إلى أن هذه كانت مؤامرة خطيرة جدًا ضد السودان، لكن بفضل عزيمة الشعب السوداني والجيش في "معركة الكرامة"، تمكنت البلاد من تحقيق انتصارات رغم الصعوبات العديدة التي مرت بها، وذكر أن الحرب نفسها مرّت بثلاث مراحل صعبة قبل الوصول إلى هذه المرحلة الحالية التي يشهد فيها السودان انتصارًا عظيمًا.

ونوه وزير الخارجية السوداني بأن ميليشيا الدعم السريع لم تحقق في الواقع أي انتصارات حقيقية، بل كانت في المواقع التي احتلتها منذ بداية المعركة في 15 أبريل، وهي أماكن تمركزها بالفعل قبل بدء القتال.

وأوضح أن الميليشيا كانت موجودة في العديد من المناطق بحكم تكوينها وأهميتها، وكان لها دور في الثورة التي أطاحت بنظام البشير.

وأكد "يوسف" أن ميليشيا الدعم السريع لم تحتل القصر الجمهوري من القوات المسلحة، بل مُكِّنَت حراسته، كما كانت منتشرة في العديد من المواقع المهمة، مثل القيادة العامة للقوات المسلحة ومقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان.

وأضاف أن الحرب بدأت بالدفاع عن النفس من جانب القوات المسلحة السودانية في مواقعها العسكرية، ثم تحركت القوات المسلحة في مرحلة ثانية خارج القواعد العسكرية.

معركة فاصلة

وأشار إلى أنه في المرحلة الأخيرة، تحققت الانتصارات في معركة الخرطوم، التي كانت معركة فاصلة ومهمة في تغيير مجرى الحرب، بعد هذه المعركة، هربت قوات الميليشيا المتمردة عبر جسر خزان جبل أولياء، الذي بنته مصر في ثلاثينات القرن الماضي، وانتقلت إلى مناطق غرب الخرطوم.

ولفت وزير الخارجية السوداني، إلى أن من أهم نقاط التحول في الوضع السوداني هو استجابة الشعب لردع الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، مثل سرقة المنازل ونهب الممتلكات واغتصاب النساء وقتل كبار السن والأطفال، موضحًا أن الشعب السوداني في البداية كان مصابًا بالدهشة مما يحدث، لكن مع مرور الوقت وتفاقم هذه الجرائم، بدأ يعي حجم المؤامرة وما يجري.

ونوه بأن عددًا من المثقفين والسياسيين كانوا يتوقعون حدوث "عاصفة" وشيكة، وعندما بدأت المعارك، تحولت الهوة بين الجيش والقوى التي كانت جزءًا من المنظومة العسكرية إلى حرب مفتوحة ضد السودان وشعبه، ونتيجة لذلك بدأ الشعب السوداني يلتف حول الجيش بشكل كبير، وبدأت حركة استنفار ضخمة، وانضم العديد من الشباب إلى المعسكرات التدريبية وحملوا السلاح للقتال مع القوات المسلحة السودانية.

واعتبر الوزير السوداني أن هذه التطورات كانت نقطة تحول هامة في الحرب، إذ أصبح غالبية الشعب السوداني يقف مع الجيش، وأصبح العديد من الشباب جزءًا من المعركة ضد الميليشيا المتمردة، مؤكدًا أن انتصارات الجيش السوداني ستصبح دراسة في الكليات الحربية بفضل تكتيكاته وصبره في مواجهة التحديات الكبيرة.

وأكد أن ما تبقى من قوات ميليشيا الدعم السريع فرّت عبر جسر جبل أولياء، واتجهت نحو دارفور وكردفان، موضحًا أن المعارك حاليًا تتركز في جيوب محدودة داخل ولاية الخرطوم وبعض المناطق الأخرى.

