الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم ضغوطها الاقتصادية.. الصين قادرة على ردع ترامب وإجباره على التراجع

  • مشاركة :
post-title
الرئيسان الصيني والأمريكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تعمل بكين على استغلال صندوق أدواتها من أجل تخفيف نتائج ضربة التعريفات الجمركية المتبادلة، التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجاءت في وقت حرج بالنسبة للصين، التي تعهدت على الرغم من ذلك بالمضي قدمًا في تلك الحرب حتى النهاية.

ودخلت التعريفات الجمركية الأمريكية ضد الصين، حيز التنفيذ الأربعاء 9 إبريل، التي بلغت حتى الآن 145%، ضمن سلسلة أوامر تنفيذية لترامب بدأت بـ 84%، ثم تصاعدت في أعقاب التعريفات الصينية المضادة.

الاقتصاد الصيني

وأكد خبراء في مركز الصين العالمي التابع للمجلس الأطلسي لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية، أن نمو الاقتصاد الصيني الهائل توقف بسبب الاستجابة لجائحة كوفيد 19، إذ تأثر الاقتصاد سلبًا بضعف الطلب المحلي، وزادت معدلات البطالة، بجانب التراجع المستمر في سوق العقارات.

وبحسب الأرقام، فإن حصة الولايات المتحدة من صادرات الصين تتراجع بشكل مطرد منذ عام 2018، إلا أنها لا تزال تمثل 14% في عام 2024، وهو ما جعل تعريفات ترامب الجمركية على جميع السلع المستوردة من الصين تأتي في وقت حرج بالنسبة للاقتصاد الصيني.

الكثير من الأدوات

وتنظر الصين لتلك الموجة من الرسوم الجمركية بقلق بالغ، بسبب معاناة الاقتصاد، خلال السنوات القليلة الماضية، لكن في نفس الوقت تمتلك بكين خياراتها الخاصة، كما يقولون، تستطيع من خلالها إلحاق الألم في الحرب التجارية الجارية مع أمريكا.

ويقول الخبراء إن الحكومة الصينية تمتلك الكثير من الأدوات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، إذ يستخدمون جميع الموارد لتخفيف وطأة الصدمة، مثل استقرار سوق الأسهم والتحكم في الخطاب الإعلامي، كما يعرضون إحصاءات مثل الناتج المحلي الإجمالي لإثبات قدرة الصين على تحمل الضغوط الأمريكية.

ترامب خلال توقيع الرسوم الجمركية الإضافية على الصين
دعم وزيارات

ومن أبرز التحركات ما فعلته الشركات المملوكة للدولة الصينية، إذ عملت على دعم أسعار الأسهم في أعقاب الانخفاضات الحادة بالسوق، كما سمح بنك الشعب الصيني لليوان بالانخفاض بشكل متواضع مقابل الدولار، ما جعل الصادرات الصينية أرخص مع إدارة مخاطر تدفق رأس المال إلى الخارج بعناية.

وتحاول الصين أيضًا تحفيز الاستهلاك المحلي والتواصل مع الاتحاد الأوروبي ودول شرق آسيا لزيادة الصادرات في تلك الأسواق، إذ يستعد الرئيس الصيني لزيارة رسمية إلى ماليزيا وفيتنام وكمبوديا، وتتصدر التجارة جدول الأعمال.

الشركات الأمريكية

وفي الوقت نفسه ينخرط وزير التجارة الصيني في حوار مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي ورئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا، كما عقدت بكين أيضًا اجتماعات مع ممثلين من أكثر من 20 شركة مقرها الولايات المتحدة، بما في ذلك تسلا، للتأكيد على الالتزام بالانفتاح.

وتحاول الصين الرد بطريقة تضر بالاقتصاد الأمريكي بشكل عام، وبالتحالف الانتخابي لترامب بشكل خاص، ويرى الخبراء أن القطاع الزراعي الأمريكي يأتي على رأس الأهداف لأنه جزء أساسي من القاعدة الانتخابية لترامب.

وستركز الصين أيضًا على الخدمات المالية، مستهدفة البنوك الاستثمارية الأمريكية وشركات الاستشارات الإدارية، وهي جزء رئيسي آخر من قاعدة دعم ترامب، وفي تلك الخطوة تسعى الصين إلى دفع الشركات للضغط على ترامب للدخول في مفاوضات، حتى لو لم يكن ترامب ميالًا في البداية إلى التحدث مع الصين.

ضرر متبادل

وفي المجمل؛ ستعاني الدولتان من الحرب التجارية بمستويات مختلفة، إذ إن العديد من الشركات الأمريكية تصدر السلع والخدمات من الصين إلى الولايات المتحدة، وستتأثر بشكل كبير، كما سيتأثر المستهلكون الأمريكيون الذين سينتهي بهم الأمر إلى دفع المزيد مقابل العديد من المنتجات ذات القيمة المضافة المنخفضة، التي يتم إنتاجها وتعبئتها في الولايات المتحدة.

وعالميًا، حذّر خبراء الاقتصاد من أن العالم قد يواجه ركودًا عالميًا، مع تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بشكل كبير، وهناك فرصة لحدوث تباطؤ اقتصادي عالمي كبير وركود عالمي، ومن المؤكد وفقًا لهم سيكون هناك إعادة ترتيب كبيرة للاقتصاد العالمي.