الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اقتحام وقصف مدفعي.. روسيا تحشد أطفالها بـ"لعبة حرب من الحقبة السوفيتية"

  • مشاركة :
post-title
لعبة روسية لتعليم الأطفال مهارات الحرب المتقدمة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بهدف دمج الأطفال في الحالة الوطنية، أطلقت روسيا لعبة عسكرية بجميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الأوكرانية التي ضمتها، تعرف باسم "زارنيتسا"، ويتم من خلالها تعليمهم المهارات العسكرية الأساسية وتقنيات الحرب الحديثة مثل الحرب السيبرانية وقيادة الطائرات.

وتعود اللعبة العسكرية بالأطفال إلى الحقبة السوفيتية، وتم تصميمها، بحسب الصحف الروسية، لتشبه ظروف القتال الحقيقية، بما في ذلك الخنادق والمخابئ والمعدات العسكرية، وينفذ الأطفال المشاركون مهام متنوعة تكتيكية كالاستيلاء على المواقع والتمسك بها، واقتحام المناطق المحصنة، والاستطلاع، والقصف المدفعي.

شعار لعبة "زارنيتسا 2.0"
حركات مؤيدة للحرب

وتم تأسيس تلك اللعبة من قبل حركة الأوائل وجيش الشباب وشبكة المحارب، جميعها حركات مؤيدة للحرب الجارية في أوكرانيا، وتم إطلاق الجزء الأول من اللعبة رسميًا منذ عام 2024، تحت مسمى مسابقة "زارنيتسا 2.0" الوطنية، يشارك فيها الأطفال من سن 7 أعوام إلى 21 عامًا.

وتتكون لعبة زارنيتسا، التي تم إطلاق الجزء الثاني منها، فبراير 2025 وتنتهي في سبتمبر من العام ذاته، من عدة مستويات، إذ يختار كل طالب أحد الأدوار السبعة كقائد فرقة، مراسل حربي، مهندس متفجرات، مسعف، مشغل طائرات مسيّرة، مدرب سياسي، أو جندي عاصفة.

مليون طالب على الأقل

وبحسب قناة تليجرام الخاصة باللعبة، سجل مليون طالب على الأقل في اللعبة من مختلف المناطق المدرسية، بما في ذلك المناطق المحتلة في أوكرانيا، وتهدف اللعبة في النهاية إلى تعليم طلاب المدارس والجامعات على المهارات العسكرية الأساسية وتقنيات الحرب الحديثة.

ضابط في الجيش الروسي من المحاربين القدامى يشارك في تدريب الطلاب

ويتم تقسيم الأطفال حسب أعمارهم بين 7 و10 سنوات، و10 و13 عامًا، و14 و17 عامًا، إذ يواجهون تحديات مختلفة، التي من بينها على سبيل المثال لعبة عامل الإشارة للأعمار الأقل، التي تتلخص مهمته في نقل المعلومات إلى القيادة المركزية من أرض العدو بأقل قدر من التشويش عليها.

ماذا تعرف عن جيشنا؟

ومن الأنشطة الأخرى ما يُسمى بـ"التوجيه"، ويحدد الطلاب خلاله عبر استخدام البوصلة، الشمال والجنوب والغرب والشرق، وبناء على الاتجاهات الأساسية، عليه رسم خريطة طبوغرافية لساحة المدرسة أو أي منطقة أخرى مألوفة للفرق.

وخلال اللعبة أيضًا، يواجه الطلاب ما يُسمى بالجولة الخاطفة تحت اسم "ماذا تعرف عن جيشنا؟"، إذ يُسأل الطلاب، على سبيل المثال "ما أثقل دبابة روسية حاليًا، وشعار القوات المحمولة جوًا، وكم عدد النجوم الموجودة على أكتاف رتبة الملازم أول؟".

تدريب الأطفال على قيادة الطائرات الدرون
تاريخ الوطن الأم

وبحسب دليل اللعبة يوجد في المراحل التأهيلية الأعلى تخصصات عسكرية مختلفة تتعلق بالمناصب القيادية والمدربين السياسيين ومراسلي الحرب، ويجب على الطالب الذي يتولى منصب القائد إظهار الانتباه واللياقة البدنية والتفكير المنطقي والمعرفة بـ"تاريخ الوطن الأم وأساسيات الخدمة العسكرية".

في مهمة أخرى تُسمى "المهمة القتالية"، يجب على الطالب حفظ موقع "كمين مُخطط له"، وتوضيح مواقع نيران العدو على خريطة للوحدة، وفي الأخير يجب عليه تحديد عدد الجنود الذين يمكن إرسالهم في المهمة القتالية، وكيفية التصرف مع وجود نقص في عدد الجنود بالثكنات.

الهجمات الإلكترونية

أما في مسابقة الضباط السياسيين، فتدور اللعبة حول أن الطالب عضو في وحدة الدفاع الرقمي المكلفة بمنع سلسلة من الهجمات الإلكترونية على مركز القيادة الأمامي الخيالي، ويجب حماية مركز القيادة من خلال التحقق من مصادر المعلومات ووقف الهجمات على البنية التحتية العسكرية الرقمية.

فرقة من الأطفال يعملون على حل لغز متعلق باللعبة

وفي تحدٍّ آخر، يجب على المسؤول السياسي تحديد هوية منفذ الهجوم الإلكتروني، بعدما يُشتبه في قيام العديد من مستخدمي النظام باختراق الأمن، والمهمة تتمثل في تحليل سجلات النظام وتحديد منفذ الهجوم، إذ يتم تزويد المشارك بسجلات الاتصالات وعناوين IP وأنشطة المستخدم.

توجيه المسيرات 

أما مشغل الطائرات المسيّرة، فيجب عليه إظهار مهاراته الأساسية في قيادة الدرون، وإثبات كفاءته في جهاز المحاكاة ومهارات الإقلاع والهبوط، والتحليق في المكان، والتحكم في اتجاه طيران الطائرة المسيّرة وتجاوز العوائق، إذ يستبق مشاركته اطلاعه على مواد تعليمية حول الطائرات أولًا.

ووفقًا لمعهد دراسات حرب ومقره واشنطن، فإن أكثر من 12000 طفل من منطقة لوجانسك المحتلة وحدها سجلوا في لعبة "زارنيتسا 2.0"، فبراير ومارس 2025، ويتم تدريبهم على القتال في صفوف الجيش الروسي، كما رصدت صحيفة فيرستكا الروسية، أن الطلاب يُجبرون على التسجيل في المسابقة بأعداد كبيرة.