مرحلة جديدة

وشدد على أن السودان دخل مرحلة جديدة من الحرب، وهي مرحلة الطائرات المسيرة، إذ لجأت الميليشيا – بدعم خارجي – إلى استخدام هذه الطائرات لاستهداف مناطق استراتيجية، منها العاصمة وضواحيها، بالإضافة إلى منطقة مروي في شمال البلاد، حيث تعرّض سد مروي لثلاث هجمات متتالية باستخدام المسيرات.

وأضاف وزير الخارجية السوداني، أن هذه المرحلة تُعد تطورًا لما بعد انتصار الجيش في معركة الخرطوم، متوقعًا أن تركِّز الميليشيا في الأيام المقبلة على محاولة إسقاط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية دارفور، والتي تُعتبر المعقل الأخير للقوات المسلحة السودانية وقوات الحركات المسلحة المشتركة في الإقليم، كاشفًا أن الفاشر تعرّضت لأكثر من 180 هجومًا متتاليًا من ميليشيا الدعم السريع لكنها فشلت في السيطرة عليها حتى الآن.

وأعرب عن أسفه لاستهداف الميليشيا طائرة كانت تحمل الغذاء والمؤن إلى دارفور، محذرًا من أن المدينة ستواجه وضعًا إنسانيًا وأمنيًا خطيرًا للغاية خلال الأيام المقبلة.

ولفت إلى أن هدف الميليشيا هو إسقاط مدينة الفاشر ومن ثم إعلان حكومة موازية تابعة لها وفرض سيطرة سياسية على إقليم دارفور، معتبرًا أن ما يحدث يمثل مرحلة خطيرة ومفصلية تتطلب تنبهًا جادًا من المجتمع الدولي.

وصرح وزير الخارجية السوداني، بأن القوات المسلحة السودانية والقيادة العليا عازمتان على القيام بكل ما يلزم للحفاظ على إقليم دارفور، خاصة عاصمته مدينة الفاشر، ومنع سقوطها في يد ميليشيا الدعم السريع، مؤكدًا أن هناك خطة لتحرير دارفور بالكامل من قبضة المتمردين.

وذكر أن القيادة السودانية قدمت مبادرة رسمية إلى الأمم المتحدة لمعالجة الوضع الراهن في السودان، لكنه شدد على أن التناقض بين أهداف الجيش والدعم السريع بلغ ذروته، إذ لا توجد أرضية مشتركة يمكن أن تجمع الطرفين في هذه المرحلة.

وهم كبير

وفي حديثه عن قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وصفه "يوسف" بأنه لا يزال يعيش في وهمٍ كبير، مشيرًا إلى سلسلة من التصريحات المتحدّية التي أدلى بها حميدتي والتي ثبت بطلانها على أرض الواقع، مضيفًا: "قال قبل سقوط القصر الجمهوري إن القصر لن يسقط، وسقط، ثم قال إن الجيش لن يستطيع السيطرة على الخرطوم، فاستطاع الجيش أن يحسم المعركة لصالحه".

وأكد أن ما لم يدركه حميدتي وقيادات الدعم السريع حتى الآن هو أن الغالبية العظمى من الشعب السوداني تقف إلى جانب القوات المسلحة، معتبرًا أن هذا الالتفاف الشعبي هو السر الحقيقي وراء انتصارات الجيش واستعادة السيطرة على مواقع استراتيجية هامة في البلاد.

مواقف إيجابية

وفي سياق آخر، أشاد وزير الخارجية السوداني بقناة "القاهرة الإخبارية"، معتبرًا أنها واحدة من القنوات التي تحظى بمتابعة واسعة من قبل السودانيين، ويُظهر لها الكثير من التقدير، وذلك بسبب مواقفها الإيجابية تجاه القضايا السودانية.

وأشار إلى أن قناة القاهرة الإخبارية كانت دائمًا منبرًا يُعبّر عن الاهتمام بما يتعرض له السودان من مؤامرات، واعتبرها واحدة من القنوات التي تدعم القضايا السودانية.